صبحي القاعوري: إلى صناديق الإقتراع.. سرّ


الوقت المحدد لإنتخاب ممثلي الشعب في المجلس النيابي، اصبح قاب قوسين او أدنى ، ولم يفصلنا عنه اكثر من سنتيمترات ، وغداً ترانا في الطوابير لنصل الى صناديق الإقتراع كالأغنام لنعيد انتخاب الأكثرية ممن كانوا نواباً ، مجبرين وفقاً لتركيبة البلد ، وهذه ليست مشيئتنا ، حيث نحن في لبنان وطن الطوائف ، لا بل المذاهب وما يتفرع عن المذاهب ، الجزء المجزأ ، هذا مصيرنا وقد اخترناه او وافقنا عليه سيان ، كلٌ منَّا يتمترس خلف طائفته او ملته او زعيم هذه الطائفة او الملة .

الوجوه المرشحة تطلب توكيلاً منَّا لتمثلنا في مقرٍ يسمى او يقال له " مجلس النواب " وبالرغم من علمنا بأن نواب 2009 خانوا الأمانة وتم التمديد لأنفسهم غصباً بالرغم من انتهاء صلاحية الوكالة ، ولم يفعلوا شيئاً طوال وجودهم في المجلس .

بجردة بسيطة عما عاناه الشعب وما زال يعانيه نراكم تساعدوا الظروف على هذه المعاناة ، والتصرفات تدل على أنكم الأسياد والشعب " العبيد " .

١-الماء وهو احياء النفس وعصب الحياة ، " وجعلنا من الماء كل شئ حي " نفتقده ، بالرغم من اننا نعوم على الماء من مخزون ومن انهار وينابيع ، ولكننا نغتسل بمياه آبار " ماؤها كلس " وأحياناً نضطر للشرب منها او شراء ماء شرب معبأ في قارورات بلاستيك في معامل أصحابها زعماء او شركاء ذوي السلطة في الوطن وكلاهما ضد الشعب ، حتى مياه بيروت أصبحت ملوثة لإختلاطها بمياه الصرف الصحي ، ناهيك عن البلدات التي تشتري الألف ( 1000 ) ليتر ماء بمبلغ 40000ليرة لبنانية وكل بيت بالحد الأدنى يحتاج الى 4000 ليتر في الشهر .

٢- الكهرباء وما ادراك ما الكهرباء نعاني من انقطاعها منذ الحرب الأهلية والزعماء الحاليين هم من تسببوا بها ، وما زالت للآن تعطى لنا بالقطارة بينما بيوتكم 24/24 ، ولم نسمع لكم صوت للتخفيف عن معاناتنا من الإشتراك في الموتورات وكلها محمية من الزعماء وأنتم منهم .

٣- الطبابة ، نموت على أبواب المستشفيات ولا من يحاسب ، واذا ما مات الفرد منَّا على الأبواب فيموت في الداخل من الإهمال لعدم دفع التأمين كاملاً .

العناية الصحية بالمواطن فرض واجب على الدولة ، ولكن هذا الواجب قد حذف من قاموسكم .

هذا غيض من فيض ، أثناء ولايتكم لم نسمع لكم اي صوت ومع يقيننا بأنكم لم ولن تفعلوا شيئاً في الولاية الجديدة ،مع أن وظيفتكم محاسبة الحكومة ، ولم يقدم الواحد منكم سؤالاً لأي وزير عن الإهمال او الفساد اوووو الخ . لم نرى استجواباً واحداً لوزير الكهرباء عن عدم قبول العرض مرتين من سفير دولة استعد لإنارة لبنان24/24 خلال 6 اشهر وبأرخص فاتورة كهرباء في العالم ، حتى قال احد الصحافيين وهو مقرب من الحكومة بأن خسارة وزارة الكهرباء 32 مليار .

وحيث أننا كما تقدم وطن الطوائف والمذاهب والملل ، وبالرغم من إساءتكم لإستعمال الوكالة التي خولناكم بموجبها حفظ حقوقنا ، نعلنها علناً وبدون اي مواربة ( سننتخبكم ) لتمثيلنا في المجلس ومراقبة الحكومة وما تقوم به من هدر للمال العام والسكوت عن الفساد ، تمشياً مع المثل القائل : ( بيروح الشبعان وبيجي الجوعان ) .

الى صناديق الإقتراع ذاهبون .

الحاج صبحي القاعوري

الكويت

تعليقات: