عندما تكذب أناملي..


إني أعترف أن ما تكتبه أناملي أحياناً لا يعبّر عن ما تختزنه جوارحي!

نعم، لساني لديه عذب الحديث، وفمي يكسوه إبتسامة مرحة لئيمة. وقلبي فرح بشقاء أعداء وطني. وشفتيّي تتمم بأسرار مخفية يعلمها الخلّص من العباد وما أعلن عنها فرد إلا وصلب على طريق الحرية.

أناملي هي الوحيدة التي تكذب.. إنّها تخبّئ ما تعلمه الروح والقلب والعقل والجوارح كلها. تكذب لكي تحميني من ظلم من يحميني. أناملي لها عقل خاص بها. وتوقيت متفرّد بوقتها. تعلم موعد حزني وموعد فرحي. هي الوحيدة التي بإستطاعتها أن تعلن عن موعد تحرري وفك أسر قيدي.

إنني أحزن لحزن أمتي. ولكني أهادن من يحزنها. قلبي يرفضه ويرفض تقاليده ونفاقه. ولكن، أناملي طبعاً لا تمجّده ولن تمجّده. لكنها، طوعاً تهادنه.

أناملي عندما تحدثكم، فأنها تكذب عليكم. أنها تخادعكم. أنها حزينة مثلي ومثلكم على أمتي وأمتكم. إنها تختزن الكثير التي تنوي به التعبير عن ما يخالج عواطفي وعواطفها. أناملي حذرة لأنها تعرفكم. وتعرف خبثكم ودهائكم ونفاقكم وظلمكم.

أناملي صمتها عبادة.

وتسبيحها تنفس.

ولحظة صدقها ستكون صلاتها عندما تعلن عن الجهاد في سبيل ربها.

ابراهيم

تعليقات: