إحسان سقط في غفلة ميتّماً ستة أولاد

إحسان رحل في غفلة
إحسان رحل في غفلة


ودّع أولاده وزوجته طالباً منهم الانتباه إلى أنفسهم قبل ان يتوجه الى عمله، لكن هذه المرة لم يتمكن من العودة الى منزله ومتابعة حياته كعادته، بعد أن وقع عن السقالة الداخلية أثناء قيامه بتركيب جفصين لأحد البيوت، الضربة جاءت على رأسه متسببة بلفظ أنفاسه الأخيرة... هو إحسان سكافي ابن بلدة البرج الشمالي.

غفلة الموت

"كافح احسان منذ صغره لتأمين لقمة عيشه، عاش حياته باحثا عن رزقه، وتوفي وهو يعمل على تأمين حياة كريمة لأولاده"، وفق ما ذكر ابن عمه عبد لـ"النهار" شارحاً: "عند الساعة الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر الثلثاء الماضي كان احسان في عمله في احدى الورش في بلدة العباسية مع شقيقه، وقف على السقالة الداخلية لأحد المنازل وبدأ بتركيب ديكور الجفصين في سقفه، لكن فجأة هوى ووقع على الارض، الضربة جاءت على رأسه، نقل الى مستشفى حيرام، حاول الأطباء كل ما في وسعهم لإنقاذه، إلا أن الروح فارقت جسده ليرحل ميتّماً ستة أولاد".

رحيل صادم

"56 سنة عاشها احسان على الارض، ناضل خلالها من اجل معيشة أولاده، فهو رجل عصامي معروف بطيب أخلاقه، لم يفتعل يوما مشكلة. كان كل همه منزله وأبناءه، فقد زوجته الأولى بالمرض الخبيث، وها هي زوجته الثانية تجد نفسها أرملة بعد فقدانه، صدمتها كبيرة ووجعها عميق". وأضاف: "حين سقط عن السقالة كان شقيقه في الغرفة نفسها يعمل معه في الدهان، سمع صراخا وصوت ارتطامه بالارض، سارع الى الاتصال بالاسعاف كما حضرت القوى الامنية، فتحت فصيلة العباسية تحقيقاً بالحادثة، وقد أكدت التحقيقات ان الوفاة كانت قضاء وقدراً".

"شهيد لقمة العيش"

في الأمس، شيعت بلدة البرج الشمالي احسان الى مثواه الاخير في موكب كبير. ولفت عبد إلى أن "جميع من عرف شهيد لقمة العيش شارك في وداعه، كيف لا وهو لم يظهر منه طوال سني عمره سوى كل شيء جميل، وقد كان في حاله، همّه عائلته وكيفية تأمين ما تحتاج إليه، نعم رحل عنا في جسده، إلا ان روحه ستبقى في قلوبنا. سنتذكر كل لحظة قضيناها معه، وكل كلمة وموعظة كان يقولها عن قصد وغير قصد. كل ما نتمناه الآن أن يرحمه الله ويسكنه فسيح جناته، وأن يصبّر أولاده وزوجته على فراقه".


تعليقات: