وزير المال انتقد الزيارات الموسمية في الانتخابات


شدد وزير المال علي حسن خليل على «الترحيب بكل زوار منطقة مرجعيون حاصبيا من منطلق أن ليس في هذا الوطن أعداء، ولا يمكن أن نضع حواجز نقفل فيها باب التواصل معهم. لا أعداء على المستوى الطائفي والمذهبي والسياسي، بل اختلافات في السياسة وربما خصومات في السياسة وهذا أمر مشروع ومقبول، لكن السؤال الذي يجب أن نسأله جميعا لكل الذين يحجون اليوم إلى هذه المنطقة أو خلال هذه الأيام من قيادات وقوى سياسية، هو ماذا تريدون من هذه المنطقة وماذا باستطاعتكم أن تقدموا لها وهل خدمة هذه المنطقة تكون بالزيارات واللقاءت الموسمية في وقت الانتخابات أم أن العملية السياسية تتطلب نفسا طويلا ومراسم ومتابعة وحضورا على مدى كل السنوات؟ من يقول إنه يريد أن يسترد القرار ويريد المشاركة وأن يحقق في المنطقة والجنوب ما لم يتحقق في السابق، فليقل لنا على ماذا هو يقدم؟ هل المسألة مسألة موسم نحضر فيه لنحرر الناس ونستحضر الخطاب المستفز أو أن المسألة مسألة عمل سياسي تراكمي يكون في خدمة اهل المنطقة وناسها؟»

كلام خليل جاء ضمن لقاءاته الأسبوعية مع أبناء مناطق مرجعيون، يرافقه النائب علي فياض، فزارا منطقة بلاط والتقيا فاعلياتها من رؤساء بلديات ومخاتير وعددا من الأهالي، وقال: "نرحب بكل هذه الحيوية والحراك السياسي في هذه المنطقة، وهو حراك يسجل كنقطة إيجابية على مستوى طبيعة العمل والحياة في هذه المنطقة، هو علامة إضافية للكل الجنوب، ونريد لها أن تتعزز، وتعزيزها يكون بأن ننجز هذا الاستحقاق الانتخابي بأرقى ما يكون من الهدوء والاستقرار والحفاظ على العملية السياسية الديموقراطية وتنظيم الاختلافات بالطريقة التي لا تمس هذا الاستقرار. نحن نعيش اليوم على مستوى الداخل اللبناني تحديا يوازي بأهميته التحدي الذي نوجهه مع العدو المتربص بأرضنا، وهو كيف نعزز أدوار الدولة والمؤسسات بما يطمئن الناس ويعيد ثقتها بهذه الدولة، ومن موقع المسؤولية أقول نعم هناك علامات استفهام كبرى على اداء بعض الوزارات والإدارات والمؤسسات، وهذا يتطلب جهدا استثنائيا علينا أن نبذله، وهذا يتطلب التفافا سياسيا وشعبيا بالدرجة الأولى".

أضاف: "نعم، هناك الكثير من الافكار التي نطمح أن نحققها، وهذا هو المشروع الذي يلتقي عليه حزب الله وحركة أمل وكتلة الوفاء للمقاومة وكتلة التنمية والتحرير، أن نحول مؤسساتنا إلى ورشات عمل حقيقية ننهض فيها بالبلد ونعيد إرساء القواعد المؤسساتية في العمل وإصلاح الواقع الإقتصادي والإداري والإجتماعي والمالي. كل عامل وكل طالب وكل واحد معني اليوم بأن يجعل هذا الاستحقاق استفتاء على خط المقاومة والتنمية والأمل والوفاء. لا نريد فقط أن نسجل ربحا في الانتخابات بل نريد أن نقول لكل الناس إن هذه المنطقة عندما بايعت خلال الدورات الماضية على أساس القانون الأكثري مستعدة لأن تسجل حضورا استثنائيا على أساس هذا القانون لكي تؤكد هذا الاستحقاق الذي نقدم عليه".

وتابع: "يبقى للعلاقة مع بلاط خصوصية لعلاقة داخل البيت الواحد والعائلة الواحدة، فالارتباط أقوى بكثير من أن نعرفه بمجموعة من الكلمات، هي نحن ونحن هي، أبناؤها المنتشرون في كل بقاع الوطن هم إخوة حقيقيون لنا، ربما نعرفهم واحدا واحدا ونبقى دوما على تواصل واتصال، البلدة التي تتميز رغم صغرها وقلة سكانها بالمقارنة مع المدن الكبرى، بأنها عاصمة للفكر والثقافة والمسؤولية والحضور الاجتماعي، ومنها الكثير من الرجال والسيدات والأبناء الذين حفروا عميقا في مسيرة هذا الوطن بمواقعهم وأدوارهم وفعلهم، ومنها المقاوم الذي استشهد والعامل الكادح الذي يزداد التصاقا بالأرض، فبلاط في وجداننا وحياتنا وذاكرتنا البعيدة والحاضرة، لها الموقع المميز والاستثنائي".

وقال: "إليكم يا أهلي في بلاط كلام لا يتصل بالانتخابات النيابية فقط، نحن نعتبر أنفسنا في الخط عينه وعلى الدرب عينها، نشهد لبعضنا البعض كل يوم من خلال التواصل القائم بيننا، لكن الحدث والاستحقاق، يفرض نفسه علينا لنتصارح مع بعضنا البعض، أي انتخابات ندخل إليها اليوم؟ هي انتخابات ليست عادية والأمر لا يرتبط بنتائجها فقط بل بالظرف السياسي الذي نعيش على مستوى المنطقة والداخل، إذ تحضر الخيارات السياسية الكبرى في هذه الانتخابات أي وطن نريد، وصورة أي منطقة وأي صورة للمنطقة التي نعيش فيها نريد؟ هل نريد أن نجدد بيعتنا للوطن القوي الذي تحرسه المقاومة والجيش ومنطق الوحدة أم الوطن الضعيف المرتهن؟ هذا هو السؤال المركزي، كم يعتقد البعض أن الانتخابات لا تحتمل مثل هذا الموقف، لكن بواقعية إذا افترضنا كيف يفكر الأخر، ومن حقه أن يفكر وفق أهوائه ومشروعه وموقفه السياسي، في رسم صورة لبنان مستقبلا من خلال شكل المجلس النيابي، وإذا رصدنا وشاهدنا كيف شكلت اللوائح الانتخابية بعيدا من المنطق فقط من أجل تسجيل حضور ربما تخرق فيه الساحة في المستقبل، لعرفنا أن علينا جميعا ألا نفصل أنفسنا عنكم. أنتم يا أهلنا في بلاط وكل المنطقة، عندما ارتبطنا في تحمل مسؤولية سياسية خلال كل التجارب الماضية، انتخابية وغير انتخابية، قمنا نحن أنفسنا بالتزام الموقف والخط السياسي والخيار السياسي، ولهذا ليس صدفة اننا التقينا حركة أمل وحزب الله، ليس صدفة قيام هذا التحالف الذي يتجاوز بكثير الاعتبارات والحسابات الانتخابية، حسابات الربح والخسارة، بل هو تحالف ينبع من قراءة مشتركة واقعية لطبيعة المواجهة والتحدي، فالقاسم المشترك متسع إلى حدود بعيد وبشكل لم نجد فرقا في طريقة إدارة معاركنا السياسية خلال الفترة الماضية".

وختم: "نعم، نحن ننطلق من هذا التحالف الراسخ القائم على نفاهم سياسي واحد والتزام واحد لخط أرسى قواعده إمامنا القائد السيد موسى الصدر، خط الاستعداد على الدوام لمواجهة العدو المتربص بأرضنا وتاريخنا وثقافتنا واقتصادنا وخط الدفاع عن لبنان الوطن النموذج في هذا العالم العربي، وربما على مستوى العالم كله، لهذا عندما نقبل إلى صناديق الاقتراع انما نذهب لنؤكد التزام هذا الخيار السياسي، خيار الدفاع عن لبنان وصيغته الفريدة، صيغة العيش الواحد وميثاقه الوطني ودستوره ومؤسساته التي يجب أن تحمي وتضمن الجميع وعلاقات الجميع مع بعضهم البعض. المسألة سياسية بامتياز، والتركيز اليوم من القوى المختلفة لهذه الدائرة، هو تركيز برأينا سياسي بالدرجة الأولى في محاولة لتسجيل نقطة أو خرق يمكن أن يدخل إلى سياسة هذه المنطقة مع الحساسية الاستثنائية التي تمثلها".

فياض

بدوره قال فياض: "نلتقي مع اهلنا في بلدة بلاط الكريمة، هذه البلدة التي تضج بالقامات والهامات الكبيرة، وتقع في صلب الخيار السياسي الذي تمثله حركة أمل وحزب الله. في هذه المرحلة وعلى مقربة من الانتخابات النيابية المقبلة التي تجرى للمرة الأولى وفق النظام الانتخابي النسبي، نريد لها أن تجرى بديموقراطية وسلام وهدوء واستقرار سياسي وأمني. منطقتنا لا تشكل فقط نموذجا للعيش المشترك بل ايضا نموذجا للعمل الديموقراطي المنفتح، وأمام كل هذه الوفود التي تأتي إلى المنطقة، نلاحظ جيدا وعلى الجميع أن يلاحظوا، أن مستوى الأمن والاستقرار والحيوية السياسية متوفرة على أعلى مستوى، لو قارناها مع ما حصل في مناطق أخرى مثل طريق الجديدة وبعض المناطق الأخرى من مشاكل لها طابع سياسي وترتبط بخلفيات لها علاقة بالانتخابات النيابية".

أضاف: "نناشد الجميع ونتمسك بالقيم ونؤكدها، ونريد للانتخابات أن تجرى في كل المناطق بهدوء وبتسليم للعملية الديموقراطية بصورة منتظمة وثابتة، بحيث يؤدي هذا النظام الانتخابي النسبي الى نتائج مرجوة منه. لا يمكننا رفض سعينا للوصول إلى هذا القانون النسبي، فالنسبية مطلبنا على مدى سنوات طويلة وكنا ندفع على المستوى السياسي والنيابي وداخل مجلس الوزراء في سبيل الوصول إليه، وها قد وصلنا. ندرك جيدا الفرص التي يفتحها هذا القانون أمام القوى السياسية كافة لكي تتمثل في المجلس النيابي، لذلك لن نتفاجأ بشيء، وندرك ان الأبواب ستكون مشرعة امام أي قوى سياسية تمتلك حيثية شعبية، أي الحاصل الانتخابي وتفتح لها الطريق لتتمثل بالندوة البرلمانية".

وتابع: "لا نستفز على الإطلاق، واذا قدر للبعض أن يصل إلى المجلس النيابي في بعض المناطق التي كانت في الأصل مقفلة لقوى محددة، هذا هو منطق النسبية وهدفها".

وقال فياض: "دائرة مرجعيون حاصبيا تمتاز بتنوع طائفي ومذهبي نعتبره مصدر غنى، ولطالما امتازت ايضا بالعيش المشترك على المستوى العميق. المجتمع في هذه القرى يعيش قيم الوحدة الوطنية والتعاون والتكافل بين كل المكونات بالمعنى الجدي والعميق، بعيدا من التكاذب، إنما هناك صدق في علاقة المكونات ببعضها البعض، ونريد ان نحافظ على هذا التنوع ولا نريد للعملية الانتخابية أن تمس بمناخ الوحدة والتكامل بين المكونات. منطقة مرجعيون-حاصبيا كانت ونريدها أن تبقى مساحة للتلاقي. أولا من المسؤولية أن يبقى الخطاب السياسي الانتخابي في هذه المنطقة وطنيا جامعا وحدويا ومسؤولا ولا يبني بطريقة ما الجدران بين المكونات، وثانيا هذه المنطقة مقاومة ومن اكثر المناطق حساسية تجاه الصراع مع اسرائيل وعيش العدوان مع الكيان الصهيوني ووجود ملفات كبرى تتصل بمعادلة المقاومة والمواجهة وتتصل بنحو وثيق هنا بمزراع شبعا وكفرشوبا المحتلتين وبلدة الغجر اللبنانية التي يضع العدو يده عليها، ومنطقة مياه الوزاني والحاصباني الذي يطمع بها العدو الاسرائلي، ومنطقة الشريط الحدودي ومنطقة التحفظ التي يصر المجتمع الدولي على ان تكون خاضعة للسيادة اللبنانية. لذلك عندما تتواجه اللوائح الانتخابية في الدائرة هنا في الاطار الديموقراطي، هؤلاء يواجهون لائحة الثنائي أمل-حزب الله".

أضاف: "لنسأل من يواجهونا ويتحدوننا وفق أي قاعدة أو قضية سياسية وهل هي لعبة جوفاء بيضاء لا معنى لها؟ لائحتنا التي تضم الثنائي أمل-حزب الله، نرفض ان تسمى لائحة الثنائي الشيعي، بل هي لائحة الثنائي المقاوم، لائحة الثنائي الوطني، الثنائي الذي شكل على الدوام ضمانة وطنية لحماية الأرض والسيادة والخيارات السياسية الوطنية في هذا البلد، هذا التحالف الثنائي يمضي قدما في بناء الدولة والمؤسسات في هذا الوطن، لذلك لا بد من معرفة البرامج السياسية وخطط اللوائح التي تواجهنا والمواقف التي نختلف عليها. نحن نتمسك بهذا الجنوب الذي يشكل مثالا وطنيا لعلاقة المسلم بالمسيحي، السني بالشيعي والدرزي وبكل المكونات، وهو الركيزة الاساسية وحاضر ومستقبل لبنان، مع تمسكنا بالمقاومة وسلاح المقاومة. ليس صحيحا أن سلاح المقاومة انتهت وظائفه، ومن لديه اشكالية مع سلاح المقاومة أو ينزلق الى تحالف يصب في هذا الاتجاه أو هذه القناعة، عليه أن يقنعنا كيف يمكن لهذا البلد بامكاناته المتواضعة ان يخاطب المجتمع الدولي من موقع القوة او يرفض الاملاءات الاميركية او الاسرائيلية او يقول للامم المتحدة ان المنطقة الاقتصادية الخالصة التي يضع الاسرائيليون يدهم عليها انما هي من حق اللبنانيين ومن الموارد الاساسية التي يراهن عليها هذا البلد لمعالجة مشاكله الاقتصادية والمالية في المستقبل؟"

وسأل: "الى أي موقف يستند الجانب اللبناني لاسترداد حقوقه إذا لم يكن هناك مقاومة، وليخبرنا المعترضون على استمرار المقاومة كيف تقف الدولة والحكومة لرفض التعدي الاسرائيلي على نقاط التحفظ من خلال بناء الجدار الفاصل الذي يأكل أرضا لبنانية باتت خارج السيادة اللبنانية، وكيف يمكن للحكومة اللبنانية أن تقف لتقول للكيان الاسرائيلي ان هذه أرضنا وحقنا ولدينا ملء القوة للدفاع عنها واستراجعها؟ نعم نحن نختلف على مبدأ حق المقاومة ولائحتنا بتحالف أمل- حزب الله، تعكس التمسك بهذه الرؤية والمقاومة ودورها. لبنان يحمل على عاتقه حوالى 80 مليار دولار من الديون، فليخبرنا المعارضون كيف انفقت هذه المليارات، وهل هناك بنى تحتية مثلا أو مشاريع كهرباء؟ بلد غارق في ديونه لا أحد يعلم أين صرفت وفاتورته من الكهرباء تكلفه ما يقارب 2200 مليار دولار هذا العام فقط لأن سعر النفط انخفض هذا العام. أين مشاريع المياه ونحن نملك من الانهار في لبنان غزارة، من يحل لنا مشكلات الاتصالات والإنترنت؟ نعم كنا في قلب السلطة لكن هل كان يحق لنا ان نغير أو نفرض مسارا للاصلاح أو أن نطالب بوضع حد للهدر والفساد؟ نحن نريد حلولا ووضع القضية الاقتصادية على سكة المعالجة واحتواء الازمة وليس مسكنات وحلول تؤجل الانهيار اللبناني اقتصاديا وماليا".

وقال: "نقبل إلى هذه الانتخابات محملين بهذه الهموم، والبحث عن التنمية الحقيقية في لبنان بما فيها دائرتنا نحن في مرجعيون حاصبيا. المقاومة حاجة استراتيجية لهذا البلد وحماية أرضه ومياهه ونتمسك بالوحدة الوطنية والعيش المشترك، ومهما كانت نتائج الانتخابات النيابية المقبلة، قواعد الميثاقية والعيش المشترك والوحدة الوطنية تبقى معايير عليا على أي نتائج سياسية يخرج بها الاستحقاق النيابي، متمسكون ومقتنعون وراضون بذلك، ونواجه الازمة ونضع اليد على ما يلقى حلولا ويفتح بابا لهذا النفق الاسود الذي يخيم على البيئة الاقتصادية والمالية والاجتماعية في هذا البلد".

وختم فياض: "نحن والأخوة في حركة أمل لسنا ضمن تحالف انتخابي فحسب بل في تحالف سياسي، وفي خندق سياسي واحد، ونريد ان نقارب كل التحديات على مختلف المستويات من موقع الشراكة الكاملة والوحدة القادرة فعلا على أن تحقق الكثير. على مدى سنوات ماضية حققنا انجازات نوعية كبيرة مشتركة، وبإذنه تعالى في الانتخابات النيابية المقبلة وبعدها، قادرون على ان نمضي في سبيل تحقيق اهدافنا التي نصبو اليها".

تعليقات: