الرّاوي وأثره في العناصر القصصية في قصص سناء الشعلان


أولاً: رؤية الكاتبة للزّمان:

يعدُّ الزّمن عنصراً هاماً من العناصر التي تدخل في تحديد مفهوم القصّة القصيرة والتّمييز بينها وبين أجناس أدبيّة أخرى تقع على حدودها أو تتوازى أو تتقابل معها. وللزمن أثر كبير في الفنون الأدبية أجمعها؛ وذلك لأن الزمن الأدبي زمن إنسانيّ، فهو زمن التجارب والانفعالات زمن الحالة الشعورية التي تلازم المبدع، فهو ليس زمناً موضوعياً أو واقعياً، بل هو زمن ذاتيّ ونسبيّ من قاصّ لآخر .

ولعلّ من الواجب العلمي أن نستفسر عن الزمن الذي حدثت فيه الرّواية أو القصة؛ فقد يعود بنا الزّمن في بعض الأعمال الأدبية إلى الوراء؛ رغبة من الكاتب لإبراز العناصر السّردية ذات العلاقة بالمسرود، وأيضاً في إظهار المسرود له. فالزّمن شيء يصعب الإمساك به، ندركه بعقولنا ولكن لا نستطيع إدراكه بحواسنا.

ويعد "القصّ هو أكثر الأنواع الأدبيّة التصاقاً بالزمن" ؛ إذ لا يمكن له أن يستغني عن الزمان بحال من الأحوال؛ ذلك أنّ علاقة "القصّة بالزمن علاقة مزدوجة، فالقصّة تصاغ في داخل الزمن، والزمن يصاغفي داخل القصّة" ، وخلاصة ذلك أنّه "لا سرد بدون زمن، فمن المتعذر أن نعثر على سرد خال من الزمن، فالزمن هو الذي يوجد في السرد، وليس السرد هو الذي يوجد في الزمن" .

ويتمثّل رصد الزمن لقصص شعلان في تحليل مدّة السرد أو الأحداث، ويتم ذلك عن طريق "ضبط العلاقة الزمنيّة التي تربط بين زمن الحكاية التي تقاس بالثواني، والدقائق، والسّاعات، والأيّام، والشّهور، وبين طول النّص القصصيّ، الذي يقاس بالأسطر، والصّفحات، والفقرات، والجمل" .

* بقلم الباحث: محمّد صالح المشاعلة/ الأردن







تعليقات: