صبحي القاعوري: اليوم المشؤوم


أزمة المطار كانت حديث الساعة عند المواطنين اللبنانيين ، حتى أنستهم آلامهم اليومية لا بل آلام الثانية من الساعة من اليوم.

وَمِمَّا وصلنا من الوسائل ( الإجتماعية والمقرؤوة والمسموعة والمرئية ) لقد شككنا في أنفسنا وقلنا قد يكون هذا تحاملاً على المسؤولين ، وأصابنا كما اصاب عبدة الأصنام عندما قام بتحطيمها سيدنا ابراهيم الخليل حيث جاء في الآيات الكريمة:

قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُون.

ولكن بعد ان حط بي الرحال في المطار يوم الأثنين " مسافراً " دخلت القاعة التي تصلني بالبوابات الإلكترونية ويا لهول ما شاهدت صفوفاً من البشر قد تصل ل 75 متر حسب تقديري ، عندها ادركت اني مخطئ وليس هناك تحامل من جميع الوسائل على مسؤولي المطار لا بل الحكومة ( ولو كانت حكومة تصريف اعمال ) التنظيم من صميم التصريف .

والآن سنبدأ برحلة اليوم المشؤوم ، انا من الأشخاص الذين يصنفون في خانة ( ذو المساعدة ) دخلت غرفة الإستعانة بالكرسي المتحرك ، وشهادة لله كان الإستقبال اكثر من جيد وانتظرت حتى جاء موظف المساعدة والكرسي المتحرك معه ، وكنت وزوجتي والعاملة المنزلية، قال موظف المساعدة صدر قرار حديث بأن لا يعبر سوى شخص واحد معك في ممر خاص ، عندها ادركت بأن هناك فعلاً من يفتعل الأزمات في المطار "لأمرٍ في نفس يعقوب".

وعلى كاونتر الوزن كنت سعيد الحظ ، حيث عبرنا الى ممر ايضاً لمساعدة امثالي ، وكذلك اشهد بأن موظف طيران الشرق الأوسط كان مهذباً معنا .

انتقلنا الى الأمن العام للخروج وختم الجوازات ، وكان الإستقبال من الموظف وكأنه هو السيد ونحن المسودين ، ونسي بأنه يتقاضى راتبه من اموالنا " نحن الشعب " كان استقبالاً بصدر ضيق ، وكرر المعزوفة بوجه ( لا اراكم الله اياه ) بأن التعليمات لا نختم جوازات المرافقين لمن هو في وضعنا ، وهذه تعليمات حديثة .

وصلنا قاعة انتظار المغادرين ، وقبل نصف ساعة من إقلاع الطائرة وجه موظف طيران الشرق الأوسط نداءً الى جميع الركاب بالتهيأ لدخول الطائرة ، وطلب رجل من الأمن ليدقق على ختم الجوازات كما هو متبع ، والركاب وقوف بالصف ، انتظرنا وانتظرنا وموظف شركة الطيران يتصل بالهاتف في مركز الأمن ولكن لا حياة لمن تنادي .

من المفروض وحسب ما هو معنا من أوراق وما هو مكتوب على اللوحة خلف الموظف إقلاع الطائرة الساعة السادسة ، والوقت يمضي ويمضي ، والركاب جاضوا وتململوا ، ولا حول ولا قوة لنا ، وما العمل ونحن أصبحنا تحت رحمة رجل أمن لا يقيم للوقت قدراً .

اخيراً وبعد ان كٓلّٓ موظف الطيران من طلب حضور رجل الأمن ، جاء متمختراً ، ولكن اي ساعة وصل الساعة السادسة اي عند موعد إقلاع الطائرة ، ولم يأبه لما حصل ، وكأن شيئاً لم يكن ، والركاب من لبنانيين واجانب وعرب يذهبوا في "ستين داهية" الى الجحيم .

هذه وقائع أضعها بين يدي من كان مغشوشاً مثلي بأن هناك تحامل على الحكومة في مسألة المطار وما يعانيه المسافر .

اليس ما حصل نضعه في موضع هناك "إنّ" .

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت

تعليقات: