سكارليت حداد إعتذرت من الدروز.. وهاب يهاجم وجنبلاط يتدخل

الصحافية سكارليت حداد
الصحافية سكارليت حداد


لم يمر كلام الصحافية سكارليت حداد عن الدروز مرور الكرام، بل أثار تفاعلاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي طغى عليه الردود العنيفة، خصوصاً على "تويتر". ففي مقابلة لها في برنامج "حوار اليوم" عبر شاشة "أو تي في" قالت:

«

الدروز إذا ما فصلوا عن دروز سوريا، هم فرشوخين ونص».

والردّ الأول جاء من رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب فكتب على تويتر:

«

عزيزتي سكارليت

أنا واحد من هالفركوشين ونص إلي حكيتي عنن ولا ألومك إذا كنت تتحدثين بهذه اللغة لأنك رغم أنك صحافية محترمة كما أعرفك إلا أن لغتك العربية الركيكة لا تسمح لك بقراءة تاريخ المشرق العربي بشكل جيد لتعرفي من هم هؤلاء الدروز يا سكارليت

ورغم أنك من عائلة محترمة وكبيرة وهي بيت الحداد إلا أن العائلات في لبنان كانت تتخذ اسمها من مهنة أصحابها ورغم أن الحدادة مهنة شريفة رغم قساوتها إلا أن كلامك أظهر للناس بأنك حدادة حقيقية أكثر مما أنت صحافية وأكرر إعتذاري من كل أبناء العائلة المحترمين

عزيزتي سكارليت

هؤلاء الدروز القليلو العدد

هم الذين أسّسوا لبنان وشملت إمارتهم الممتدة من صفد إلى تدمر إلى حلب ثلاثة بلدان هي فلسطين ولبنان وسوريا وكان مقر الإمارة في بعقلين

هؤلاء القليلو العدد هم الذين قاتلوا العثمانيين في سوريا وجردت عليهم عشرات الحملات العثمانية فقاوموها وحموا أرضهم ودفعوا ثمن كل شبر من أرض جبل العرب شهيداً

هؤلاء القليلو العدد أذلوا ابراهيم باشا وعسكره المصري ومنعوه من دخول قراهم وساهموا في إجباره على الإنسحاب وهزموا حملته على بلاد الشام

هؤلاء القليلو العدد هم الذين حرروا سوريا من الإنتداب الفرنسي وأذلوا جنرالات الإنتداب وساهموا في إقامة الدولة الوطنية بعد ثورة قادها سلطان الأطرش وسقط فيها ثلث شبابهم شهداء

هؤلاء القليلو العدد هم الذين رفضوا حكم اديب الشيشكلي لأنه هاجمهم وصدوا هجومه ولاحقوه الى البرازيل وقتلوه لأنهم هاجم قراهم

هؤلاء القليلو العدد هم الذين أسسوا لبنان ودفعوا ثمن التأسيس قتلاً وتشريداً على يد العثمانيين وسكنوا القرى النائية هرباً من الظلم وطلباً للحرية ولكن معهم كان لبنان كبيراً وكان ذا شأنٍ وكان يمتد الى فلسطين وحلب ومع غيرهم صَغُرَ حجمه الى الحدود التي نراها اليوم

هؤلاء القليلو العدد هم الذين قاتلوا في جيش الإنقاذ داخل فلسطين بقيادة شكيب وهاب وإستمرت مجموعاتهم في القتال بعد إنسحاب الجيوش العربية

هؤلاء القليلو العدد هم أهل أول مقاوم سقط في لبنان عام ١٩٧٣ وهو الشهيد طربيه العنز الذي قتل ثلاثة إسرائيليين في حاصبيا ضمن دورية دخلت الأراضي اللبنانية واستشهد وهو أول مقاوم لبناني يسقط شهيداً ويومها لم يكن عمرك يسمح بأن تتذكري هذه العملية التي حصلت وكان مع طربيه سلاح صيد فقط ولكن ما العمل فالدروز دوماً يُظلمون يدفعون الثمن وفي موسم القطاف يقطف الآخرون

هؤلاء القليلو العدد هم الذين رأى الناس رايتهم مرتفعة منذ يومين في الجولان وأسقطوا القرار الإسرائيلي بالإنتخابات رغم قلة عددهم

هؤلاء القليلو العدد هم الذين حموا قراهم من حضر الى السويداء ودفعوا مئات الشهداء للبقاء في أرضهم ولم يحملوا الحقائب ويهربوا من القرى طلباً للسلامة

يكفي ذلك ولكن على طريقة اللغة التي استعملت في مقابلتك أود تذكيرك بأن الكلبة قد تلد ثمانية أو تسعة جراوي والغزالة تلد واحداً فمن تفضلين أن تكوني إذا ترك الخيار لك؟

وئام هاب

»


أما مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس فكتب على تويتر:

«لا يا سكارليت! لا يستحق المقعد الوزاري الإستهزاء بشريحة وطنية من اللبنانيين! تحليل غير موفق ولا يعكس فهماً لطبيعة التركيبة اللبنانية وتوزاناتها الدقيقة! قراءة التاريخ مفيدة لمن يريد أن يقرأ المستقبل!».


فاستدركت الأمر حداد وغردت على تويتر معتذرة. وقالت باللغة الفرنسية:

«البعض يريد استغلال هذا الأمر"، عبّرةً عن احترامها للطائفة الدرزية.

ce matin a la OTV. Une expression malheureuse et maladroite m'a échappé sur le nombre des druzes je me suis immédiatement excusée mais certains veulent l'exploiter hélas! je suis désolée pour les druzes que je respecte je ne voulais blesser personne

».

لكن ذلك لم يوقف ردود الفعل، رداً على حداد، فغردّ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على تويتر قائلاً:

«كفى هذا السيل من الشتائم والتهديد في حق الصحافية سكارليت حداد. لقد اخطأت واعتذرت. من منا لا يخطئ والقليل ليعتذر. معيب ان يتحول التخاطب بهذا الشكل الفاشي على طريقة دونالد ترامب.الدنيا ليست أبيض أو أسود. ارجعوا الى العقل. كفى.»

وبعد دقائق أصدرت مديرية الإعلام في الحزب الديموقراطي اللبناني بياناً ردت فيه على حداد:

«

رغم إدراكنا بالنوايا الحسنة التي تنطلق منها الإعلامية حداد في أي كلام صدر أو قد يصدر عنها، إلاّ أنّنا لا يمكن أن نتغاضى عن ما نعتبره من الخطوط الحمراء التي لم ولن يجرؤ أحد على تخطيها، فكيف إن جاء الكلام عن أهل التوحيد، بوصفهم "فرشوخين ونص"، فربما تاهت حدّاد أننا أصبحنا في وطن نعدّ فيه كلّنا "فرشوخة واحدة" بنظر العالم أجمع، إلاّ أن الطائفية البغيضة باتت تقتلنا وتنهينا من الوجود، وتمنعنا من تحقيق أبسط حقوقنا، ومن تشكيل حكومة تعمل لتأمين حاجياتنا الأساسية واليومية كلبنانيين".

وأضاف البيان:

«فلا بدّ من تذكير الأستاذة القديرة حدّاد، أن "الفرشوخين ونص"، هم ذاتهم من دحر الإنتداب وساهموا مساهمة أساسية في استقلال وطننا، وهم من بنوا هذا الوطن إلى جانب إخوانهم من كافة الطوائف والمذاهب والأطياف، وحافظوا على مقاومته، ولم يتلكأوا في الوقوف مع كل من ناصر الحق وحمى الوطن والأرض والعرض، فعسى أن تراجعي حسابتك التاريخية والجغرافية، علّك تجدين صفة ثانية تدلّ على قيمة هذه الطائفة عددياً ومعنوياً».

تعليقات: