غوغل لم تشطب صورة أبو تريكة ولبنان وقّع وثيقة وزراء الإعلام العرب

الصورة الشهيرة لأبو تريكة عن موقع غوغل
الصورة الشهيرة لأبو تريكة عن موقع غوغل


حادثتان إعلاميتان حصلتا الاسبوعين الماضيين جديرتان بالتوقف عندهما: الأولى لها علاقة بالهدّاف المصري محمد ابو تريكة الذي «تحول إلى بطل قومي لدى الجمهور والإعلام العربي، وإلى هدف رئيسي لدى جمهور وإعلام إسرائيل»، كما قال بيان ترويجي لأحد البرامج الرياضية، بسبب قيامه، بعد تسجيله لهدف ضد السودان في كأس الأمم الأفريقية، وفي لحظة انتصار رياضي تنقله مئات الشاشات إلى مئات الملايين من المشاهدين، بالكشف عن قميص داخلي كتب عليه عبارة «تضامناً مع غزة»، وانه بسبب ذلك اضطهد «إلى حد قيام اللوبي الصهيوني بالطلب إلى الصفحات الرياضية على شبكة الانترنت بشطب الصورة وهو ما حصل مع العديد منها كشبكة البحث «غوغل»»، كما قال. اما الحادثة الثانية فلها علاقة بموقف لبنان من «وثيقة وزراء الإعلام العرب» الذي تناقلت بعض الوكالات يوم تبنيها في 12 شباط المنصرم، خطأ مهولاً وهو أنه انفرد، اي لبنان، ودولة قطر، برفض التوقيع على الوثيقة.

وبداية مع أبو تريكة. فقد وقع الزملاء في برنامج «ملفات رياضية» على «نيو تي في» في فخ مواقع الانترنت التي لا تتبع آليات المهنة في التدقيق بالأخبار، فوصلنا منهم بيان ترويجي لحلقة اقتطفنا منه ما جاء بين قوسين في الفقرة السابقة، وملخصه ان اللوبي الصهيوني ضغط على محرك البحث «غوغل» فشطب الصورة الشهيرة لمحمد ابو تريكة! وبما ان عملاً كهذا يتعارض منطقياً مع جوهر خدمة «غوغل» التي تقوم شهرتها على السعي للحصول على اي صورة من اينما جاءت، ومن دون اية تحفظات سياسية او ايديولوجية، لأن ذلك سينعكس سلباً من الناحية التجارية، فإننا سعينا الى تقصي مدى مصداقية تلك «الشائعة» التي روّجها الزملاء من دون قصد. هكذا، تبين بعد اتصال للزميلة زينب غصن مراسلتنا في القاهرة، بمكتب «غوغل» هناك «أن المكتب نفى نفياً قاطعاً ما جاء في هذه الإشاعة (نص النفي في الكادر)، وبالتالي فإن صورة أبو تريكة متوفرة على مواقع البحث.

أما الحادثة الثانية فلها علاقة بالوكالات. ذلك ان خطأ بسيطاً وقع فيه مراسل إحدى الوكالات في القاهرة أيضاً، لا يزال يجرجر مفاعيله تضليلا اعلاميا حتى اليوم. اما الخطأ فهو القول ان لبنان وقطر امتنعا عن التوقيع على وثيقة وزراء الاعلام العرب للبث الفضائي. والصحيح، كما تأكدنا يومها من الوزير غازي العريضي شخصياً، وكتبناه في مقالة (وثيقة لا قانون) ان لبنان وقّع، وبكل ممنونية، على تلك الوثيقة.

لكن هذا الخطأ أستمر وتفاقم لدرجة ان منظمة مثل «هيومان رايتس ووتش» وقعت فيه فأوردته في بيانها الاستنكاري للوثيقة منوّهة بموقف كل من «لبنان وقطر»!! وعلى الرغم من جواب العريضي المؤكد للتوقيع، وعلى الرغم من نشرنا له، إلا ان الوكالات، ايضاً، على ما يبدو لا تقرأ الصحف، إن قدّمنا حسن النوايا. وفي حين ان بحاثة اتصلوا بنا من لبنان ومن الخارج إثر قراءة المقالة اعلاه، للتأكد مرة أخرى من المعلومة التي أوردناها، إلا ان الوكالات لا تزال تورد حتى اليوم (أنظر رويترز منذ 3 أيام من دبي) ان لبنان وقطر لم يوقعا على الوثيقة.

ولكن، يبقى سؤال يرنّ في مكان ما من الرأس: كيف يمكن لمراسل وكالة ان يخطئ في أمر كهذا؟ وإن فهم مراسل واحد بطريقة خاطئة فكيف يمكن لوكالتين عالميتين ان تخطئا الخطأ نفسه في حين ان ثالثة اوردت ان قطر هي وحدها التي لم توّقع؟ في اتصالنا مع الوزير إثر التوقيع ومن أجل التأكد سألناه: هل وقع لبنان الوثيقة؟ أجابنا بادئ الأمر إجابة دبلوماسية «لافتاً نظرنا» الى الكلمة التي القاها في المؤتمر والتي تتضمن ما يشبه التنديد بالموقف الذي.. وقع عليه معاليه! فهل تكون هذه الكلمة هي التي ضللت الإعلاميين في تغطيتهم؟ ولم لا يبادر معالي الوزير الى تصحيح ما تورده وسائل الإعلام خطأ في هذه المجال وهو الذي يبادر الى تصحيح اقل من ذلك؟

لا نعلم. لكن كل ما نعلمه هو ان: غوغل لم تشطب صورة ابو تريكة من موقعها. وان لبنان، مرة اخرى، وقع وثيقة وزراء الإعلام العرب المسماة «تنظيم البث الفضائي». هذه معلومة وليست رأي. فهل تقرأ الوكالات والتلفزيونات الصحف؟

بيان غوغل

حصلت «السفير» على نص هذا البيان الذي ارسل باسم «غوغل» إلى المؤسسات الإعلامية المصرية:

«خلال الأسبوع الماضي، ظهر عدد من المقالات في مجموعة من وسائل الإعلام في ما يخص صورة اللاعب محمد أبو تريكة بعد الهدف الذي سجله في مرمى السودان، خلال كأس الأمم الأفريقية. بعد تسجيل الهدف، كشف اللاعب عن قميص مكتوب عليه «تعاطفاً مع غزة» وأنه تم حذف هذه الصورة من على محرك البحث Google بضغط من الحكومة الإسرائيلية.

هذه الصورة لم تكن أصلاً في نتائج البحث عن الصور، ونحن في Google لم نقم بحذف الصورة. ويمكن بسهولة العثور عليها من خلال موقع Youtube أو Google News الذي يعد منصة Google للأخبار.

دعونا أولا نوضح بعض الأمور. نحن في Google لم نفعل هذا. فمنذ البداية كانت هذه الصورة موجودة على موقع Youtube وخدمة Google للأخبار ويمكن الوصول إليها بسهولة. وسبب تأخر ظهور هذه الصورة على موقع Google للصور هو حاجة برنامج Googlebot لفترة قبل أن يقوم بالزحف إلى الصور الجديدة وفهرستها. الصورة موجودة الآن في موقع Google للبحث عن الصور ويمكن الحصول على نسخ عدة منها عند كتابة Aboutrika أوAboutrika Gaza.

لم يقم أي أحد من أي حكومة بالاتصال بنا من أجل هذه الصورة، ونحن في غوغل ليس لدينا أي سبب لحذفها».

تعليقات: