الفتى زياد شُيِّع في بعلبك والجميع مصدوم


طلق ناري سلب الفتى بهاء زياد حليحل، ابن الـ 12 ربيعا حياته، في حادثة مأسوية حزينة، حيث أفاق أهالي مدينة #بعلبك على وقع هول المصيبة، واحتشدوا أمام منزل العائلة منذ الصباح الباكر، للمشاركة في تشييع جثمان بهاء، الذي رحل باكراً بطلق من مسدس والده، الذي كان يلهو به.

الكل في صدمة، ومراجعة الحسابات لم تعد تجدي نفعاً. فبهاء لن يعود بعد اليوم، وصورته لن تغيب. غادر الفتى، الذي لم يكمل 13 عاما، منزله والحياة الى مكان لا عودة منه، تاركاً خلفه مشهداً قاسياً لوالديه وشقيقيه لن يمحوه الزمن. فقرابة الواحدة من منتصف ليل الاثنين – الثلثاء، لدى عودة زياد وزوجته ولاء جاري وابنيهما الى منزلهم في مدينة بعلبك، من زيارة عائلية لأحد الأقارب، وجدوا بهاء داخل غرفة المعيشة جثة على الأرض، مضرّجاً بدمائه، والى جانبه مسدس حربي يعود إلى والده، وكان الضحية قد تمكّن من إخراجه من مخبئه المعتاد ليلهو به، في محاولة منه لالتقاط صور "سِلفي" بهاتفه الخليوي، إلّا أنه ضغط زناد المسدس لينطلق منه طلق ناري على الفور ويرتطم بالكنبة داخل الغرفة، قبل أن يرتطم بالحائط وينحرف ويعود في اتجاه بهاء، ويستقر داخل قلبه، الذي غدر به، ما أدى إلى مقتله على الفور.

وكانت القوى الأمنية قد حضرت الى المكان وعملت على معاينة الجثة، وفتح تحقيق في الحادث، للتأكد من صحة المعلومات التي أكدها والدا الضحية، فيما العائلة شيعت جثمانه في موكب حاشد، انطلق من منزله باتجاه مدافن العائلة في المدينة .

الضحية بهاء هو اصغر شقيقيه، وقلب والدته ولاء كان يُحسّ أنّ شيئاً ما أصاب عزيزها الأصغر، فحاولت الاتصال به مرارا للاطمئنان إليه من دون جدوى، وظنت أنه نائم، إلا أنّ ظنها خاب، وما وقع حقيقة كان مذهلاً لم تتقبّله حتى الساعة، وجلست فوق جثمانه والى جانبها شقيقاه (اللذان كانت دموعهما تحرق وجنتيهما)، تحاكيه لساعات طويلة، بعدما جفّ دمعها واختارت له صفات كثيرة تناديه بها كالحنون، الطيب، الغالي، يا حبيب امّك، إلخ... من دون أن تقوى على السير لوداعه، فخرجت الى شرفة المنزل مع شقيقيه لتودّعه قائلة "خدني معك يا ابني".

والده لم يقوَ على الكلام ولا الوقوف، بعدما شاهد ابنه مستلقيا على الأرض والدماء تغطّي جسده، فحمله بيديه ليركض به الى مستشفى الططري المجاور للمنزل، من دون أن يعلم أن ابنه فارق الحياة، وقد كان يحتضنه بكفنه الأبيض تارة، ويمسح جبينه طوراً، صارخا "يا ابني يا عريسي ردّ علي"، إلّا أنّ بهاء كان مستلقيا صامتا، مغلقا عينيه لا يستجيب لنداءات أهله، كما لو أنه لم يفهم قط ما حل به .

أصدقاء بهاء وزملاؤه في مدرسة الإصلاح حضروا لوداعه، ففرحة نجاحه للانتقال إلى الصف الثامن لم تدم طويلاً، ولن يكون إلى جانب زملائه، ولن يلهوا معهم.

لم يعلم الوالد أنّ المسدس الذي احتفظ به في منزله لكي يحمي أسرته من أمر قد يحدث، ويحمي تجارته من التفلت الأمني، الذي عاشته بعلبك، سيكون السبب في فقدان ولده، وعسى البعض يعي أنّ اقتناء السلاح في المنزل قد يضعه أمام خيارين، إما مواجهة الحياة، أو الموت.



تعليقات: