الدكتور شكر الله كرم

الدكتور شكر الله كرم
الدكتور شكر الله كرم


السابع عشر من شباط عام 1977 يوم رحيلك عندما اجتاح العدو الاسرائيلي بلدتك الخيام والحق فيها الخراب والدمار والموت.

يوم حزين تركتنا ورحلت في وقت كنا في أمس الحاجة إليك اين يذهب اولئك الفقراء والدم ينزف من جراحهم ويأنون من آلامهم والطرقات مقطوعة والبلدة محاصرة والوصول الى المشافي من المستحيلات.

رحلت ولم تلب نداء عائلتك للالتحاق بها خوفا عليك في آخر رسالة منها وكان ردك عليها ايها الأحبة العدو يخطط لمجزرة يريد ان يرتكبها ولن استسلم لليأس لا تفكروا بي مطلقاً لن اترك البلدة والآلاف حولي من الفقراء والبؤساء.

وصدق ما توقعت حصوله، يدخل العدو البلدة مطلقا نيران اسلحته في كل اتجاه موقعا الرعب بين الاطفال ليدخل احد الجرحى ينزف دماً الى عيادتك فاستقبلته بابتسامة حزن مهدأ من روعه وضمدت جراحه واجلسته قربك مطمئنا اياه الى حالته متمنيا له الشفاء.

في هذه الاثناء توقف هدير احدى الآليات قرب منزلك واطلقت النار على العيادة فاصابتك رصاصة قاتلة ونظرت الى جارك الجريح وودعته بالابتسامة التي استقبلته بها وكانت الشهادة. وانتقلت روحك الطاهرة الى جوار ربك لانه أرادها ان تكون قربه مع أرواح الشهداء الذين سبقوك. ولما شاع الخبر بين اهلك ومحبيك ارتفعت الصلوات من المآذن ودقت أجراس الكنائس وذرفت الدموع لرحيلك. وتعانق الانجيل والقرآن لانك امنت بالقرآن رسالة وهداية وبالانجيل محبة.

نذكرك في شهر الشهادة الذي سقط فيه بعدك الشهيد الرئيس رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط والشهيد عماد مغنية في الثالث عشر من شباط حيث احتفلنا بالامس في ذكرى استشهادهما.

فقافلة الشهداء لم تنته طالما هناك عدو يتربص بنا ويفرق بيننا راسما لنا خريطة الفوضى الخلاقة لعرقنتنا.

يا شهيدنا الكبير تحقق حلمك وكانت حرب تموز عندما حاول العدو اجتياح جنوبنا فتصدى له جيشنا الباسل بقيادته الوطنية ومقاومته الشريفة فدمرت آلياته في سهل الخيام واحراج وادي السلوقي وقمة مارون الراس ومشارف بنت جبيل وصخور عيتا الشعب فاندحر عن أرضنا تاركا وراءه عتاده واشلاء جنوده.

واشرقت شمس الحرية واستعاد لبنان أرضه ومياهه رافعا علمه في جنوبه وكامل أرضه ومياه نبعه، نذكرك كل يوم عندما نرى اثار جروحنا التي عالجتها على اجسادنا.

رحلت عنا ولم ترحل منا فذكراك خالدة في قلوبنا وعقولنا وذكرى الشهداء حتى اللقاء معك في رحاب الله.

تعليقات: