يرضى القتيل وليس يرضى القاتل

حسن حيدر.. من أكفأ العاملين في بلدية الخيام
حسن حيدر.. من أكفأ العاملين في بلدية الخيام


لعمّال بلدية الخيام الذين ينبلج الفجر على وقع أقدامهم، يسابقون ضوء الشمس لإنجاز مهامهم، تراهم يرفعون النفايات من الحاويات المنتشرة في أرجاء البلدة، يكنسون الشوارع والزواريب والساحات وينظفون الأحياء، يزرعون الأشجار ويشذبون أغصانها، ينظفون أقنية المياه والمجاري ويفرغون الجور الصحيّة في فناءات المنازل.

لرجال الشرطة الذين ينظمون حركة السير ومواقف السيارات ويحافظون على النظام العام.

لإداريين يجهدون في المكاتب لتلبية حاجات وطلبات المواطنين واستقبال الشكاوي والرد على المراجعات.

لعمال وفنيين وإداريين يعملون في مواقع العمل والصيانة في المكاتب وعلى أعمدة الكهرباء وصناديق الدفع لتأمين الكهرباء بشكل دائم ومتواصل لتبقى الخيام مضيئة بأنوارها...

لكل هؤلاء الشرفاء الذين يعملون حتى خارج أوقات الدوام الرسمي، بدافع الواجب والحس العميق بالمسؤولية والإنتماء.

ماذا نقدم لهؤلاء الشرفاء في المقابل؟

هل نقدم لهم رواتب كافية تقيهم شر السؤال والحاجة؟

هل نؤمن لهم الضمانات الصحيّة من طبابة واستشفاء ودواء؟

هل نؤمن لهم منحاً مدرسية أو منحاً إجتماعية كمنح الزواج والولادة والوفاة؟

هل نؤمن لهم الحق في تعويض لنهاية خدمتهم يحفظ كرامتهم ويكون لهم بمثابة التقدير وعربون الوفاء والحق القانوني الثابت الذي لا يمكن المساومة عليه، لقاء جهودهم وتعبهم طيلة عمر؟

هل نقدم لهم المساعدات الماديّة أو العينيّة في المناسبات والأعياد؟

هل نؤمن لهم الألبسة الواقيّة التي تقيهم مخاطر التلوث وقساوة الطقس؟

يا حبّذا لو يخرج أحد المعنيين ليجيب على هذه الأسئلة ب "نعم" قاطعة!

هذا لا يعني أن المسؤولية في ذلك تقع على البلديّة وحدها، بالرغم من أنها المسؤولة الأولى عن وضع موازناتها السنويّة وتأمين الحقوق والتقديمات لعمالها وبرمجة أولوياتها، إنما المسؤولية تقع أيضاً علينا جميعاً كمواطنين تجاه هؤلاء العمّال والمستخدمين الشرفاء، فهم الجزء الحميم من مجتمعنا، وذلك يكون في الرقابة والمحاسبة والإلتزام بدفع الضرائب والرسوم المتوجبة علينا، ليس فقط لإنصاف هؤلاء العمال، بل لإنصاف الخيام وأهلها والمساهمة في إعطاء صورة مشرّفة عنها وعن بلديتها وعن روح المسؤولية فيها.

لكن للأسف، في أحيان كثيرة يرضى القتيل وليس يرضى القاتل...

الكاتب أحمد حسّان
الكاتب أحمد حسّان







تعليقات: