وزير المال: الزمن ليس زمن مناكفات بل التفتيش عن المخارج


كرمت نقابة مزارعي التبغ في الجنوب ابناء مزارعي التبغ الناجحين في الامتحانات الرسمية (بكالوريا قسم ثاني) للعام الدراسي 2017 - 2018 في قضاءي صيدا وصور، في احتفال اقامته في مركز باسل الاسد الثقافي في صور، برعاية وزير المال في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل.

حضر الاحتفال، الى الوزير خليل، المدير العام لـ "الريجي" ناصيف سقلاوي، رئيس اتحاد نقابات مزارعي التبغ والتنباك نائب رئيس الاتحاد العمالي العام حسن فقيه، قائمقام صور محمد جفال، الشيخ ربيع قبيسي ممثلا مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبدالله، والشيخ عصام كساب ممثلا مفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرا الحبال، والارشمندريت بشارة كتورة ممثلا المطران ميخائيل أبرص، والارشمندريت نقولا باصيل ممثلا المطران الياس كفوري، والمونسينيور شربل عبدالله ممثلا المطران شكرالله نبيل الحاج، ومسؤول حركة "امل" في اقليم جبل عامل علي اسماعيل على رأس وفد من قيادة الاقليم، رئيس اتحاد بلديات صور حسن دبوق ورئيس المنطقة التربوية في الجنوب باسم عباس وفاعليات اجتماعية ونقابية ورؤساء مجالس بلدية واختيارية وحشد من مزارعي التبغ .

فقيه

بعد النشيد الوطني، قدمت الحفل حوراء خليل، قم كانت كلمة لفقيه قال فيها: "لقد عانت سائر المدن والبلدات والقرى الجنوبية كما جميع المناطق في الاطراف من الشمال الى البقاع الى بعض مناطق الجبل من اهمال مزمن وعدم التفات الحكومات المتعاقبة الى اهمية التنمية وانشاء البنى التحتية الملائمة للزراعة والصناعة والسياحة والخدمات الصحية والتعليمية لمنع النزوح الى المدن الكبرى وضواحيها، حيث نشأت احزمة الفقر، واكتظت هذه المدن بالسكن الكثيف، بينما افرغت الارياف من اهلها. وقد ساهم العدوان الاسرائيلي في الجنوب في افقار هذه المنطقة، ما دعا الرئيس نبيه بري لاطلاق اوسع عملية دعم لهذه الزراعة، لتمكين الاهالي من الصمود الاقتصادي والاجتماعي" .

وأضاف: "لم يميز اتحادنا بين منطقة واخرى، لأن المزارعين هم اهلنا في جميع المناطق، ومن كل الاتجاهات والفئات المكونة لهذا الوطن، مضيفا ولان الزراعة كانت دائما مصدر رزق دائم وثابت، ندعو الدولة لدعمها ودعم المزارعين بكل ما تحتاجه لتنميتها بجميع الوسائل والحماية اللازمة لها ولهم" .

وختم :"نحن على ابواب تشكيل حكومة طال انتظارها، نطالب الحكومة العتيدة بشمول مزارعي التبغ والتنباك وصيادي الاسماك بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وزيادة الاسعار بما يتناسب مع غلاء المعيشة والاكلاف المتصاعدة للزراعة، وتقديم القروض الزراعية بفائدة صفر، واعتماد خطة زراعية وطنية شاملة تعيد الاعتبار لهذا القطاع الاقتصادي الاساسي في حياة البلاد والمجتمع وتثبيث الاهالي في مناطقهم" .

سقلاوي

وتحدث سقلاوي فقال:" جريا على تقليد نبيل اصبح يتكرر عاما بعد عام وترجمة عملية لسعي "الريجي" الدائم لتحقيق الاستدامة في نطاق عملها، خصوصا مع مزارعي التبغ نعود هذا العام الى الجنوب الى صيدا وصور، بعدما نقلنا هذه المبادرة الى كل المناطق في الشمال والبقاع وفي النبطية وبنت جبيل ومرجعيون، وقد شمل هذا المشروع منذ انطلاقته مئات الطلاب واليوم يضاف اليهم 103 اخرين، ونطمح في السنة المقبلة ان تكون المنح لأبناء احبتنا في قضاء بنت جبيل" .

اضاف: "الريجي ليست مؤسسة تربوية، ولكننا عندما نهضنا بمشروع التنمية المستدامة والخدمة المجتمعية وضعنا العلم في رأس اهتماماتنا، فكان تحفيز ابناء المزارعين على استكمال تعليمهم الجامعي من اولوياتنا، وان المساهمة الرمزية هذه هي لدعم امكانيات اهلنا المزارعين وابنائهم برغم محدوديتها فهي تخنزن ابعادا معنوية واجتماعية وتوعوية، وتشكل دعامة وسلاحا ضد الفقر والاهمال، وترسيخا لثقافة المقاومة بكل اشكالها، وهذا ما اراده الرئيس نبيه بري عندما حمل هم المزارع ولم يتوانى لحظة عن تقديم الدعم" .

تابع:" بلدنا بحاجة للكفاءات لينهض ويستمر، وليس بحاجة الى من يشكك بصوابية المبادرات التنموية ويسعى لالغائها، كأن احدا ما يزعجه ويغيضه هذا الاهتمام بأهلنا المزارعين، مضيفا وفي ترجمة فعلية لدعم اهلنا المزارعين بادرت "الريجي" الى وضع صيغة عملية للتعويض على المزارعين بعد الاضرار التي طالت محاصيلهم نتيجة الاحوال المناخية" .

وختم: "نود ان نؤكد اننا لن نسمح بأن تتحول زراعة التبغ الى تجارة تدار من غير المزارعين، ولن نسمح باستغلال اهلنا المزارعين، ولن نسمح بتسليم محاصيل مزروعة من طارئين على هذه الزراعة" .

حسن خليل

وألقى الوزير حسن خليل كلمة قال فيها: "نقف اليوم في صور لنلتقي مع أهل الأرض الذين حملوا القضية، وحموها بصمودهم فجعلوا بقاءهم افضل اوجه المعركة مع العدو الاسرائيلي، وكانوا الطليعيين في الزمن الصعب هم مزارعو هذه الارض، وفي مقدمهم مزارعو التبغ الذي اعتبر الرئيس بري قضيتهم هي القضيه المركزية على مستوى التنمية، فكان على الدوام يرشدنا ان نكون في صفهم، لانهم حراس الارض والحماة الحقيقيون لاستقلاله وسيادته".

اضاف:" مرة اخرى نقف امام التجربة الرائدة لادارة حصر "التبغ والتنباك" التي استطاعت ان تحول مشاتل هذه الزراعة الى عناوين انتصار وانجازات من خلال تعاطيها مع هذا الملف التي حولته الى علاقة متوازنة ومسؤولة بين المزارع والدولة، وهذا بحد ذاته يشكل انتصارا حقيقيا لعمل المؤسسات ودورها في تطوير التنمية".

وقال:" بمناسبة الحديث عن الزراعة، ننتقل الى التحدي الاهم اليوم على مستوى وطننا لبنان وهو اي شكل لاقتصادنا ولوطننا نريد في المستقبل، نحن الذين نعيش تجربة البلد المستهلك على حساب ان نكون البلد المنتج في جميع مجالات الانتاج. وهذا التحدي سيطرح امام الحكومة المقبلة، لانه من غير المسموح ان نبقى ندور في حلقه مفرغة على مستوى واقعنا الاقتصادي والاجتماعي، ولا يمكن ان يبقى الوطن مرتهن لاساليب الاستهلاك فقط على حساب البحث عن المكامن التي تشجع قطاعات الانتاج وهذا يحتاج الى خطة مدروسة تستشرف آفاق المستقبل".

وفي الموضوع السياسي قال خليل: "نعترف امامكم اننا لم نكن على مستوى آمال الناس وطموحاتهم في ان نصل سريعا الى تشكيل الحكومة بعد الانتخابات النيابية، مضيفا لقد تأخرنا كثيرا تحت عناوين مختلفة، لكن واقعنا اليوم الاقتصادي والمالي في ظل غياب القرار التنفيذي يفاقم حجم المخاطر والتحديات. ما يجعلنا نقول ان الزمن ليس زمن مناكفات والتمترس خلف المواقف المسبقة التي اعلنت، بل وقت التفتيش عن المخارج، وعن التراجع ولو خطوة الى الوراء من كل الفرقاء القادرين. وان الاقوى والمؤثر هو الاقدر والاجدر به ان يبادر الى تحمل مسؤوليته على هذا الصعيد".

اضاف: "اننا نثمن كثيرا الحراك الاخير الذي بدأه رئيس الجمهورية، وان الناس وثقة الناس تتطلب ان يصل هذا الحراك الى نتيجة حتى لا تصدم شرائح المجتمع، واننا اصبحنا امام خيارات محدودة، وانعكاسها سلبي على اوضاعنا وعلى استقرارنا، قائلا:"إن اي استفتاء بين الناس الطيبين البسطاء يدلنا بشكل واضح وصريح على ان القوى السياسية اليوم تخسر معنويا بقدر الخسارة التي تحصل على مستوى مؤسساتنا نتيجة التأخير الحاصل في تشكيل الحكومة".

تابع:" نحن نعرف ونعي ربما لا تستطيع ان تحدث الحكومة تغييرا استثنائيا سريعا، لكنها تضع الامور في نصابها الطبيعي، لافتا "انه مازال لدينا ثقة كبيرة بالقدرة على الخروج قبل نهاية العام الحالي بحكومة، وهذا يتطلب خطوة واحدة باتجاه هذا التشكيل ولا يحسب بأي شكل من الاشكال خسارة لمن يقدم عليها، بل ستسجل في سجله الوطني داعيا الى الالتفات الى خطورة المرحلة، وما يجري من تحولات في المنطقة يحتم علينا ان لا نضيع فرصة الحفاظ على استقرارنا الداخلي، وفرصة اطلاق عمل المؤسسات التنفيذية وبالتحديد مجلس الوزراء".

وخاطب الوزير خليل رؤساء المجالس البلدية قائلا:" اسمحوا لي ان اقول هناك حق للبلديات في ان تحصل على اموالها من الصندوق البلدي المستقل، وانا شخصيا وعدت ان يكون هذا الامر في توقيته شهر تشرين الماضي، لكن اصارحكم القول ان وضعنا المالي الآن خلال هذا الشهر لا يسمح في ان نقدم على دفع هذه المستحقات في وقتها، وهذا الامر اعرف قساوته على الكثير من البلديات التي تنتظر الاموال وهي حق لها، لكن واجبي ان اصارح بأن الواقع المالي نتيجة الازمة السياسية لا يسهل لنا الدفع خلال هذه الايام، لكن اعدكم والتزم ان تكون اولى الدفعات التي ستخرج من مالية الدولة بعد الخروج من هذه الازمة، ستكون مستحقات البلديات كما هي وربما مع مطلع العام الجديد".

وجدد اشادته باداره حصر التبغ والتنباك على ادائها الوطني المميز".

وختاما وزعت المكافآت المالية على ابناء المزارعين المكرمين كما تسلم الوزير خليل درعا تقديرية وأقيم حفل كوكتيل على شرف الحضور.

تعليقات: