فيروز سعد لبنانية تسعى إلى دخول الكونغرس


دعمت المهاجرين في ولاية ديترويت الأميركية وعملت مع الرئيس الأميركي الأسبق باراك #أوباما. هي أول مسلمة أميركية من أصل لبناني تسعى إلى دخول الكونغرس. إنها فيروز سعد المرشحة لتمثيل مواطني جنوب شرق ولاية "ميشيغان" في مجلس الشيوخ في "واشنطن". أحد أهدافها الأساسية: "تعديل سياسة وأجندة حكومة الرئيس الأميركي الحالي دونالد #ترامب".

درست علم نفس والعلوم السياسية في جامعة "ميشيغين"، وتابعت دراستها العليا في اختصاص الإدارة العامة في جامعة "هارفرد كندي سكول أوف جافرنمنت".

فيروز سعد إبنة بنت جبيل الجنوبية تروي مسيرتها لـ"النهار"، وتكشف عن آرائها بشفافية، لتختم برسالة تعكس تعلقها بأهلها ووفائها لبلدها الثاني أميركا.

سامر، سمر، مريم، محمد وليال، هم أخوتها وعايدة وعارف هما والداها.

تعلمت اللغة العربية ونشأت على الاستماع إلى أغاني فيروز، فأسرتها أغنية "يا طير" التي ما زالت تدفعها للتفكير بالحرية والحنين.

الحلم الأميركي

بالنسبة إليها، أميركا بلد مميّز، لأنها تضم أناساً من كل بقاع الأرض. وعلى الرغم من اختلاف جذورهم الثقافية يتّحدون. ترى أن الحلم الأميركي يمثل حتمية تحقيق النجاح في أميركا عن طريق العمل الجاد والعزم والمثابرة. وهي تطمح إلى حماية هذا الحلم من خلال تأمين كل المستلزمات التي تساعد روّاده على إتقان العمل ليزدهر المجتمع الأميركي.

"فرخ البط عوام"

هاجر والداها إلى ولاية ميشيغان منذ 40 سنة، وعايشا الحلم الأميركي. فبعد العمل الشاق والإصرار، تمكّنا من تأسيس أعمال تجارية صغيرة في السوق الشرقية في "ديترويت"، فافتتحا ملحمة تهتم بتأمين الذبح الحلال.

كان والدها عارف سعد ولا يزال سخياً في تخصيص بعض وقته وماله وموارده لسد احتياجات بيئته. فتعلّمت الامتنان وردّ الجميل لأميركا، لتجد السعادة في تأدية مهام الخدمة العامة.

التوجه خطير والموعد واعد

في نظرها ترامب لا يمثل وجه أميركا الديموقراطي. وقد أدّت أعماله وأقواله إلى تفريق الشعب الأميركي. وهو لا يعمل بشكل كافٍ من أجل الطبقة الوسطى والعاملة في أميركا.

تجري الإنتخابات التمهيدية الأميركية للمناصب العامة الخاصة بولاية "ميشيغان" في 7 آب المقبل. ومن أهم قضايا برنامجها الانتخابي: العناية الصحية والحفاظ على البيئة والاهتمام بشؤون المهاجرين مثل حماية ودعم المصالح التجارية الصغيرة وتطوير مستوى التعليم في المدارس وحظر كتابة الرسائل النصية أثناء القيادة وتخفيض كلفة رعاية الأطفال وتوفير وظائف جيدة وأجور أعلى ومتساوية بين الرجل والمرأة.

بالمبدأ

ترى أن انتعاش اقتصاد أميركا يعتمد بشكل وثيق على عمل وتعامل كل الجاليات المتواجدة على أراضيها مع بعضها البعض. فللمهاجرين أثر إيجابي في خلق مئات فرص العمل على الأراضي الأميركية، في رأيها.

نحو الهدف

ليس لدى فيروز مشكلة في العمل مع ترامب في حال تم انتخابها لتمثل المنطقة الحادية عشرة من ولاية ميشيغان في مجلس الشيوخ الأميركي. وهي ستناضل من أجل التغيير و"تقديم قيادة أفضل لواشنطن".

ترامب وغياب الديبلوماسية

سألنا فيروز عن رأيها بقرار ترامب بنقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس بالرغم من معارضة أغلبية دول العالم. تجيب أن على أميركا أن تلعب دائما الدور الديبلوماسي في القضايا الدولية، فتعمل مع جميع الأطراف بالتساوي بهدف تحقيق الوفاق بينهم، وإصدار قرار يرضي كلا الطرفين. وتضيف أن على الأمم المتحدة أن تقوم بنفس الدور.

تقول: "إن قرار ترامب بنقل السفارة لا يراعي المتضررين منه. وهذا خطأ مؤلم كونه يضرب بعرض الحائط كل سنوات المفاوضات والمحادثات الديبلوماسية التي كان يعقدها القادة في المنطقة والولايات المتحدة".

وفي رأيها: "إن الحكومة الأميركية الحالية في ظل تولي ترامب الرئاسة لا تبلي حسناً إزاء قضايا المواطنين، ولا تبالي بشؤون العالم. لذلك نحتاج إلى قيادة أميركية أفضل وإلى أشخاص يفهمون المنطقة ولديهم القدرة على جمع الناس...".

تحريض ومساندة

بدأت سعد دراستها الجامعية في عام 2001، وحين وقع الهجوم الإرهابي في 11 أيلول، جاء والداها وأقلاها إلى المنزل خوفاً على سلامتها من ردود الفعل المناهضة للعرب والمسلمين داخل حرم الجامعة. تصرّح أنها شعرت لأول مرة بوجود تحريض ضد العرب والمسلمين في أميركا. ولكن سرعان ما ثبتت قناعتها أن هذه النزعة لا تمثل أميركا، مع احتضان زملائها لها وحمايتها من الذين يتعرضون لها.

لا فرق

ترى نفسها تمثل كل العرب والمسلمين في أميركا الذين يعملون في مختلف المهن. وهم كغيرهم من الأميركيين يريدون أن يجعلوا من أميركا مكاناً أفضل لعائلاتهم وأولادهم.

الإجابة ضرورة

تُعرّف الدين الإسلامي بأنه ببساطة دين السَّلام. وتقول إن الشعب الأميركي لديه أسئلة حول الإسلام، وهم أحياناً يحاولون الحصول على الأجوبة منها. هي لا تدّعي أن لديها كل الأجوبة.

غالباً ما تُسأل إن كانت تمانع الإجابة عن أسئلة معينة. وهي بدورها تجيبهم بأنها تفضل أن تُسأل وتوفر لهم الإجابة الصحيحة على أن لا يسألوها وبالتالي يبقون على انطباعهم الخاطئ.

رسالتها

لطالما أرادت أن تكون جزءاً من الحل لجعل أميركا بلداً آمناً لجميع أفراده. لذلك تطمح إلى أن يكون لديها صوت صارخ في السياسة العامة والحكومة الأميركية. تريد المحافظة على روح الأخوة والمحبة الموجودتين بين كافة المواطنين الأميركيين، وأن تثبت من جديد أن أميركا دولة ديموقراطية تمثل كامل نسيج المجتمع الأميركي.

في ختام حديثنا، تبعث فيروز سعد رسالتها إلى العالم وهي نابضة بالحرية، ومشحونة بحيوية أهلها وجذورها لتقول: "أنا إبنة مهاجِريْن لبنانيين... جاء أهلي إلى أميركا لتحقيق الحلم الأميركي. ولقد تعلمت منهم أن أجد الحلم الأميركي هنا في ولاية ميشيغان، وأن أكون فخورة بهويتي وجذوري... وأميركا هي بلد جميل تساعدك في اكتشاف هذا الأمر وتسمح لك". أليس باراك أوباما مثالاً حياً على الأمر؟








تعليقات: