أحبتنا.. والحوادث المروعة

فقيد الخيام  علي يونس كلش
فقيد الخيام علي يونس كلش


كم من موت كان درسا لنا، إلا أننا لم نتعلم منه شيئا سوى البكاء

وكم من تراب علق في عجلة سير الحياة، ليخرج أحبتنا بحادث مروع عن رصيف الأحياء

وكم من مقود كانت أصابعنا هي من توجهه لأماكن رحيلنا، حيث لا عودة منها، أو رجاء

وكم من قدم زادت بثقلها، وضغطها على دواسة القدر، لتختصر عمراً كان من الممكن أن يتأخر لفترة من الزمن، إن منحنا فرصة للهدوء بإقالة ما يرتدينا من ضوضاء

وكم من ارتطام أحدث ضجة في مشاعرنا، وفجر وسادات الحزن في وجوهنا، بينما كنا نظن أنها ستحمينا من صدمات العزاء

وكم من طريق عبرناه الى حتفنا، وكم من محطة كانت تخلو من مقاعد تتسع للبقاء

وكم من حياة رغم أنها ربطت أحزمة الأمان، إلا أنها بأمر من المجهول انشطرت الى أجزاء

وكم من وسيلة نقل كنا نظن أنها ستسرع بنا الى بيوتنا، إلا أنها أقلتنا الى السماء

وكم من محرك أخذ كل شيء منا بحرارته، وشراسته وترك صورنا، وملابسنا، وعلاقة مفاتيحنا، والأسماء

وكم من تروس تعشقت مع أنفاسنا، لتزيد من سرعة حركة الموت سعيا الى الإنتهاء

وكم من شجرة لم تستطع إنقاذ عصفور تآمر عليه الزمن، والوقت، وإسفلت الأرض، وضغط الهواء

وكم من رفقة جميلة عافت الأرض، وأفردت جناحيها وأكملت بطيرانها علوا الى الجهة الأخرى من الإبتداء

رحل علي ورحل حسن ...

ولم يبق منهم سوى ذكريات، يقلها الإشتياق الى معانقتهم

رحمهما الله وأسكنهما فسيح جنانه وإنا لله وإنا إليه راجعون...

وشافي الله حسين شحاده وكتب له عمرا جديدا


* هدى صادق


موضوع ذات صلة:

الخيام تفجع بوفاة شابين من ابنائها بحادث سير

فقيد الخيام  حسن محمد الأمين
فقيد الخيام حسن محمد الأمين


تعليقات: