أمل وحزب الله وعدا بـ 6 ساعات تغذية اضافية.. لكن النتيجة عكسية


وعود المسؤولين للبنانيين لا تسمن ولا تغني من جوع..اعتاد اللبنانيون أن ينالوا الوعود التي أصبحت كإبر مخدر تنشي القواعد الشعبية ولكن ما يلبث أن يتلاشى مفعولها ويعلو الصراخ بين المواطنين، على مواقع التواصل الاجتماعي أقله...

ببساطة هذه هي حال أهالي صور مع أزمة الكهرباء التي تضرب لبنان من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه بدرجات متفاوتة ومعايير غير مفهومة حتى الساعة للفروقات المريبة في ساعات التغذية بالتيار الكهربائي بين هذه المنطقة وتلك... حتى "وصل عدد ساعات القطع بين صباح 29 آب ومساء 5 أيلول 2018 الى 102 ساعة قطع مقابل 68 ساعة تغذية في صور" ما "يبشر" بكارثة كهربائية مقبلة!!!

فأهالي مدينة صور وأهالي القضاء تلقفوا بأمل مستبشرين ما أعلن عنه سعادة النائب عن كتلة الوفاء للمقاومة السيد نواف الموسوي الذي كان قد أعلن خلال لقاءاته مع الجمعيات الأهلية والاعلاميين في صور في 13 تموز 2018 أنه قد تم الاتفاق على تحديد سقف قطع التيار الكهربائي في قضاء صور بـ287 ساعة أسوة بالأقضية الأخرى، وأنه قد حصل لذلك على التزام شخصي من الوزير ومدير عام مؤسسة كهرباء لبنان. كما تم تكليف الدكتور غسان فران، عضو بلدية صور، ان يكون على تواصل دائم مع مؤسسة كهرباء لبنان لمتابعة اي خلل في التغذية.

ثم في 9 آب 2018، اعلن النائب علي خريس أنه وإستجابة لطلب نواب كتلة التنمية والتحرير، جرى الإتفاق داخل اللجان النيابية المشتركة مع وزير الطاقة والمياه على تقليص ساعات القطع في قضاء صور من ٤٦٠ ساعة الى ٢٨٧ ساعة، مما قد يزيد ساعات التغذية بحدود ٦ ساعات. وهذا الاتفاق جاء على قاعدة تخفيف جر الكهرباء من الزهراني نحو المحافظات الاخرى والاستفادة مما ستقدمه الباخرة كبديل للطاقة التي ستغذي مناطق صور، على ان يشعر جميع قرى الجنوب بتحسن تدريجي بالتغذية.

وفي اتصال لموقع يا صور اليوم مع الدكتور غسان فران المكلف متابعة موضوع التغذية بالطاقة الكهربائية، أكد، "ان التغذية قد تحسنت فعلياً بين 10 تموز و20 آب حيث وصلت في بعض الاحيان الى 12 ساعة يومياً. ولكن منذ 20 آب وحتى اليوم بدأت ساعات التغذية تتراجع بشكل ملحوظ جداً حتى تبين أنه قد وصل عدد ساعات القطع بين صباح 29 آب ومساء 5 أيلول 2018 الى 102 ساعة قطع مقابل 68 ساعة تغذية". وعند سؤالنا عن سبب الانقطاع المتزايد، يخبرنا أن سعادة النائب الموسوي قد قصد وزير الطاقة والمياه أمس وسأله عن الخلل في معمل الزهراني لناحية توزيع التيار كون الجنوب مظلوماً ومحروماً من حقه، فكان الجواب: هناك إجراءات تتخذ في هذا السياق....، ويكمل فران، "الوزير قال لسعادة النائب الذي استفسر عن وضع التيار الكهربائي في صور: "شوف"....فالجميع يسأل عن دور معمل الزهراني ولكن... لا أحد يملك جواباً شافياً لهذا السؤال".

بين باخرة أتت وذهبت...وبين معمل الزهراني الذي تتراوح اعذار المسؤولين عنه بين أعطال مستجدة وعدم قدرة على الانتاج المطلوب وجر الكهرباء لمحافظات أخرى، يبدو أن "طرف أيلول بالعتمة الخانقة مبلول"... ومما يُستقى من أوساط المعنيين، يبدو أن موضوع التغذية بالتيار الكهربائي بعيد كل البعد عن أي حلول مرتقبة، خصوصاً مع اقتراب استحقاق موضوع العدادات المفروضة على أصحاب المولدات الخاصة، ما ينذر بتأزم أكبر...

بينما يغرق أهالي صور في همومهم المعيشية وبالكاد يؤمنون قوتهم اليومي ومستلزمات أطفالهم المدرسية والجامعية المرتفعة الكلفة، ستبقى ظلامية الحرمان من التيار الكهربائي، وهو من أبسط حقوق المواطنين في أي دولة من دول العالم أولها وثالثها، سيفاً مسلطاً على رقاب المواطنين وملفاً حياتياً حساساً دسماً للمفاوضات والمقايضات... فإذا الشعب يوماً أراد الحياة، لا بد أن يكد ويسعى ليستجيب القدر...!!!

* المصدر: موقع "يا صور"

النائبان علي خريس ونواف الموسوي
النائبان علي خريس ونواف الموسوي


تعليقات: