دراسة للنائب السابق منيف الخطيب حول اطماع الصهيونية


أعد النائب السابق منيف الخطيب دراسة حول موضوع الحدود الجنوبية، "اطماع صهيونية من خط هوف الى جبل دوف "1" مغلفة بإشكاليات حدودية"، جاء فيها:

"الصراع اللبناني الاسرائيلي هو الاخطر والقابل للتفجير الدائم بسبب الاطماع الاسرائيلية بأرض لبنان وثرواته لا سيما النفط والغاز، فضلا عن المياه والمناطق السياحية والاستراتيجية.

إن الحدود الللبنانية الفلسطينية تعرضت للتغيير اكثر من مرة فضلا عن الحدود السورية اللبنانية بعد حرب 1967 واحتلال منطقة الجولان، ولمعرفة الحقائق كما هي لا بد من الاطلاع على المراحل التاريخية التي مرت بها تلك الحدود وهي ثلاث:

اولا: مرحلة الحرب العالمية الاولى وما سبقها ونتج عنها وما هي الاحداث والقرارات والاطماع التي كان لها تأثيرها، وأهمها:

أ - مؤتمر بال 1897 في سويسرا الذي تبنى المشروع الذي اعتدته اول بعثة صهيونية زارت المنطقة سنة 1861 والهادف الى اقامة دولة اسرائيل على ارض فلسطين بما فيها الضفة الغربية والجولان وجبل الشيخ وبعض مناطق جنوب لبنان.

ب - مشروع بانيرمان رئيس وزراء بريطانيا الذي وضع عام 1907 والهادف الى استغلال خيرات البلاد العربية وابقاء العرب مشتتين وإقامة دولة عازلة في وسطه Buffer state تكون عدوة للعرب وأقوى منهم والتي تجسدت بوعد بلفور.

ج - الحرب العالمية الاولى التي غيرت وجه المنطقة اذ صدر وعد بلفور وأبرمت اتفاقية سايكس - بيكو، مارك سايكس صهيوني متطرف وهو ابن مارك سايكس من ابرز اعضاء مؤتمر بال تلك الاتفاقية التي قسمت العرب لاسيما بلاد الشام بين النفوذين البريطاني والفرنسي وأعطت فلسطين للحركة الصهيونية تطبيقا لمخطط بانيرمان و في نهاية الحرب تنكرت بريطانيا للشريف حسين وتخلت عن وعدها له.

د - بعد الحرب و عقد مؤتمر السلام تنكر هؤلاء حتى لاتفاقية سايكس بيكو بما يتعلق بالحدود اللبنانية الفلسطينية وعملوا على نقل الحدود شمالا وفق اتفاقية بريطانية - فرنسية المعروفة باتفاقية نيو كامب - بولية حيث خسر لبنان منطقة واسعة من ساحل البحر الابيض المتوسط حتى سهل الحوله و تضم حوالي تلاثين قرية ومزرعة وأهمها القرى السبع. ه - اصدر الجنرال غورو القرار 318 في 31اب 1920 الذي تضمن حدود دولة لبنان الكبير والمناطق التي يتألف منها، وقد نصت بالنسبة للحدود جنوبا حدود فلسطين كما هي معينة بالاتفاقات الدولية، وشرقا حدود أقضية بعلبك البقاع وراشيا وحاصبيا "الاقضية الاربعة.

وبذلك أصبحت الحدود اللبنانية الفلسطينية خاضعة لاتفاقية نيو كامب - بوليه التي تحدد في القسم الاول الحدود اللبنانية الفلسطينية وفي القسم الثاني الحدود السورية الفلسطينية.

ورد في نص تلك الاتفاقية ما يلي: " تقرير انتهاء العمل لترسيم الحدود ابتداء من البحر المتوسط الى نقطة الحمة "وادي اليرموك السفلى تنفيذا لمنطوق المواد 1و2 من اتفاق باريس الموقع في 23 كانون الاول 1920. تبدأ الحدود انطلاقا من البحر الابيض المتوسط من منطقة تسمى راس الناقورة وصولاً الى تل القاضي تتجه الحدود فوق الطريق المطلة الى بانياس حتى العلامة 39 ومنها تبدأ الحدود السورية الفلسطينية كما ورد في تلك الاتفاقية.

كل الحقوق الناجمة عن استعمال مياه الاردن من قبل سكان سوريا ولبنان المحافظة عليها.

لهم نفس الحقوق في الصيد والملاحة التي يتمتع بها سكان فلسطين في بحيرتي الحولة وطبرية ومياه الاردن الواقعة بين البحيرتين تاريخ توقيع الاتفاقية 3 شباط 1922 وقد حرم لبنان من كل ذلك.

اما الحدود السورية اللبنانية في جبل الشيخ فقد تم ترسيمها عام 1934 وهي تضم ثلاث عشرة نقطة بدءا من قصر عنتر في راس الجبل 2814 حتى شمال بانياس حيث يلتقي بخط نيو كومب-بوله و قد ازال الاحتلال هذه النقاط.

لكن الاطماع الاسرائيلية بأرض لبنان و خيراته واضحة يتصريحات كبار قادة العدو، فضلا عن الدراسات الاستراتيجية التي يقوم بها الخبراء في الجامعات والمراكز العلمية الاسرائيلية والدعم الدولي الدائم من كل الدول الكبرى لمخططات اسرائيل. ان الموقف الرسمي الموحد برئاسة العماد عون يبعث الامل بالحفاظ على الحق اللبناني واستعادة ما سلب منه، وذلك يتطلب: انشاء مكتب او هيئة من الخبراء و الباحثين في القانون الدولي وقضايا الحدود الجعرافية بالاضافة التى العسكريين الذين شاركوا في اجتماعات الهدنة لوضع خطط علمية وإعداد الدراسات واقتراح السبل والوسائل الكفيلة بصيانة الحقوق الوطنية واستعادة ارضنا وثرواتنا معتمدين القرارات الدولية التي دانت اسرائيل وطالبت بالعويض منذ قصف المطار واحتلال المزارع وحرمان اهلها من استثمارها حتى الآن التي ترتكز على المفاهيم الحقوقية والقوانين ومقارعة الحجة بالحجة في كل المحافل الدولية.

إشارة إلى أن جبل دوف هو جبل الروس في خراج قرى العرقوق كما يسميه العدو الاسرائيلي".

تعليقات: