سبب خلاف التيار والإشتراكي: كلمتان


وصل السجال السياسي بين ​التيار الوطني الحر​ و​الحزب التقدمي الإشتراكي​، الى ذروته، أي الى أدنى مستويات التخاطب الإعلامي، كل ذلك، من دون أن يدخل أي وسيط بينهما لإعلان تهدئة إعلامية على غرار ما حصل بين التيار الوطني الحر و​القوات اللبنانية​.

إذا سألت الفريقين عن سبب هذا الخلاف، يأتي الجواب، موحداً وبكلمتين، ​طلال أرسلان​.

إنها حقيبة النائب طلال أرسلان التي فجّرت الخلاف بين التيار والإشتراكي، لا أكثر ولا أقل ومن يقول غير ذلك إما يكذب على الرأي العام وإما يكذب على نفسه. لا بواخر الكهرباء ولا ملف النزوح السوري ولا مرسوم التجنيس ولا أي ملف آخر يدفع برئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب السابق ​وليد جنبلاط​ الى مهاجمة التيار بأعنف التغريدات، وبوتيرة شبه يومية، الأمر الذي يستنفر نواب التيار للرد على الزعيم الدرزي. وفي هذا السياق، تكشف المعلومات أن جنبلاط لم يكن يتوقع بأن يتمسك رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجيّة في حكومة تصريف الأعمال ​جبران باسيل​ كما رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ بتوزير أرسلان كما هو حاصل اليوم، وقد تلقى جنبلاط المفاجأة خلال زيارته القصر الجمهوري حيث سمع من الرئيس عون ما سمعه عن توزير رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني. على هذا الصعيد تسأل مصادر بارزة في التيار الوطني الحر ومتابعة للعلاقة الدرزية–الدرزية، "ما الذي تغيّر بين الأمس واليوم كي يرفض جنبلاط رفضاً قاطعاً توزير أرسلان وهو الذي لطالما قبل بتوزيره سابقاً، وهو الذي إعتاد في زمن القانون الإنتخابي الأكثري أن يترك له مقعدا درزياً في عاليه كي يتمكن من الفوز؟ وكيف يفسر جنبلاط قبوله بتوزير أرسلان سابقاً يوم كانت كتلة اللقاء الديمقراطي مؤلفة من ١٣ نائباً، بينما لم يعد يقبل اليوم بتوزير المير طلال على الرغم من أن عدد نواب كتلته تراجع الى تسعة نواب فقط"؟.

في المقابل، ترد أوساط الحزب التقدمي الإشتراكي بأن "ما كان يقبل به النائب السابق جنبلاط في السابق أي في زمن القانون الأكثري، لم يعد وارداً اليوم في زمن القانون النسبي الذي فرض تشدداً أكثر في التعاطي السياسي مع الأفرقاء في الجبل، كل ذلك حفاظاً على الحيثية السياسية والتمثيلية التي يتمتع بها الحزب"، وهنا يضيف مسؤول في الحزب الإشتراكي ان "الخرق الذي تعرضت له لائحة المصالحة في الشوف-عاليه خلال الانتخابات النيابية الأخيرة، لم يكن ليحصل بأربعة مقاعد لولا التحالف الذي عقده أرسلان مع التيار الوطني الحر، وبالتالي، عندما يُرد على الوفاء بتحالف كهذا، عنوانه كسر المختارة، يصبح سؤال جنبلاط عن رفضه توزير أرسلان في غير محله".

في هذه الحرب الكلامية جنبلاط هو الذي بادر الى إطلاقها وهو نفسه الذي دعا إنصاره الى التهدئة، فهل تهدأ الجبهة السياسية كما الإفتراضية على وسائل التواصل الإجتماعي، كون التيار تعاطى معها من موقع المدافع عن نفسه ورئيسه؟.

تعليقات: