ملف عن المخيمات الفلسطينية في لبنان

جانب من شاتيلا
جانب من شاتيلا


نشرت مجلة الشراع ملفاً من أربع حلقات عن المخيمات الفلسطينية في لبنان. وفيما يلي نصه:

يشكّل اللاجئون الفلسطينيون في لبنان ما نسبته 11 في المئة من مجموع سكان لبنان، وبحسب احصاءات غير رسمية، يزيد عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان عن حوالى اربعمئة الف نسمة يقيم اكثر من نصفهم في اثني عشر مخيماً مسجلاً رسمياً وهي: عين الحلوة، البص، الرشيدية، برج الشمالي، نهر البارد، البداوي، شاتيلا، برج البراجنة، مار الياس، ضبية، ويفل – الجليل، المئة ومية.

اما باقي اللاجئين، فيقيمون في بعض القرى والمناطق اللبنانية، وفي نقاط او تجمعات سكنية، منها القاسمية، المعشوق، البرغلية، جل البحر، شبريحا، ابو الاسود، عدلون، تعلبايا وغيرها.

((الشراع)) تفتح ملف المخيمات الفلسطينية في لبنان، وعلى عدة حلقات، لتسليط الضوء على واقعها بعد التطورات السياسية والامنية والاجتماعية والجغرافية والديموغرافية التي حصلت فيها منذ عام 1984 وحتى الآن.

مخيم عين الحلوة

البداية كانت من المخيم الاكثر بؤساً بين المخيمات والجزيرة الامنية الاكبر في لبنان وهو مخيم عين الحلوة.

وثمة من يضع هذا المخيم في هذه المرحلة تحت مجهر المراقبة بعد المعارك الدامية التي ما زالت تدور في مخيم نهر البارد، والخوف من انتشارها او انتقالها الى عين الحلوة، خاصة بعد ان حدثت عدة معارك بين عناصر جند الشام والجيش اللبناني، ريثما يتم جلاء المزيد من التطورات.

يقع مخيم ((عين الحلوة)) الى جنوب مدينة صيدا، وسمي بـ ((عين الحلوة)) نسبة الى المياه العذبة التي كانت موجودة حين انشائه، وهو من اكبر المخيمات في لبنان واكثرها تصويراً للخارطة السياسية والاجتماعية الفلسطينية في الشتات الفلسطيني، تأسس المخيم سنة 1951 أي بعد مرور ثلاث سنوات على نكبة فلسطين عام 1984، وتبلغ مساحته رسمياً كيلومتراً مربعاً واحداً، يقطنه ما يزيد عن 70 ألف نـزحوا من تل الزعتر وبرج حمود والنبعة ومن النبطية بعد ان دمرت اسرائيل مخيمها، وأصبح يشكل اكبر كثافة سكانية في اصغر مساحة من الارض. وللمخيم اربعة مداخل رئيسية، الاول في الشارع الفوقاني قرب مستشفى صيدا الحكومي والثاني من الشارع التحتاني من تعمير عين الحلوة والثالث من الغرب لجهة حسبة صيدا والرابع من الجنوب لجهة درب السيم. يقطعه طولاً شارعان رئيسيان الفوقاني والتحتاني.

وكما هو الحال في كافة المخيمات الفلسطينية في لبنان، فإن توزع السكان داخل المخيم، تم على اساس القربى العشائرية او العائلية او المناطقية، لذلك انقسم المخيم ديموغرافياً الى احياء او تجمعات سكنية يسمى كل واحد منها باسم البلدة او القرية التي جاء منها الفلسطينيون الى المخيم، وأهم الاحياء الموجودة فيه هي: حطين، طبريا، غرين، لوبيا، عرب، شعب، السميرية، الصفصاف، الرأس الاحمر، كويكات، سعسع، عين الزيتون، طيطية، الناعمة، الحلوة، الطيري، الدير، عرابي، كساير..

تتألف غالبية العائلات القاطنة في المخيم من النازحين الفلسطينيين الذين قدموا الى لبنان اثر نكبة فلسطين العام 1948 من القرى والبلدات الواقعة شمالي فلسطين، وأهمها: الخطيب، المقدح، يونس، ابو الهيجا، ابو الكل، حمد، الشايب، صالح، خليل، حميد، ايوب، علي، عوض، حليحل، ابراهيم، الشابات، طافشي، الافندي، الأسدي، ذياب، الصنوبر، الزرعيـني، شحادة، سنيتي، فرهود، دهشة، هريش، العقبة، شمالي، حجاج، بليبل، كردية، زعموت، زيدان، مبالي، حوراني، قاسم، مرعي، فريحة، سعدي، شعيب، حجير، طحيبش، عبدالغني، مناع، الجمال، اليوسف، عباس، عيسى، بلعوس، حيدري، ابو سويد، الرفاعي، الخ..

تشترك كافة احياء المخيم في انها تكتظ بكثافة سكانية، وبعض الاحياء لا يتجاوز عرض زواريـبها ثلاثة ارباع المتر، وأغلب هذه الزواريب مفروشة بالباطون.

نسبة بطالة مرتفعة

يمتاز مخيم عين الحلوة بارتفاع نسبة البطالة بين صفوف سكانه، وبخاصة بين صفوف الشباب، وتقدر مصادر مطلعة ان نسبة البطالة في المخيم تجاوزت الـ 60 في المئة، خاصة بعد تدني نسبة التقديمات التي كانت الفصائل تمنحها للمنضوين في اطارها.

ويعتمد اهل المخيم في تحصيل معاشهم على الموارد التالية:

- التفرغ في المنظمات الفلسطينية، والقوى الاسلامية، وهؤلاء يشكلون نسبة عالية من الشباب.

- عمالة غير دائمة في قطاعات الزراعة والبناء.

- تحويل المهاجرين من ابناء المخيم في الدول العربية، وهي محدودة.

الوضع المعيشي

في العام الماضي، دخلت الحكومة اللبنانية الى المخيم للمرة الاولى منذ نشأته رسمياً عبر اللجنة الوزارية التي شكلتها لهذه الغاية، وعاينت الوضع المزري لحياة اللاجئين فيه، ولكن لم يتغير شيء، علماً انه سبق وشهد المخيم هجمة كبيرة لممثلي الدول المانحة لمساعدات ((الاونروا)) عقب اتفاق اوسلو عام 1993، ويقول مصدر فلسطيني معني بالوضع الاجتماعي داخل مخيم عين الحلوة انه تصافرت ثلاثة عوامل جعلت من حياة ابناء المخيم صعبة، اولها ((الاونروا)) التي تراجعت خدماتها الصحية والتربوية والاجتماعية، والمنظمة التي قلّصت خدماتها في اعقاب اتفاق اوسلو، حيث اعطت الاولوية لتمكين السلطة في الداخل على حساب احتياجات اللاجئين، والدولة اللبنانية التي لم تمنح حتى الآن الحقوق المدنية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين رغم الوعود الكثيرة.

ويضيف المصدر الفلسطيني ان البنى التحتية في المخيم قديمة جداً ومهترئة، وكذلك الحال بالنسبة لشبكات المياه ومجاري الصرف الصحي، ومؤخراً وعدت وكالة الاونروا اللجان الشعبية الفلسطينية بتنفيذ مشروع البنى التحتية، اما شبكة الكهرباء فهي مرتبطة بالدولة اللبنانية، وغالباً ما يكون المخيم عرضة لتقنين قاس مع كل ازمة كهرباء، النفايات تجمع بواسطة عمال من خلال عربات يدوية، وترمى في مكبات من جهات المخيم الاربع ثم تنقل الى مكب صيدا، وتتكفل وكالة الاونروا بهذا العمل.. وحتى اليوم، لا توجد في المخيم شبكة هاتف عادية، وقد برر المصدر عينه السبب بأن الدولة تخشى عدم تسديد الفواتير.

مركز القرار

يعتبر مخيم عين الحلوة تجمعاً للجماعات والتنظيمات الاصولية والقوى السياسية الوطنية والاسلامية، وهو يؤدي دوراً قيادياً مباشراً في مخيمات الجنوب خوّله ان يكون مركز القرار، ويطلق عليه لقب ((عاصمة الشتات الفلسطيني))، بحيث ان مصير هذا الشتات يتقرر داخل هذا المخيم الذي بات ساحة صراعات ومساحة لحروب الآخرين، وتتواجد فيه كل القوى الفلسطينية على الساحة اللبنانية، وقد ادى هذا التنوع الى تكريس معادلة الامن بالتراضي، اذ يتولى الكفاح المسلح الفلسطيني مسؤولية حفظ الامن والحواجز العسكرية عند المداخل الرئيسية الاربعة، وثمة توازن رعب فيه بين الفصائل والقوى على اختلافها، وقد شبهها البعض بالمثلث: فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، فصائل التحالف، والقوى الاسلامية.

فصائل المنظمة

تعتبر حركة فتح من أبرز فصائل المنظمة وأكبرها، وهي تعتبر المرجعية لها ولكل فصائل المنظمة، وساعدها في ذلك موافقة الدولة اللبنانية على افتتاح مكتب رسمي لها في بيروت برئاسة عباس زكي، ويتولى رئاسة قيادة الحركة اللواء سلطان ابو العينين، وقد سبق وتعرضت حركة فتح لانشقاقات عديدة ابرزها اسفر عن ولادة ((فتح الانتفاضة)) عام 1983، ثاني فصائل المنظمة ((الجبهة الديموقراطية)) التي انشقت عن ((الجبهة الشعبية)) وتتميز بالحضور القوي ويتولى المسؤولية فيها علي فيصل، ثالث فصائل المنظمة هي ((جبهة التحرير الفلسطينية)) وتعتبر من كبرى الفصائل، لها نفوذ قوي، وجمهور واسع ومسؤولها في لبنان صلاح اليوسف، رابع الفصائل ((الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين)) ومسؤولها في لبنان مروان عبد العال وقد تراجعت مؤخراً بعدما كانت تعتبر من أبرز الفصائل. الخامسة ((جبهة النضال الفلسطيني)) ومسؤولها في لبنان تامر عزيز السادسة ((الجبهة العربية الفلسطينية)) ومسؤولها في لبنان ابو عماد الحاج، السابعة ((جبهة التحرير العربية))، ومسؤولها في لبنان سمير سنونو كما يوجد حضور لحزب الشعب الفلسطيني ومسؤوله في لبنان غسان ايوب.

فصائل التحالف

من أبرز وأكبر فصائل التحالف حركة ((حماس)) وقد استطاعت اثبات نفوذها السياسي داخل المخيم لأنها لا تعتمد على العنصر العسكري، لكن بعد فوزها بالانتخابات التشريعية وتشكيل حكومة، اصبحت تعتبر نفسها شريكاً في القرار الفلسطيني، وممثلها في لبنان اسامة حمدان، ثاني فصائل التحالف هي حركة الجهاد الاسلامي، وممثلها في لبنان ابو عماد الرفاعي، كذلك تضم فصائل التحالف الجبهة الشعبية - القيادة العامة التي علقت عضويتها في المنظمة في اعقاب الإجتياح الإسرائيلي، مسؤولها في لبنان أبو عماد رامز.. هذا التحالف عارض اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير وإسرائيل، ويعتبر حليفاً لسوريا.

القوى الإسلامية

تتمتع القوى الإسلامية داخل المخيم بنفوذ قوي، ومن أبرزها ((عصبة الأنصار)) و((جند الشام)) و((أنصار الله)) و((عصبة النور)).

((عصبة الأنصار)) أسسها الفلسطيني هشام الشريدي عام 1985 بعدما كان أسس مجموعات مسلّحة شاركت في معارك شرق صيدا، وهو كان من أطر حركة ((فتح)). وقد اغتيل في 15/12/1991 وتولى أحمد عبد الكريم السعدي الملقب بـ((أبو محجن)) مسؤولية تنظيم عصبة الأنصار، ولكنه توارى بعدما اتهم باغتيال رئيس جمعية المشاريع الخيرية الشيخ نزار الحلبـي عام 1995، وهذا لم يمنع من توسّع نفوذ عصبة الأنصار داخل المخيم، ثم أصبح لهذا الفصيل مساجده وشوارعه وأحياؤه كحي الصفصاف وحي الطوارىء. ومؤخراً لوحظ ان عصبة الأنصار وصلت إلى مرحلة متقدمة من إثبات وجودها، وباتت تشارك الفصائل الفلسطينية في معظم اللقاءات التي تخص المخيم، وبدأت تتراجع عن دور الوسيط بين فتح والمجموعات الإسلامية الأخرى لمصلحة تأكيد دورها كطليعة للقوى الإسلامية المتشددة، وقد شهدت إنشقاقات أبرزها التي قادها عبدالله الشريدي (نجل هشام الشريدي مؤسس العصبة) وأسس ((جماعة النور)) بمبادىء وطروحات أكثر تشدداً، وخاضت معارك عنيفة مع حركة فتح، ثم لاقى عبدالله الشريدي مصير والده، فاغتيل في أيار/مايو عام 2003.. هذا بالإضافة إلى ((الحركة الإسلامية المجاهدة)) التي يرأسها الشيخ جمال خطاب، وهي مصنّفة في خانة الاعتدال، ويتولى إدارتها الشيخ عبدالله حلاق.

جند الشام

أثار ظهور هذا التنظيم عام 2004 تساؤلات عديدة من المسؤولين الفلسطينيين حول الجهات التي تقف وراءه وتموّله، وازدادت هذه التساؤلات بعد ان ربط البعض إسم جند الشام بتفجيرات واغتيالات حصلت داخل مخيم عين الحلوة وخارجه، ويؤكد المصدر الفلسطيني ان المنتسبين إليه هم خليط لبناني – فلسطيني وقد سبق أن أعلن عن هذا التنظيم في بداية عام 2000 بزعامة أبو يوسف شرقية، ووصف أنه من الجماعات المتطرفة التي لها معتقداتها الأصولية التي تكفّر الشيعة، ولا تعترف بالديانة المسيحية، ويكشف المصدر أن تنظيم جند الشام أصبح يضم الآن عناصر كانت تنتمي إلى ((عصبة النور)) التي انشقت بدورها عن عصبة الأنصار، وقد انضم إلى جند الشام أيضاً عناصر أصولية لبنانية تُعرف بـ جماعة الضنية بسبب مشاركتها في المعارك التي حصلت عام 2000 بين أصوليين لبنانيين من جماعة ((التكفير والهجرة)) والجيش اللبناني، وفيما بعد صار اللبناني غاندي السحمراني الملقب بأبي رامز الطرابلسي مسؤولهم المباشر. بعدها أعلن تنظيم جند الشام عن حل نفسه بعد صدور بيان قيل انه ملفّق، يتهمهم باغتيال مسؤول حزب الله في الضاحية الجنوبية غالب عوالي، ليعود إلى الواجهة مجدداً عند ظهور المدعو احمد أبو عدس إثر جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وإعلان مسؤوليته عن الجريمة. أما علاقة جند الشام بحركة فتح فهي متوترة دائماً، ووقعت بينهما معارك عنيفة أدت إلى وقوع العديد من الطرفين، وتتهم حركة فتح، عناصر جند الشام بأنهم موالون لفتح الإسلام. وانحصر تواجد جند الشام في ما تبقى من تعمير عين الحلوة. أما أنصار الله، فهو تنظيم إسلامي فلسطيني، نسج علاقات جيدة مع القوى الإسلامية الأخرى داخل المخيم ومع حركة فتح تحديداً. ومؤخراً برز دور ((الجيش الشعبـي)) الذي يشرف عليه العقيد منير المقدح، وهو أيضاً المشرف العام على ميليشيا فتح.

مخيم عين الحلوة، يمثل أهم تجربة فلسطينية في المنفى، بكل ما فيها من تعقيدات، وصراعات وبؤس وتناقضات، تمتزج فيه الأفكار المتطرفة والمعتدلة والاصولية والعلمانية.

مخيم الرشيدية

يبعد عن مدينة صور 7 كلم، وهو يقع على شاطئها لجهة الجنوب، وصف بأنه اقرب المخيمات الى فلسطين، وبأنه مركز القرار السياسي الفلسطيني، فحركة ((فتح)) هي سيدة الحضور، ولا قرار يعلو على قرارها، فيها يقع مقر امين سر الحركة ومنظمة التحرير اللواء سلطان ابو العينين، وتنتشر عدة حواجز لها، اولها على مقربة من حاجز الجيش اللبناني، وبحكم وجود هذا المقر في المخيم، يحرص قادته ومسؤولوه على عدم حدوث أي اشكال مهما كان صغيراً، ويقول احد مسؤولي فتح لقد امتاز هذا المخيم بعدم ايوائه للفارين من وجه العدالة، ونحن ام الصبي داخل المخيم والرقم الصعب، ونعمل دائماً على فتح المجال امام الجميع أي اننا نستوعب كل القوى السياسية وحتى اخصامنا، بدليل عدم تجاوز الخطوط الحمراء بانعكاس ما يحصل في فلسطين بين حركتي فتح وحماس على اوضاع اللاجئين، وهذا دليل على ان المخيم يتمتع بمساحة واسعة من الحرية، ويؤكد ان السلاح الموجود في المخيم هو سلاح فردي وخفيف، ويطالب بمواصلة الحوار اللبناني – الفلسطيني الذي وصل الى مرحلة متقدمة، خاصة بعد انشاء مقر للمنظمة من بيروت برئاسة عباس زكي، وشدد على وجوب اعطاء كافة الحقوق المدنية للفلسطينيين.

ورغم ان حضور حركة حماس داخل مخيم الرشيدية بدأ يقوى، ويمثلها هناك الحاج علي مرة، الا ان الحركة لم تفتح أي مركز لها داخله مكتفية بمركزها داخل مخيم البص، ويقول احد مسؤوليها، نعمل على حل أي اشكال يحصل وخاصة مع حركة فتح..

ايضاً يسجل حضور لحركة الجهاد الاسلامي، ومسؤولها في منطقة صور ابو سامر والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤولها في منطقة صور ابو عبد الراشدي، والجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين ومسؤولها في المخيم سمير الاسمر، اللجنة الشعبية في مخيم الرشيدية تسيطر عليها عملياً حركة فتح، وأمين سرها جمال سليمان، وللجنة لائحة مطالب اولها معالجة موضوع مشروع مياه الشفة الذي قامت الاونروا بتنفيذه قبل اكثر من عامين، لأن نسبة كبيرة من السكان لا تصلهم المياه، وكذلك تغذية المخيم بالتيار الكهربائي وتزويده بمحولات كهربائية جديدة.

البنى التحتية

منذ مدة جرى تعبيد الطرق والشوارع الرئيسية على نفقة منظمة التحرير الفلسطينية وما تزال الشوارع الداخلية الفرعية تطوف بالمياه في فصل الشتاء، ويشكو اهالي المخيم من تقصير وكالة الاونروا بتلبية الامور الملحة ومن التلكؤ في إعادة بناء المنازل التي اصيبت او تهدمت في مراحل مختلفة من الاعتداءات الاسرائيلية، اما شبكات تصريف مياه الصرف فهي بدائية ومكشوفة فوق سطح الارض.

انشىء مخيم الرشيدية عام 1939 من قبل الحكومة الفرنسية لاستيعاب اللاجئين الارمن، وفي العام 1948 بدأ يستقبل اللاجئين الفلسطينيين، ثم توافدوا اليه بشكل كثيف عام 1964 بعد ان تم ترحيل سكان مخيم غورو في منطقة البقاع، وهذا ما دفع مسؤولي وكالة الاونروا الى توسيعه، لتعرف هذه المنطقة بالمخيم الجديد مساحته 276200 م2 ويبلغ عدد سكانه حوالى 16000 نسمة، وتصل نسبة البطالة فيه الى حوالى 40 في المئة، والباقي يعمل في الزراعة، ولا يتعدى العاملون المهنيون نسبة 15 في المئة، وتبين دراسة مفصلة عن احوال المخيم ان اكثر من 66 في المئة من سكانه يعيشون تحت خط الفقر.

في المخيم اربعة مدارس تضم حوالى 3000 تلميذ وهي: النقب، القادسية، الاقصى ونبع العسل، ويوجد في المخيم مستشفى ((بلسم)) التابع لجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني وتقدم المستشفى خدمات طبية جمة لانها تضم عيادات من مختلف الاختصاصات ويوجد في المخيم روضة، اطفال تابعة لاتحاد المرأة الفلسطينية ونادٍ رياضي، ومركز للمعاقين وكذلك عدة رياض تابعة لمنظمات لبنانية غير حكومية.

يتوزع سكان المخيم فيه بحسب قراهم ومدنهم في فلسطين، وتقدر نسبة 90 في المئة من المقيمين فيه من مدينة صفد وقضائها وحيفا وجنين.

مخيم البرج الشمالي

وصف مخيم البرج الشمالي بمخيم البؤس المليء بالامراض المستعصية، وهو يقع على بعد ثلاثة كيلو مترات الى الشرق من مدينة صور، على مساحة 135000 متر مربع، ويقطنه حوالى 17 الف لاجىء فلسطيني اصبح نحو 3000 منهم يحملون الجنسية اللبنانية بموجب قرار التجنيس الصادر في العام 1994 بعد مؤتمر الطائف.

قدم اليه الفلسطينيون من قرية عنجر في البقاع التي تعتبر مقراً للأرمن في 16 و17 كانون الثاني/يناير من العام 1955، وكان عبارة عن قطعة ارض مشاع، ومعظم سكان المخيم من منطقة الجليل (سهل الحولة) في شمال فلسطين نزحوا من مناطق الناعمة، الزوق، صفورية، لوبية، شعب، العبسية، لكساير، الحسينية، شفاعمر، ديشوم، سعسع، حطين، حواسة، صلحا، دير القاسي، عبلين، الشجرة، القيطية، معلول السمبرية.

يعتبر مخيم البرج الشمالي من افقر مخيمات اللاجئين في لبنان، ومعروف بالاكتظاظ السكاني، وباستشراء الامراض المستعصية فيه خصوصاً مرض التلاسيميا الذي يهدد حياة اكثر من ستين شخصاً، وتشكل البطالة فيه نسبة عالية، دفعت الكثير من شبابه الى المغادرة باتجاه البلدان الاسكندنافية والمانيا، ويعمل معظم ابنائه في الاعمال الزراعية.

الاعتداءات الاسرائيلية لم توفر هذا المخيم من نيرانها، فقد استهدف عدة مرات ودمرت فيه منازل كثيرة وآخر اعتداء كان في اليومين الأخيرين من عدوان تموز/يوليو حيث سقط الشهيد هيثم محمد عدوان، ويقول احد القاطنين فيه: نحن من اكثر المخيمات تقديماً للشهداء في طريق النضال الفلسطيني ونرفض ان نقدم الشهداء لحروب الازقة والزواريب، هذا الاعتداء الاسرائيلي على المخيم ايقط ذكرى المأساة المروعة في نفوس سكانه، حين قصفت اسرائيل ملاجىء المدنيين في 7/6/1982، واستشهد آنذاك نحو 125 شهيداً من سكان المخيم.

الوضع الامني

الوضع الامني داخل المخيم مستتب، وكما هو الحال في مخيم الرشيدية، فإن الحضور الاقوى هو لحركة فتح، ومسؤولها في المخيم العميد محسن الحلاق، وهي تمسك بزمام الوضع الامني وتعمل دائماً بمشاركة الآخرين في فصائل المنظمة بالتنسيق مع اللجنة الشعبية التي تتألف من عدة أعضاء غالبيتهم من حركة فتح على متابعة قضايا اللاجئين، يقابلها حضور حركة حماس ويأتي في المرتبة الثالثة الجبهتان الشعبية والديموقراطية وحركة الجهاد الإسلامي وجبهة التحرير وحزب التحرير وغيرها.

ويستنكر الأهالي بشدة سؤالنا حول وجود أصوليين أو سلفيين داخل المخيم، ويقول أحدهم إن التواجد العسكري محصور بحركة فتح وكذلك اللجنة الشعبية حيث ينتمي معظم أعضائها إلى فتح، وحماس غير ممثلة فيها بل تعمل من خلال اللجنة الأهلية التي تضم قوى التحالف وبعض المستقلين ويقول أحد مسؤولي فتح في مخيم برج الشمالي أن حركة حماس تتجنب المشاركة في أغلبية النشاطات والمشاريع التي تكون حركة فتح موجودة فيها، وأضاف ان الالتفاف الجماهيري حول فتح ما زال على حاله. ويتولى مسؤولية الحركة أبو باسل، ومسؤولية حماس محمود طه، بالإضافة إلى حضور الجبهة الديموقراطية، وحزب الشعب الفلسطيني، وجبهة التحرير الفلسطينية، وجبهة النضال الشعبـي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

أما اللجنة الشعبية التي كان يرأسها محمود بركة (أبو رياض) والمعروف عنه حسب ما أفادنا به سكان المخيم، التعاطي المنفتح مع الجوار، وقدرته على حلّ جميع الإشكالات في المخيم بحكمة وتروٍ، فقد جرى تبديله منذ حوالى شهرين، وعين مكانه غازي كيلاني، وهو يحاول تفعيل اللجنة الشعبية.

ومن أهم المشاكل التي يعاني منها مخيم البرج الشمالي، هي مسألة إعادة ترميم البيوت وعددها 483 منـزلاً بحسب كشوفات وكالة ((الانروا)). أما الخدمات الصحية فهي متدنية لأنه يوجد في المخيم عيادة لوكالة ((الانروا)) ولكنها تبقى عاجزة عن تلبية جميع المتطلبات والخدمات الصحية للاجئين، كذلك يوجد مستشفى الجليل وهو تابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ويحتوي على قسم للتوليد وستة أسرّة وتأمين الإسعافات الأولية.

ويضم المخيم أربع مدارس تابعة للأونروا تحتضن ألفي تلميذ في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة وهي: فلسطين، جباليا، الصرفند وبيت لحم.

أما وضع البنى التحتية في المخيم فقد أصبح مرضياً، بعد أن قامت ((الأونروا)) وبتمويل من الاتحاد الأوروبي بمشروع شمل مجاري للصرف الصحي لكل أنحاء المخيم، وشبكة لتصريف مياه الأمطار، وشبكة لمياه الشفة، وتم حفر بئرين إرتوازيين إضافة إلى الآبار المتواجدة.

أشهر الأحياء داخل مخيم برج الشمالي هي حي المغاربة، وحي اللوبيا وحي صفوري وأحياء الغوارنة وحي الكساير المعروف بالحي الغربي. أما أشهر العائلات فهي حمدان، الجمال، دحويش شنشيري، طه، بركة، سليمان، رحيّل.

مخيم البص

يقع مخيم البص عند المدخل الشرقي لمدينة صور، ويعود بناؤه إلى عام 1939 حيث انشىء لاستيعاب الأرمن بمبادرة من الحكومة الفرنسية، ثم عاد وتحول إلى مخيم للاجئين الفلسطينيين. ساعده موقعه الجغرافي على إعطائه حياة مختلفة عن باقي المخيمات، فهو متداخل مع مدينة صور، إضافة إلى أن مستشفى صور الحكومي موجود في وسطه وكذلك انتشار المحال التجارية الفلسطينية على طول مدخله بعد حاجز الجيش اللبناني، وهو المخيم الوحيد في لبنان الذي تتواجد في داخله قوة للجيش اللبناني لتدير المستشفى الحكومي، وله مدخلان رئيسيان.

الوضع السياسي

تتفاوت نِسب حضور الفصائل والأحزاب الموجودة داخل المخيم، بين حضور قوي وآخر هامشي، وتتصدر حركة فتح الأولوية بالإمساك بالمخيم ولها حضور هام في اللجنة الشعبية التي تضم ممثلين عن فصائل منظمة التحرير الفلسطينية. ويسجل حضور سياسي لحركة حماس والجبهة الديموقراطية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة العربية وجبهة التحرير وجبهة النضال وحركة الجهاد الإسلامي والصاعقة وحزب الشعب وحزب التحرير وأنصار الله. وتسود حالة من الفتور والتشنج بين فتح وحماس، تزداد كلما اشتدت الأحداث التي تجري داخل فلسطين.

الظروف المعيشية

يعيش عدد كبير من العائلات داخل مخيم البص في ظروف صعبة بعد توقف المخصصات منذ أشهر لمئات العائلات والمتفرغين. ويعمل معظم أبناء المخيم بالبناء والزراعة والتجارة ويعتمد البعض على تحويلات المغتربين لهم.

في المخيم أربع مدارس ابتدائية ومتوسطة تابعة لـ ((الاونروا))، تضم حوالى 1600 تلميذ. كذلك يوجد مستوصف تابع لجمعية الهلال الأحمر ومستوصف وعدد من المراكز الصحية والتربوية والرياضية والاجتماعية.

نشأته - عائلاته

أنشىء المخيم عام 1951 وسكانه من لاجئي العام 1948، وهم من قرى وبلدات شمال فلسطين، وبشكل خاص قضاءي حيفا وعكا (ميعار، الدامون، أم الفرج، النهر وغيرها). أما أبرز العائلات فهي: زيداني، أبو علي والحاج (الدامون)، طه وميعاري (ميعار)، أحمد وموسى وعطية (النهر)، سالم وعبد العال والقط (أم الفرج)، أبو داهش (حيفا) وكذلك الجمل وكنعان وأبو صهيون وغنيم ومرعي وسلام ورشيد.

البنى التحتية

منذ مدة، تم تأهيل الجزء الأكبر من المخيم بشبكة مياه شفة ومياه أمطار وشبكة صرف صحي، وتم تزفيت شوارع المخيم، وتقوم الأونروا بتنفيذ هذا المشروع بتمويل من الاتحاد الأوروبي. أما طرقات المخيم فهي اكبر مساحة وأكثر تنظيماً من طرقات المخيمات الأخرى، ويتم الآن، دراسة مشروع إعادة بناء مستشفى فلسطين الدائم الذي يعرف باسم مستشفى الخليل.

فرن القسطل

أدى هذا الفرن دوراً كبيراً خلال عدوان تموز/يوليو 2006، حيث كان يقوم بتزويد منطقة صور وتوابعها بمادة الخبز، اذ كان الصليب الأحمر الدولي يزوّده بمادتي الطحين والمازوت.

مخيم برج البراجنة

يقع مخيم برج البراجنة في الضاحية الجنوبية من بيروت بالقرب من مطارها الدولي، انشىء عام 1948 من قبل الصليب الاحمر الدولي ليقيم فيه لاجئون فلسطينيون نـزحوا من قرى الجليل وبشكل خاص من الكويكات وشعب وترشيحا والكابري، والباقون من قرى قضاء عكا ومحيطها.. يقطنه حوالى 17 الف نسمة، بالاضافة الى ستة آلاف لاجىء يقطنون في محيط المخيم.

مخيم البرج كباقي المخيمات، يشكو من الحرمان وتردي الرعاية الصحية، وتقليص خدمات الاونروا، فهي (على سبيل المثال) لا تغطي سوى ثلث تكلفة عملية الديسك، اما الامراض السرطانية، فهي خارج التغطية، وتساهم جمعية الرعاية الصحية (بحصة) بتغطية عشرة في المائة من تكلفة العمليات الجراحية.

تقدر نسبة البطالة في مخيم برج البراجنة بحوالى 55 في المئة في حين يعيش اكثر من ستين في المئة من ابنائه تحت خط الفقر، ويقول احد العاملين في القطاع العام واتحاد نقابات عمال فلسطين: يعمل ابناء المخيم بشكل رئيسي في قطاع البناء ومشتقاته من (ادوات صحية، كهرباء، بلاط، دهان)، بالاضافة الى اصحاب الدكاكين والبسطات والعربات وكذلك العاملون في الاونروا والهلال الاحمر و(المتفرغون في صفوف الثورة).

ويختلف حضور حركة (فتح) في مخيم برج البراجنة عما هو في مخيم (الرشيدية) حيث هي القوة الوحيدة، ويصف احد القيمين المحايدين على المخيم بأن حركة (فتح) قوية بين عدة قوى بارزة ايضاً فيه كالجبهة الديموقراطية والجبهة الشعبية – القيادة العامة، ولا وجود لحركات اسلامية في المخيم حالياً سوى (حماس) و(الجهاد الاسلامي)، ويضيف، انه في النصف الثاني من الستينيات لمع نجم (فتح) كتنظيم ابرز مع الصاعقة والجبهة الديموقراطية وقوات التحرير الشعبية والجبهة الشعبية – القيادة العامة، وبعد الاجتياح الاسرائيلي عام 1982، تشكل اطاران سياسيان: منظمة التحرير وجبهة الانقاذ، ولكن بين العامين 1988 و2000 كان حضور (فتح) غير علني وغير مؤثر، على غرار تحالف الفصائل والاطار المشترك للجبهة الديموقراطية والجبهة الشعبية.

ويوجد في المخيم 7 مدارس إعدادية وابتدائية ومدرسة ثانوية واحدة. وللأونروا مركز صحي واحد ويبلغ معدل الحالات التي يستقبلها 115 مريضاً يومياً، ومركز تدريب للنساء، وتقدم المنظمات غير الحكومية العاملة في المخيم خدمات تدريببية وصحية ورياض اطفال، والجمعيات هي: جمعية أسر الشهداء الفلسطينية، جمعية النجدة، جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني، اتحاد المرأة الفلسطينية، مؤسسة غسان كنفاني.

ويعاني سكان المخيم من شح المياه، والاكتظاظ السكاني، وتردي البنى التحتية وبشكل خاص شبكة تصريف المياه، وضيق الطرقات التي تحولت الى زواريب صغيرة، وقد قامت اليونيسف (صندوق رعاية الطفولة التابع للامم المتحدة) بإنشاء خزانين للمياه لمد المخيم بمياه الشفة ومياه الاستخدام.

تتوزع المساكن في المخيم تبعاً لأسبقية الهجرة من فلسطين، فقد سكن اهالي ترشيحا وهم اول الوافدين في خط يمتد من شمالي المخيم وحتى جنوبه بمحاذاة الشارع العام الذي يفصل المخيم عن منطقة برج البراجنة، وتلاهم اهالي الكابري وكويكات والشيخ داود والقرى الاخرى، وذلك في فترات زمنية متقاربة، فقد وصلوا الى المخيم مجموعات متتالية، وقد بنى الاهالي مساكنهم وفقاً للانتماء القروي، فحرصت كل قرية على ضم عائلاتها في مساكن متجاورة حتى بدا المخيم وكأنه مجموعة من القرى الفلسطينية الصغيرة لها احياؤها وحاراتها وأزقتها، ولم يقتصر التضامن على السكن، بل شمل العلاقات العائلية والطائفية، وكل مجالات الحياة الاخرى الموروثة من فلسطين، والتي حملها السكان معهم الى المخيم، ومن ضمنها العادات والتقاليد والانقسامات السياسية والنـزاعات الحزبية والتناقضات الاجتماعية.

مخيم شاتيلا

يقع مخيم شاتيلا في قلب العاصمة بيروت، عند الطرف الشرقي للمدينة الرياضية، وبالقرب من منطقة السفارة الكويتية، وتبلغ مساحته حوالى 1400 متر مربع وتعداد سكانه حوالى 17 الف نسمة، منهم عشرة آلاف فلسطيني وسبعة آلاف لبناني وسوري.

انشىء المخيم عام 1949 من قبل اللجنة الدولية للصليب الاحمر ليأوي المئات من اللاجئين الذين قدموا من الجليل في شمال فلسطين عام 1948.

يعاني المخيم من الكثافة السكانية المتزايدة وهي ازمة بحد ذاتها، وبحسب احصائيات الاونروا، كان يسكن المخيم في بداية الثمانينات حوالى 7500 نسمة، وازداد هذا العدد تدريجياً ليصل الى 17.000 نسمة، وعلى المساحة الجغرافية نفسها، وهذا التـزايد اللافت احدث عدة مشاكل هامة ابرزها الخلل في البنية الفوقية، من ناحية عدم صلاحية المنازل المأهولة التي لا تصلها اشعة الشمس ولا الهواء مما يتسبب بأمراض صدرية منها الربو والحساسية بالاضافة الى الامراض الجلدية. وهذا الاختناق السكاني ادى الى وجود مشاكل بيئية كبيرة، منها انتشار الحشرات والقوارض بسبب كثافة النفايات التي تتجمع بين البيوت وفي الازقة الضيقة، ولعل الخطر الاكبر يكمن في شبكات المياه الظاهرة للعيان والتي تنتشر على الجدران وفوق الارض فتختلط مع الاسلاك الكهربائية وتشكل خطراً على السكان.. اما شبكة المجارير والصرف الصحي، فهي لم تعد تستوعب المياه المبتذلة لانها لا تتناسب مع الحجم السكاني، الامر الذي يجعل الروائح الكريهة تنبعث في الازقة.

وتصل نسبة البطالة في المخيم الى حوالى 55 في المئة، بالرغم من ان موقع المخيم الجغرافي في قلب العاصمة، ساعد في وجود فرص عمل اكثر من باقي المخيمات.

تعرض المخيم الى الكثير من الكوارث خلال الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982 وشهد واحدة من ابشع المجازر في ايلول/سبتمبر من العام نفسه، كما شهد حرب المخيمات حيث كان من نتائجها التدمير شبه الكلي للمخيم وتهجير الكثير من ساكنيه ثم شهد المخيم تغييراً في التوزيع الديموغرافي حيث قدم اليه بعض القاطنين في مخيمات اخرى في مقابل ترك عائلات كبيرة المخيم وشرائهم منازل في المشروع السكني الذي يعود لرجل الاعمال الفلسطيني داوود العلي في منطقة وادي الزينة.

يوجد في مخيم شاتيلا مركز صحي واحد، يستقبل حوالى 55 مريضاً يومياً اضافة الى خدمات الاونروا الخجولة وعدد من المنظمات غير الحكومية مثل النجدة الشعبية وبيت اطفال الصمود والاغاثة النرويجية، وجمعية الهلال الاحمر الفلسطينية، حيث تقدم خدمات صحية ومساعدات مالية وتقيم رياضاً للاطفال وأنشطة صيفية.

وقد استقبل مخيم شاتيلا حوالى مئة واربعين عائلة نازحة من مخيم نهر البارد توزعت على المنازل والمدارس.

مخيم صبرا

منذ العام 1969 اطلق على المنطقة الممتدة من محلة الدنا حتى بئر حسن قرب المدينة الرياضية اسم منطقة صبرا وشاتيلا، وبعد العام 1982 حصل فرز سكاني جديد لفلسطينيي المخيم مما ادى الى خروج عدد من الفلسطينيين منه كما تكرر هذا الامر في العام 1985 اثر المعارك التي وقعت بين حركة امل والفلسطينيين حيث دمرت اجزاء كبيرة من المخيمات ومنها مخيم الداعوق الذي كان يتواجد فيه حوالى 380 اسرة، وفي العام 1993 بدأ عدد من هؤلاء بالعودة الى منطقة صبرا وجوارها، حيث يوجد في داخلها تجمعان اساسيان للفلسطينيين: الاول ضمن حي الداعواق ويتواجد فيه نحو 240 عائلة، والثاني يطلق عليه اسم مباني غزة، وهي عبارة عن ثلاثة مبان كانت في الاصل عبارة عن مشروع بناء لمستشفى غزة وسكنها الفلسطينيون الذين لجأوا من تل الزعتر، شاتيلا، برج الشمالي، عين الحلوة، نهر البارد، وأطلق على هؤلاء شتات فلسطينيي لبنان وهم من يافا، صفد، حيفا، سعسع، علما، صفوري، الذوق، الخالصة والناعمة، وينتمون الى العائلات التالية: خليل، مرعي، الشرقاوي، عبدالحليم، الياسير، عبدالرازق، السرساوي، حمزة، فريحة، القاضي، يوسف، الحاج.

ويبقى هاجس العائلات الفلسطينية التي تقيم على تلك الرقعة، انه غير معترف بوجودها قانونياً لأن الارض غير مستأجرة من قبل الاونروا، لذلك لا يحصل هؤلاء على تعويضات او بدائل للسكن.

مخيم مار الياس

يقع المخيم الى الجنوب الغربي من العاصمة بيروت، تأسس سنة 1952 من قبل رهبانية مار الياس لاسكان اللاجئين الفلسطينيين الارثوذكس القادمين من الجليل شمال فلسطين، تبلغ مساحته حوالى خمسة آلاف متر مربع، وتقيم فيه حوالى 330 عائلة أي ما يقارب 1650 نسمة.

يحده منطقة وطى المصيطبة من الشرق وأوتوستراد حبيب ابي شهلا من الغرب وكنيسة مار الياس من الشمال وبئر حسن من الجنوب.

بعد ان توزع قاطنو المخيمات التي هدمت في جسر الباشا والنبطية وتل الزعتر على باقي المخيمات، ومن ضمنها مخيم مار الياس الذي اصبح مزيجاً من الديانات المختلطة بعد ان كانت الغالبية الساحقة من المسيحيين، بالاضافة الى الاجتياح الاسرائيلي عام 1982، وحرب المخيمات التي وقعت ما بين عامي 1985 و1987 والتي ادت الى تهجير عائلات فلسطينية الى مخيم مار الياس، ويبلغ عدد العائلات الفلسطينية المسيحية في مخيم مار الياس حالياً 21 عائلة بعد ان هجر قسم كبير منهم الى كندا وأميركا والنرويج والخليج.

وصف المخيم بأنه يشكل عاصمة سياسية وإعلامية للفلسطينيين بسبب وجود مراكز ومقرات لمعظم الفصائل فيه، ويضم مكاتب اساسية للجبهة الشعبية، الجبهة الديموقراطية، فتح الانتفاضة، فتح المجلس الثوري، فتح عرفات، الصاعقة، القيادة العامة، جبهة النضال والمجلس الثوري ويطغى على المخيم الجو اليساري الوطني حيث ينعدم أي اثر للحركات الاسلامية المتطرفة.

ابرز ما يميز مخيم مار الياس عن غيره من المخيمات، الهدوء الامني، وعدم الظهور المسلح، وعدم وجود للجيش اللبناني حوله، ويقول احد اعضاء اللجنة الشعبية، ان المخيم يتمتع بعدة ايجابيات منها شبكة الكهرباء التي تم اعادة تأهيلها عام 1999 وتوافر المياه من بئرين ارتوازيين حفرهما المجلس الثوري واليونيسف وصلاحية المجاري وشبكة للهاتف الثابت.

ولا تختلف نسبة البطالة داخل مخيم مار الياس عن باقي المخيمات، فهي تصل الى اكثر من خمسين في المئة.

يضم المخيم عدداً كبيراً من المؤسسات الاجتماعية منها ((مركز التنمية الانسانية))، ((مركز شاهد)) التابع لحماس، و((المنظمة الفلسطينية لحقوق الانسان))، و((مجموعة عائدون)) و((مؤسسة غسان كنفاني)) التي تضم روضات للأسوياء وأخرى لتأهيل ذوي الحاجات الخاصة، ومركز التدريب والمعلومات لرياض الاطفال، وبيت اطفال الصمود، وروضة ((انعاش المخيم)).

يوجد في المخيم مدرسة واحدة تديرها وكالة الاونروا وهي مدرسة الكابري المختلطة وتضم اكثر من 300 تلميذ، اما المستوصفات فعددها اثنان، الاول للهلال الاحمر الفلسطيني، والثاني تابع لوكالة الاونروا ولا يؤمن سوى الحد الادنى من الخدمات.

مخيم ((ويفل)) الجليل

وصف مخيم الجليل في بعلبك بأنه اصغر المخيمات الفلسطينية في لبنان، سمي باسم الجنرال الفرنسي ((ويفل))، وكان في الاساس اسطبلاً للخيل من مخلفات الانتداب الفرنسي، يقع المخيم عند المدخل الجنوبي لمدينة بعلبك وهو عبارة عن ثكنة عسكرية فرنسية لها ثلاثة مداخل، ويطوقها سور عال ثم تحولت هذه الثكنة الى مخيم للاجئين الفلسطينيين عام 1948 يبعد عن مدينة بيروت حوالى 90 كلم الى الشرق منها.

تبلغ مساحة المخيم حوالى 43500 متر مربع، ويقدر عدد القاطنين فيه بـ 7600 لاجىء، معظمهم من الجليل الاعلى في فلسطين، وتحديداً من بلدات صفورية، لوبية والياجور، لكن الضغط الاقتصادي، وتقليص خدمات الاونروا وندرة فرص العمل جعلت الكثير من شبان هذا المخيم يبحثون عن اتجاه آخر فوجدوا ان الطريق المفتوح امامهم هو المانيا والسويد والدانمارك، فرحلوا لتـأمين لقمة عيشهم، تاركين وراءهم الاطفال والمتقدمين في السن حتى قيل عنه انه مخيم العجائز والاطفال وعرف عن حياة اللاجئين ومعاناتهم في هذا المخيم بأنها الأسوأ بين جميع اللاجئين في لبنان، بسبب الطقس البارد جداً خلال فصل الشتاء وبسبب الاوضاع السكنية الرديئة والاكتظاظ السكاني الهائل.

القوى السياسية

تتنوع القوى السياسية داخل مخيم الجليل، ويتواجد فيه احد عشر تنظيماً هي حركة فتح، حماس، الجبهة الشعبية، الجبهة الديموقراطية، القيادة العامة، فتح الانتفاضة، الجهاد، الصاعقة، حزب الشعب، جبهة التحرير الفلسطينية، جبهة النضال. وفي المخيم لجنة شعبية تضم ممثلاً عن كل تنظيم، ويقول احد اعضائها، ان دور اللجنة محدود لأن التنظيمات لا تولي اللجنة الشعبية اهتماماً لكي تؤدي دوراً فعلياً في تطوير المخيم، وقد اعطيت دور متابعة اوضاع البنى التحتية والعلاقة مع الاونروا ومع الاجهزة الرسمية اللبنانية.

فتح – حماس

يسود التوتر دائماً بين حركتي فتح وحماس، وتتنافس الحركتان على قوة اثبات وجودهما، وتقول حركة فتح انها تشكل نصف المخيم وانها أم الصبي داخله كما هو الحال داخل فلسطين، ويؤكد مسؤولون في حماس انهم الاكثر تقديمات للخدمات، وعطاءً على الارض، ويشيرون الى ان لا مشكلة سياسية لهم مع احد ما عدا الفريق الانقلابي داخل حركة فتح، وهو غير موجود داخل المخيم، مع الاشارة الى ان حركة حماس لم تفتح مكتباً لها في المخيم حتى الآن، ويتردد انها اشترت بناء من اجل تحويله الى مركز لها، وتقول حركة فتح انها تؤدي دور الحاضن لابناء المخيم، وهي تقدم مساعدات نقدية شهرية لمناصريها، والمنضوين تحت لوائها، بالاضافة الى تقديم خدمات صحية للمرضى المصابين بأمراض مستعصية كالسرطان، والقلب المفتوح وغسيل الكلى.

مساعدات اجتماعية

برز في المخيم مشروع بلال بن رباح وجمعية الاصلاح الخيري، وقد اهتم بهذا المشروع لجنة الجامع، وهي تأخذ على عاتقها مهمة تقديم المساعدات الاجتماعية الواردة من دار الفتوى ومن جمعيات اسلامية على الفقراء والمحتاجين، وقد انشأت اللجنة مستوصفاً ودار حضانة وهي تقيم دورات لحفظ القرآن الكريم.

المخيمات غير الرسمية

تركز هذا النوع من المخيمات في منطقتي صور والاحياء الشرقية لمدينة بيروت، وأهم هذه المخيمات:

المعشوق: يقع في منتصف الطريق بين مخيم البص والبرج الشمالي وعلى بعد 2.5 كلم الى الشرق من مدينة صور.

شبريحا: انشىء في العام 1948 بمحاذاة الطريق الدولي بتشجيع من آل الخليل، ويبعد 5 كلم الى الشمال من مدينة صور.

القاسمية: انشىء هذا المخيم في مطلع خمسينيات القرن الماضي الى الشمال من مدينة صور وعلى بعد 14 كلم منها.

كفربد (ابو الاسود): يقع الى الشمال من مدينة صور، على بعد 16 كلم منها، وعلى مقربة من الطريق الدولي، ويتألف من تجمعين متقاربين هما ابو الاسود وجمجيم.

عدلون ((العُرش)): انشىء عام 1952، يبعد عن مدينة صيدا 22 كلم، اذ انه يقع في منتصف الطريق بينها وبين مدينة صور.

شحيم: يقع في وسط مدينة شحيم الواقعة في اقليم الخروب وعلى مسافة 30 كلم من مدينة صيدا، انشىء عام 1950.

المخيمات الهامشية

وهي مخيمات الامر الواقع والتي نشأت بشكل عفوي كحل مؤقت نتيجة عدم كفاية مساحة المخيمات الرسمية او بسبب تدمير بعض المخيمات، يبلغ عددها 13 مخيماً تقع الى جانب المخيمات الرسمية او الاحياء الشعبية الفقيرة وهي موزعة على المحافظات اللبنانية على الشكل التالي: الجنوب 8، بيروت 3، طرابلس 2، وهي:

جل البحر: انشىء عام 1954، يقع على الشاطىء الشمالي لمدينة صور وعلى بعد اقل من كلم واحد منه.

البرغلية: انشىء خلال النصف الاول من خمسينيات القرن الماضي الى جوار قرية البرغلية الواقعة على بعد 8 كلم الى الشمال من مدينة صور وعلى بعد اقل من كلم واحد من مخيم القاسمية.

الواسطة: يقع على بعد كلم واحد الى الشمال من مخيم القاسمية على مقربة من نهر الليطاني، انشىء خلال النصف الثاني لعقد خمسينيات القرن الماضي.

العيتانية: يقع على بعد كيلومتر واحد الى الشمال من المخيم السابق.

السكة (صيدا): انشىء عام 1976، وسمي هذا المخيم بالسكة نسبة الى خط سكة الحديد الذي انشىء المخيم في حرمه.

البركسات (صيدا): انشىء عام 1975 من مهجري مخيم النبطية وتل الزعتر.

بستان اليهودي (صيدا): بلغ عدد سكانه 1.210 نسمة يشكلون 212 عائلة.

الهمشري (صيدا): انشىء عام 1985 بعد تهجير سكان مخيمات بيروت وصور؟

غزة: يقع في ضاحية صبرا وعلى مقربة من مخيم شاتيلا في بيروت. انشىء عام 1983.

الطريق الجديدة: يتألف هذا المخيم من عدة ابنية منفصلة يشغلها المهجرون في الطريق الجديدة حيث بقايا مخيم الداعوق.

مخيم الارامل: يقع الى جوار مخيم البداوي، انشىء عام 1976.

المهجرون (نهر البارد): انشىء هذا المخيم عام 1976 الى الشمال من مخيم نهر البارد.

المخيمات المدمرة

يقول الدكتور حسين علي شعبان في كتابه ((المخيمات)) الفلسطينية في لبنان، أن جميع الحروب والمجازر التي استهدفت الفلسطينيين في لبنان، كانت المخيمات هدفها وموضوعها في آن. أما المخيمات التي أزيلت فيمكن تصنيفها إلى رسمية وغير رسمية وهي على الشكل التالي:

المخيمات الرسمية

وهي أربعة مخيمات تناوب على تدميرها كل من الآلة العسكرية الإسرائيلية وبعض الميليشيات اللبنانية. وكان مخيم النبطية أول المخيمات التي تعرضت للإزالة بعد ان دمرته الطائرات الحربية الإسرائيلية في العام 1974. ومع بداية الحرب الأهلية عام 1975 قامت الميليشيات المسلحة للأحزاب اليمينية بتهجير اللاجئين الفلسطينيين من مخيم ضبيه، وفي عام 1976دمرت الميليشيات عينها مخيم جسر الباشا بعد ان اضطر سكانه إلى مغادرته ولجوئهم إلى مخيم الدكوانة (تل الزعتر) الذي كان أكبر مخيمات جبل لبنان. وأثناء الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982 تم إزالة مخيم المية ومية في منطقة صيدا.

المخيمات غير الرسمية والهامشية التي أزيلت أو دمرت

8 مخيمات وفق التسلسل الزمني لتدميرها: المسلخ، النبعة، برج حمود، حرش شاتيلا، الحي الغربي لمخيم شاتيلا، الداعوق، الشواكير – صور، رأس العين – صور..

التجمعات

قامت هذه التجمعات في الغالب في مناطق بعيدة عن المدن حيث كانت أسعار الأراضي متدنية، كما أنها قامت في مناطق يشعر اللاجئون الفلسطينيون فيها بنوع من الأمان بفعل خصائص التوزيع السكاني في لبنان. وبلغ عدد هذه التجمعات خمسة وهي من الجنوب إلى الشمال:

الغازية: يقع على الطرف الجنوبي لمدينة صيدا، وعلى بعد 3 كلم منها.

وادي الزينة: يقع إلى الشمال من مدينة صيدا. وعلى بعد 7 كلم منها.

الناعمة: يقع على بعد 14 كلم إلى الجنوب من مدينة بيروت.

برالياس: يقع هذا المخيم بمحاذاة طريق بيروت – دمشق الدولي، وعلى مسافة 3 كلم من بلدة شتورا البقاعية. أنشىء المخيم في مطلع الخمسينيات.

تعلبايا: يقع على الطريق الدولي الذي يصل بلدة شتورا بمدينتي زحلة وبعلبك وعلى بعد 2 كلم من بلدة شتورا.

لوحة متشابكة

ثم التقت ((الشراع)) مدير مكتب الخدمات الصحافية والإعلامية في منظمة التحرير الفلسطينية هشام دبسي الذي قال:

نحن أمام لوحة فيها تشابك بين السياسات المعتمدة تجاه المخيمات، أي ان المخيمات لم تختر مصائرها بنفسها، بل هذه المصائر كانت حصيلة سياسات مركبة ومعقدة لها استهدافات، منها متعلق بوضع اللاجئين ومصيرهم ومستقبلهم وتطبيق حق العودة، ومنها استهدافات لها علاقة بجملة السياسات المطبقة في لبنان على مدار السنوات السابقة. ونحن كفلسطينيين، لا نريد شيئاً من طرف على حساب طرف آخر، بل نريد إجماعاً لبنانياً حول قضيتنا، لأنه إذا انقسم اللبناني حولها ستصبح حينها هذه القضية في مهب الريح، وبهذا الأمر نتعامل مع الشرعية اللبنانية بمكوناتها الثلاثة، رئاسة الجمهورية، ورئاسة مجلس النواب ورئاسة مجلس الوزراء، ولا نستطيع التقدم في قضايا جوهرية وأساسية إذا لم يكن هناك إجماع للشرعية اللبنانية بكل مكوناتها. هذا الموضوع له علاقة بفلسفتنا الجديدة للعلاقات الفلسطينية – اللبنانية التي تقوم على علاقة بين شرعيتين: منظمة التحرير كممثل شرعي للفلسطينيين والسلطة اللبنانية بكل مكوناتها بغض النظر عن الأفراد، لأن المسألة تعني لنا الموقع الشرعي بالدرجة الأولى، وبهذا المعنى، الفلسطيني انسحب بالكامل من سياسة التحالفات القديمة بأن يكون في جبهة وطنية أو تحالف مع طرف في مواجهة طرف. أما بالنسبة للمعاناة المختلفة التي يعيشها أهلنا في المخيمات، فقد سبق وقلنا في ورقة العمل حول واقع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان أن الحياة في المخيمات هي أكبر نموذج يصلح للكتابة الفضائحية من قبل الإعلاميين، فضلاً عن كونها موضوعاً ملحاً أمام الباحثين الجادين عن مخرج، بينما لسان حال اللاجىء في المخيم يتحدث عن العودة إلى الوطن ولا يستطيع مقاومة أي عرض للهجرة إلى حيث يمكن احترام حقوق الإنسان.

المصدر: مجلة الشراع 3/9/2007، 10/9/2007، 17/9/2007، و24/9/2007.

تعليقات: