طعن طليقته ثم طعن نفسه محاولا الانتحار


إنفصل الزوجان الابوان لولدين . وبقيا على تواصل بعد الطلاق هدفه الولدين الى ان التقيا في احد المطاعم ومعهما ابنهما الاصغر. وبعد تناول الطعام غادر الثلاثة سيرا. وبوصولهم الى امام المبنى حيث يقيم هو، اعلمته بانها في صدد الارتباط بشخص آخر . وما ان سمع بما اخبرته اياه حتى ثار غضبه واستل سكينا كان مغروسا داخل حوض مزروعات امام مدخل المبنى واقدم على طعنها ثلاث طعنات في ظهرها واصابها بجرحين في بطنها. ثم اقدم على محاولة الانتحار بطعن نفسه في بطنه طعنات عدة. ونقلت الزوجة الى المستشفى حيث تمت معالجتها.

اصيبت المرأة بجرحين حادين في البطن نتيجة هذه الطعنات ، بحسب تقرير الطبيب الشرعي الذي ذكر انها تحتاج الى شهر للشفاء والى اسبوعَي تعطيل عن العمل. كما اظهرت معاينة الرجل من الطبيب الشرعي انه مصاب بطعنة في البطن وبجروح سطحية عدة خارجية في البطن ايضا. ويحتاج الى عشرة ايام للشفاء والى اسبوع تعطيل عن العمل. وارفق الطبيب الشرعي تقريره بحاجة الطاعن والمطعون الى معاينة من الطبيب النفسي.

وفي التحقيق معه، اعترف المتهم باقدامه على طعن طليقته بسكين لانها اعلمته برغبتها في الزواج من شخص آخر. واضاف انه اقدم على فعلته لانه يحبها. اما طليقته فلم ترغب في الادعاء على المتهم واسقطت حقوقها الشخصية. واعترف الجاني خلال محاكمته امام محكمة الجنايات في بيروت بانه كان في حالة كآبة ولاوعي . واعتبر ان طليقته استفزته عندما اعلمته بانها سترتبط بشخص آخر. وابلغ المحكمة ان اتفاقا حصل بينه وبين طليقته للعودة الى الحياة الزوجية وتربية ولديهما، طالبا تخفيف عقوبته. اما هي فأفادت انها في حينه استفزته بالكلام والحت عليه مع علمها بانه يعاني من حالة نفسية. واضافت انها اتفقت معه على العودة الى الحياة الزوجية.

اختلفا وانفصلا وعادا واكدا اتفاقهما على متابعة الحياة معا بعدما اعفته من اقامة الادعاء الشخصي في حقه . هذا في العاطفة . ولكن في القانون ثمة جريمة حصلت وهي محاولة قتل كادت ان تودي بحياة شخصين بمن فيهما المتهم في لحظة غضب محاولا قتل نفسه بعد ارتكاب الجرم. صحيح ان عدم ادعاء المطعونة يخفف العقوبة ولكنه لا يلغيها في الملف الجنائي ولاسيما حين يتعلق الامر بجريمة قتل او محاولة قتل . وصحيح ايضا ان كل هذه العوامل تتداخل بين العاطفة والعقل والقانون والحالة النفسية للمتهم في وجدان المحكمة نظرا الى ما لها من سلطة حق التقدير. ولكن هذا النوع من الحوادث لا يعفي مرتكبه من العقوبة المعززة بتقرير الطبيب الشرعي واعترافه بطعن طليقته التي لا يزال حبها طعنات عدة في ظهرها وبطنها . وهذا ما حدا بالمحكمة الى القول في قرارها انها مرتاحة الى ضميرها من انه حاول قتل طليقته ويقتضي تجريمه بجناية محاولة القتل قصدا وادانته بجنحة استعمال سكين ممنوع. وقررت في الوقت نفسه "منح المتهم الاسباب المخففة نظرا الى إسقاط الحق الشخصي وظروف القضية وبما لها من حق التقدير". وقضت بعد التخفيف بحبسه سنة . وهو موقوف منذ 20 تشرين الثاني الماضي.

تعليقات: