25 ايّار ويوميات خياميّة على درب التحرير

الممرضة نازك خريس تروي حكايتها وهي تحضن \\
الممرضة نازك خريس تروي حكايتها وهي تحضن \\"ليليان\\" إبنة أخيها حسن - أرشيف


.

1 - طرقتان متباعدتان على باب القبو العتيق، ابتعدت الحاجة المتكئة على عصاها بعدها تاركة امام الباب صينية تحمل خبزا وزيتونا وصحنا من "اللبنة" وحبّتي بندورة.

في القبو كان ثمة شباب اربعة بلباسهم المموه وعيونهم المستطلعة وفتوتهم الملفتة. كان عليهم البقاء في هذا القبو اربعة ايام كما تقتضي الخطة.

تناول الشباب ما اتتهم به الايدي الصديقة الطيبة. تضاءلت كمية الخبز والزيتون واختفت اللبنة هذا كل ما تملكه الحاجة . وقبل انبثاق الفجر بقليل تركت المجموعة مكانها تحت عيني الحاجة وصوت بسملتها المؤشر بان الشارع خال والدرب امان، لاحقتهم الدعوات الحارسة حتى اختفائهم. اسرعت الحاجة للصلاة ركعتين لها وركعتين للشباب وعادت الى الخارج مستطلعة بقلب تتوالى دقاته في سكون رهيب.

نصف ساعة من الوقت و دوي انفجار عنيف، طلقات رشاشات كثيفة متتالية وقذائف اربي جي وسكوت تام. تقدم لاليات العدو، طائرات العدو تمشط الامكنة معارك حامية تدور مداها كل مساحة مرج الخيام ومطلها الجنوبي الغربي وتواترت الاخبار: الحزب الشيوعي اللبناني عبر عناصره في المقاومة الوطنية اللبنانية دمّر مركز إذاعة "صوت الأمل" الناطقة بلسان جماعة العميل لحد القائمة في باب الثنية بعد القضاء على كل حاميتها... استهد ثلاثة مقاومين هم الياس حرب من تنورين ومحمود حجازي من طرابلس وميشال صليبا من بتغرين اما ناصر خرفان فقد استطاع الانسحاب الى الخيام الى ان تم اسره من قبل عملاء للعدو.

في الحارة الشرقية للخيام خرج من سيرة أغنام شاب قوي البنية مستكشفا طريقه، لمحه عملاء متربصون فدعوه للوقوف شاهرين سلاحهم، هجموا عليه، حاول اخذ سلاح احدهم فتكاثروا، قاومهم بيديه واسنانه ورمى بعضهم ارضا لكن كثرتهم تغلبت على شجاعته فكان نصيبه الاسر والتعذيب والتنكيل. و هنا كان دور رائع لنازك خريس التي كفكفت من جراحه ما استطاعت الى ان كشف العدو نبل وطنيتها فاعتقلها واودعها شريكة لجريحها في سجن الخيام.




تعليقات: