نفوق المواشي بالمئات في البقاع الغربي: كارثة ما بعد العاصفة

مربو مواشي يرمون قطعانهم النافقة
مربو مواشي يرمون قطعانهم النافقة


البقاع الغربي:

لم تنج الثروة الحيوانية في منطقتي راشيا والبقاع الغربي، من تأثيرات موجات الصقيع المنبعثة من تشكل الصفائح الجليدية، التي أعقبت انحسار العاصفة الثلجية. وتسببت العاصفة بنفوق أعداد كبيرة من قطعان الماعز والأغنام، قاضية على معظم الولادات المبكرة، في حين لم يوفر الصقيع مزارع تربية الأبقار في المنطقة، متسببا بالقضاء على بعضها.

ولم تنحصر الخسائر في بلدة معيــنة بل طالت معظم مربي الماشية، خصوصاً الذين أغرتهم التحسنات الملموسة التي طرأت على أحوال الطــقس، التي سـادت المنطــقة في الأشهر التشرينية الماضية، بحيث راهنوا على استمراريتها، وعاكسوا طبائع الطــبيعة وتقلــباتها، متخــلين عن عاداتهم المعروفة، التي كانت تقضي باللجوء الى المناطق الساحلية في الجـنوب، توفيراً للدفء، وحفاظاً على قطعانهم.

الطبيب البيطري معن إسماعيل لفت الى أن أعداداً كبيرة من قطعان الماشية، بينها ماعز وأغنام وأبقار، قد نفقت، لا سيما في المناطق الجبلية، التي شهدت عواصف ثلجية، مصحوبة بموجات قاتلة من الصقيع، حيث تدنت درجات الحرارة الى ثماني درجات تحت الصفر، لكنه قال إن النفوق طال الولادات المبكرة، على اعتبار أن هذه الولادات لا تقـوى على مقاومة الصقيع، وقدر إسماعيل القطعان النـافقة بالمئات تبعا للمناطق المحكومة بالصقيع، وأشار الى أن سوق قطعان الماشية يوميا الى المراعي التي تكسوها الثلوج من شأنه أن يزيد من تأثيرات الصقيع ويرفع من انتشار الحالات القاتلة.

وأضاف إسماعيل أن هذه الحالات ليســت بالمستجدة، فعند استفحال الصقيع وبخاصة في المناطق المرتفعة، يتسبب بمعدلات عالية من النفوق، وخاصــة في حال الولادات المبكرة، معتبرا أن كل هذه الأمور باتت معلومة ومعروفة عند أصحاب الماشية، لكن البعض منهم تغريه تحسنات الطقس عند بداية الشتاء، ويرى أن الطــبيعة قابلة للسير على وتيرة واحدة في كل السنوات من دون تغيرات، مما يؤدي الى وقوع هؤلاء بالفخ، وعندها تصيبهم الكارثة».

سميح حمدان لفت الى أنه يملك قطيعا من الماعز يزيد عدده على الـ250 رأسا، فقد منه 47 رأسا بينها 36 من الولادات المبكرة، وذلك نتيجة موجات الصقيع التي أعقبت العواصف الثلجية وقال: نحن ما زلنا أفضل من غيرنا ، خصوصا أننا نتخذ من مزرعتي مريميس والحوش، حظائر للماشية. وهاتان المزرعتان يتوافر فيهما الدفء بنسبة أعلى من المزارع الأخرى».

سلمان فايق يملك قطيعاً في مزارع «الفاقعة» قال: خسائرنا كارثية حيث قضـت العواصــف الثلــجية وموجات الصقيع التي لم تتوقف خلال هذا الشهر، على 80 بالمئة من الولادات المبكرة ، الى جانب فقدان العشرات من المواشي الولادة الكبيرة، مؤكدا أن الإفــادة من هذه المصادر التي عقدت الآمال عليها في المستقـبل، والانتــفاع من مواردها باتت كلها في مهب الريح. وأضاف: لن يكون مستقبلنا كما تمنينا، وسنعاني كثيرا من الأزمات على الصعيد المعيشي، وأضاف: هذه الخطــيئة التي ارتكبناها هذا العام، بعدم لجـوئنا الى المناطق الساحــلية حيث يتوافر الدفء وتتوافر المراعي، ستكون درساً لنا في الأعوام القادمة».

تعليقات: