ما سرّ عشق المغاربة لتربية السلاحف؟


يهتم عدد من المغاربة بتربية الحيوانات الأليفة داخل منازلهم؛ فإن كان البعض منهم يفضل تربية القطط أو الكلاب أو بعض الطيور المغردة، فإن البعض الآخر يعشق تربية السلاحف البرية أو الأرضية، هذه الأخيرة التي يبقى الطلب عليها متزايد من طرف عدد كبير من الأسر المغربية، وذلك يعود لأسباب عديدة سنتعرف عليها في هذا التقرير .

تسمى السلاحف في اللهجة العامية بالمغرب بـ”الفكارن” وإن كان مفرد سلحفاة فيسمى “الفكرون”. وتمتاز هذه السلاحف البرية الأرضية بامتلاكها أقدام ذات أصابع مخصصة للسير على الأرض اليابسة وليس للسباحة في الماء، وهي تمتاز بأن لها صدفةً قويّةً تحميها من الأخطار والحيوانات المفترسة.

عادات غريبة

يستمتع عدد من المغاربة بتربية السلاحف داخل المنازل، وذلك يعود لعادات غريبة في المخيال الشعبي المغربي، من بين هؤلاء رحمة الفيزازي، ربة بيت و التي أكدت عبر حديثها لـ”غرين آريا”: أنها تفضل تربية “الفكرون” أو السلحفاة الصغيرة، لأنها سهلة وغير متطلبة، ولا تأكل كثيراً وأليفة غير مشاكسة، إضافة إلى أنه من المعروف في الثقافة الشعبية بالمغرب أن تربية السلاحف في المنزل مفيد للمصابين بأمراض الربو”.

رحمة ليست الوحيدة التي تعتقد بأن تربية السلاحف بالمنزل مفيد للمصابين بالربو أو ضيق التنفس، فعدد كبير من المغاربة خصوصا المصابين بهذا النوع من المرض يحبسون مع سلحفاة لمدة ساعات، اعتقادا منهم أن للسلاحف قدرة خارقة على امتصاص المرض ومساعدة المصابين على الشفاء التام دون الاضطرار للبحث عن طبيب.

لاتأكل كثيرا ولا تمثل تهديدا

لكن هذا ليس السبب الوحيد الذي يجعل المغاربة يقبلون على تربية السلاحف، إذ صرح بعض المغاربة الذين يمتلكون سلاحف لموقع “غرين آريا” بأنها من بين الحيوانات الأليفة الممتعة والسهلة لتربيتها في المنزل، ولا تثير الكثير من المشاكل. إضافة إلى كونها لا تأكل كثيرا، تكتفي بأوراق الخس أو شرائح البندورة وبعض أنواع الفواكه ولا تمرض كثيرا.

والبعض منهم أيضا يفضل تربية السلاحف في البيت لعلاج الاكتئاب خاصة لدى الأطفال ولا تسبب تهديدا على حياتهم مقارنة بأنواع من الكلاب أو القطط.

وتبقى السلحفاة من بين الحيوانات الزاحفة الموجودة طبيعيا في شمال أفريقيا، و الشرق الأوسط لذلك يمكن تكييفها بسهولة لتربى في حديقة أوفي قطعة أرض صغيرة ومغلقة.

ويبدو أن السلحفاة حيوان منزل ممتع وجذاب لدى المغاربة بالخصوص، تمتلك بصرا حادا لتتعرف على مربيها بسرعة، إلا أن حاسة السمع عندها تكون ضعيفة.

و يمكن الاحتفاظ بالسلحفاة في المنزل دون مضايقات كذلك في الشرفات أو في الحديقة، دون أن ننسى ان السلحفاة حيوان معمر، قد يصل عمره إلى مائة سنة. وتبلغ أنواع السلاحف 40 نوعًا. ويَكْثر وجودها في إفريقيا وآسيا وأوروبا والأمريكتين الشمالية والجنوبية وفي بعض جزر المحيطات.

تعليقات: