صبحي القاعوري: تغيير الأوضاع وقانون المرور (السير)


جمعتني الصدف في بلد أوروبي قبل أسبوعين بمجموعة من أبناء العرب وكان أكثرهم لبنانيون وكان النقاش في هذه السهرة يدور عن الأوضاع المزرية التي وصل العرب اليها ، احياناً يحتد النقاش وأحياناً ينخفض كأننا امام سلم موسيقي ، وكنت أتسمع الى كل ما يدور .

وكالعادة في كل المجتمع العربي نطلع بدون نتيجة ، وبذلك نهدر وقتنا مضيعة حيث لا قيمة للوقت فيه .

كان آخر سؤال من دكتور في علم الإجتماع موجهاً لي ، حيث لم اشترك في النقاش واكتفيت بالإستماع ، وكان السؤال الى متى سنبقى على هذا الحال ، وهل نتغير ؟

أجبته : نتغير عندما الشعب العربي يتقيد بقانون المرور !!

قال : وما علاقة التغيير بقانون المرور ؟

أجبت : ستعرف هذا عندما يحصل التغيير .

انصرفنا ، وفي اليوم الثاني كنت بصحبة صديق في سيارته ممن حضروا النقاش متجهين الى مكان نقصده ، وسالكين الحارة اليسرى من الطريق واقفين خلف رتل من السيارات لتفتح لنا الإشارة الضوئية ، وفجأة بعد فتح الإشارة الضوئية وإلا بسيارة من الحارة الملاصقة للحارة الوسطى تتعدى السيارات وانحرف سائقها أمامنا متعدياً علينا .

قلت لصديقي اراهن بأن هذا عربي .. الحق به ،،وعندما أصبحنا بمحاذاته كانت سيارة الدكتور الذي وجه لي بالأمس السؤال وكان جالساً بالمقعد الأمامي في السيارة بجانب السائق .

لم يهدأ صديقي من الضحك وكأنه في سهرة تنكيت .

هل نريد التغيير ؟؟؟

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت

تعليقات: