منتجع الخيام: وجه بيئي، حضاري وسياحي للمنطقة


يتبادر للبعض أن أماكن الترفيه والتسلية والمنتجعات السياحية والنوادي الرياضية ما هي إلا ترف يتناقض مع روح الجديّة والكفاح والسعي نحو بناء المستقبل الأفضل. ويتجاهل هؤلاء الوجه الحضاري والإنساني والإجتماعي والإقتصادي والإنمائي والتربوي لهذه الأماكن في عملية بناء الأجيال الطالعة وتحصينها بوجه الإنحراف والتخبط والضياع، خاصة إذا عرف المعنيون بهذه الأماكن كيفية توظيفها بالشكل الصحيح في خدمة المصلحة العامة للمجتمع والفئات الناشئة منه. لحسن الحظ أن هناك من لم يزل من العاملين في الشأن العام وفي المؤسسات العامة والبلديات يمتلك الرؤية الصحيحة والإصرار على بناء وتطوير وتنظيم عمل مثل هذه الأماكن والنوادي، وإتاحتها أمام الجمهور العريض من الناس المستفيدين منها، وبشروط وتكاليف مقبولة وفي متناول الجميع. مناسبة هذا الكلام ما يجري العمل عليه من إعادة إكمال وتطوير وتحسين منتجع الخيام، القائم على مدخل البلدة من الجهة الجنوبية الغربية، بالقرب من ما يعرف بباب الثنيّة.


كثيرون من أبناء الخيام والمنطقة لا يعرفون إلا المعلومات اليسيرة عن هذا المنتجع، والذي يمكن اختصار حكاية ولادته بأنها كانت نتيجة تفاهم (إتفاق) بين بلدية الخيام وجمعية ميرسيكور (Mercy Corps) ونص هذا الإتفاق على بناء منتجع ترفيهي في عقار قائم على المدخل الجنوبي الغربي للخيام، فوق تلة مشرفة على "باب الثنيّة".


يتألف هذا المشروع من: - 16 وحدة سكنية (Bungalow) بأربعة نماذج. - قسم الإستقبال والمطعم وصالة الترفيه. - قسم الرياضة والمسبح والكافيتريا. - إنشاء مزرعة وبيت زراعي متخصص وقسم لتربية طائر النعامة والدواجن. - القسم التقني وغرفة الميكانيك. - غرف الحرس. - المحلات التجارية. - المخازن. - ملعب كرة سلّة. - مروحة لتوليد الطاقة الكهربائية للمشروع. - مواقف السيارات والممرات والحدائق. تم بدء العمل بهذا المشروع في مطلع العام 2005، بعد أن تم تلزيم الدراسات المعمارية والإنشائية والألكتروميكانيك والأعمال الخارجية (Lanscape) حسب الأصول القانونية المتبعة.


نفذ قسم من المشروع مع تجهيزاته خلال ثمانية أشهر من العام 2005، هو عبارة عن الوحدات السكنية والمطعم وغرف الحرس، على أن تستكمل باقي الأقسام في مراحل لاحقة ومتتالية.


جاء العدوان الصهيوني في العام 2006 ليستهدف المنتجع مباشرة، بما فيه من مفروشات ومعدات وإنشاءات، وليستهدف غيره من المعالم التراثية والسياحية والتاريخية القائمة في الخيام، كالمتحف الحربي الذي أقيم على أنقاض المستشفى العسكري الأنكليزي والمعتقل الذي أقيم في الثكنة العسكرية الفرنسية والمبرات والمدارس ودور العبادة.. كان هذا بمثابة الدليل الساطع على مدى الحقد الذي يكنه عدونا لمثل هكذا مشاريع حضاريّة وحيوية، ولمعرفتة الأكيدة بأهمية هذه الصروح والمعالم في صمود الناس بأرضهم وتشبثهم بها وبمعالمها وتراثها وتاريخها الحضاري الغني.


عاودت بلدية الخيام إستكمال بناء هذا المشروع في العام 2015 وبدأت العمل على إعادة بناء وترميم ما تهدم وإنجاز المسبح والكافيتريا والحمامات والصالة الرياضيّة وغرف الميكانيك والكهرباء وتجهيز النادي الرياضي وتركيب السونا والجاكوزي، وتم إفتتاحه رسمياً في أيار 2016، قبل إنتهاء ولاية البلدية السابقة.


مجيء المجلس البلدي الحالي كان إشعاراً بانطلاق مرحلة جديدة من العمل على استكمال إنجاز هذا المشروع، وتأهيل وتطوير ما تم إنجازه سابقاً، أو ما زال قيد الإنشاء، وإقامة إنشاءات جديدة تساهم في بلورة المشروع بشكله النهائي، حتى بات الأمر على الشكل التالي:

- المسبح المغلق: يتضمن حوض سباحة مع سونا وجاكوزي وقاعة رياضة وكافيتريا. بدأ العمل به في آب 2016 ويرتاده عدد كبير من أبناء الخيام والجوار.

- الشاليهات: عددها 22 شاليه، أعيد تأهيل وتجهيز 10 منها بمواصفات عالية جداً، وهي تستقبل الزوار منذ نهاية العام 2016، على أن يتم تأهيل وتجهيز الشاليهات الباقية مع نهاية السنة الحالية.

- المطعم: يتألف من قاعة طعام وملحقاتها من مطبخ وحمامات (120 متر مربع تقريباً).

- صالة زجاجية مسقوفة ومغلقة: تبلغ مساحتها 464 متراً مربعاً تقريباً، وهي لا تزال بحاجة لبعض المستلزمات والتمديدات والتجهيزات.

- المسابح المكشوفة: مسبح نصف أولمبي للكبار (12.5* 25) وبعمق (من 1.3*2.8 متر) إلى جانب مسبح للصغار (12.8*6). وهي لم تزل قيد الإنشاء والتجهيز بعد أن لزّمت لمتعهدين من قبل لجنة المناقصات في البلدية.

وبالتزامن مع إنجاز هذه المراحل سيتم إنجاز جدران الدعم والتصوينة الخارجية والإنارة والحدائق...


إن ميزة هذا المشروع أنه يقام في بيئة طبيعية خلّابة، تلبي رغبات النزلاء من الترفيه والتسلية والسياحة البيئية، وتوفر أمكنة للإقامة على مقربة من السهول والهضاب والينابيع والمعالم الاثرية والتراثية والتاريخية، وتؤمن لأبناء الخيام المقيمين خارجها، فرصة قضاء إجازة عائلية بين الأهل والأصدقاء، خاصة لأولئك الذين لم تعد تتسع بيوت الأهل لعائلاتهم وأطفالهم.

يبشر هذا المنتجع، إذا تمت إدارته بأسلوب علمي وعصري من قبل أصحاب الإختصاص والمعرفة، بنقلة إقتصادية وإجتماعية وبيئية كبيرة، لن تقتصر على الخيام وأهلها فقط، بل هي ستطال حتماً قرى وبلدات المحيط، وستكون مقصداً للباحثين عن قضاء إجازة هادئة في أحضان الطبيعة الخلابة، والساعين خلف الراحة والإستجمام وممارسة رياضة السباحة والمشي والتسلق...


شكراً لمن سعى ويسعى لكي يكون هذا المشروع السياحي والبيئي علامة فارقة في هذه المنطقة الحدودية، التي تجمع ما بين الجمال والامن والأمان.

ثقتنا كبيرة بالذين يشرفون على إنجاز هذا المشروع بشكله النهائي والسهر على صيانته وحسن إدارته.


يشمل المنتجع حالياً: مسبح – جاكوزي – سونا وصالة رياضة.


دوام المسبح:

- للرجال: من الساعة الخامسة عصراً ولغاية الساعة الثانية عشر ليلاً.

- للسيدات: من الساعة التاسعة صباحاً ولغاية الساعة الثالثة عصراً.


أسعار الدخول:

- سبعة آلاف ليرة لعمر عشر سنوات وما فوق.

- خمسة آلاف ليرة لعمر ما بين خمس وعشر سنوات.

- ثلاثة آلاف ليرة لما دون..

* الأستاذ أحمد حسّان (عضو اللجنة الإعلامية في بلدية الخيام)


























تعليقات: