تزوير وكالات وسرقة عقارات «والقضاء يغض النظر»


في لبنان كل شيء ممكن، يجوز أن يصل عمر أحدهم إلى 141 عاماً وتكون في ذمته وكالة بيع عقارية في الـ2011، يجوز أن تغض الدولة النظر عن وكالات مزورة وتضيّع بهذا الإهمال الممنهج أرضاً بمساحة 9467 مترا مربعاً على أصحابها، الذين كل ذنبهم أنهم تركوا أملاكهم وهاجروا إلى أميركا منذ زمن، من دون أن يعلموا بأن لبنان بلد السمسرات سيبتلع حقوقهم ويجعلهم في عداد مجهولي الإقامة.

قصتنا اليوم من قرية تقع في خاصرة البقاع الغربي، في جب جنين، حيث اكتُشف مصادفة أن هناك أملاك عقارية للبنانيين مغتربين تتم السيطرة عليها بطرق ملتوية، ووكالات ملكية وبيع مزورة.

في الإفادة العقارية للعقار 703 - جب جنين نرى أن هذا العقار يتقاسم ملكيته كل من يوسف طعمة اسطفان وشقيقه جرجس طعمة اسطفان اللذان يملكان الحصة الأكبر من العقار ( 1600 سهم )، ومالك ثالث (600 سهم)، و مالك رابع (200 سهم).

ونرى على العقار نفسه إشارة إلى أن عقد بيع من قبل الشقيقَين اسطفان لمصلحة م. ج. الع. بتاريخ 23/11/2011 ، وذلك بموجب وكالات مزورة، بحسب ما تؤكد مصادر محلية لـ"ليبانون ديبايت".

إذ أنه وبالعودة لسجلات الشقيقَين، نرى أن يوسف طعمة اسطفان هو من مواليد 1877 أي يبلغ من العمر حاليا 141 عاما، وجرجس طعمة اسطفان من مواليد 1894 أي يبلغ من العمر 124 عاما.

وقد نظم عقد بيع على حصتي هذين الشخصين بموجب وكالة مسجلة لدى كاتب عدل ولاية كانساس بتاريخ 19/10/2010 لـ م. أ. ا. بصفته وكيلا عن كل من يوسف وجرجس لمصلحة م. ج. الع.

تشكك المصادر بهذه العقود وتؤكد أن الوكالة التي تم عقدها في أميركا مزورة بالتعاون مع الجهات المعنية اللبنانية، وتم تنفيذ وكالة أخرى في لبنان وعقد بيع في الـ2011 تمت الإشارة إليهما بالصحيفة العقارية المتعلقة بالعقار 703.

كيف اكتُشفت القضية؟

بالصدفة اكتشفت عملية التزوير الحاصلة، وذلك بعد تبليغ المالكيين بدعوة إزالة الشيوع، إذ يسمح القانون إذا كان العقار مملوك من أكثر من فريق أن يتقدم احدهم بإزالة الشيوع ليقوم بملكية أحدهم.

وتم التنبه إلى أن هناك تناقض بين ما يقوله أصحاب الوكالات المزورة بأن الشقيقين اسطفان مجهولي الإقامة وبين إشارة البيع الموجودة على العقار 703 في الـ2011.

إذ أنه لتسيير المعاملة، وبحسب المصادر، غُضّ النظر عمّا قام به أصحاب الوكالات المزورة للاستحصال من مختار القرية على إفادة بأن الشقيقين اسطفان ليسا متوفيَين بل هما مجهولي محل الإقامة. لأنه في حال القول أنهما متوفيَين يكون المستفيدين مضطرين للقيام بحصر إرث، وهذا ما لا يريدون فعله كون السجلات تبين أن ليوسف 11 ابن وابنة هم : سليم، بشارة، موسى، جوزيفين، أديب، ذيبة، طعمة، اجيا،حنا، اطفان، ويعقوب، ولجرجس ابنة وابن، هما أجني وعساف.

وهكذا يكون الع. حكما المستفيد من المزاد العلني، ويحصل على ثمن أملاك الشقيقَين اسطفان من المحكمة بعد شراء حصة الشقيقَين في المزاد العلني، ويكون الع. بذلك شرّع وضعه مئة في المئة.

وحاول سعاة الخير مراراً وتكرارا الضغط على المعنيين في القضية سواء في السجل العقاري، أو الموظفين وقلم المحكمة... لتبليغ المالكين اسطفان عبر السفارة كونهم موجودين في أميركا وإن كانوا قد توفيوا فلديهم ورثة، وهذا ما يؤكده أقاربهما في جب جنين، وكان جواب المعنيين دوما "طنشو".

وحاول سعاة الخير التأكد من كاتب العدل في لبنان، إلا أنه لا يستطيع معرفة ما إن كانت الوكالة التي وصلته مزورة كونها جاءته من السفارة في أميركا، ومرّت على وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية.

كما حاول سعاة الخير جاهدين لفت نظر القاضي المنفرد لدى محكمة التنفيذ في جب جنين الذي تجري لديه معاملة التنفيذ، إلى أن هناك مشكلة كبيرة قد يخسر إزاءها أشخاص لأملاكهم الخاصة بموجب وكالات وعقود بيع مزورة، إلا أنه لم يتجاوب ولم يقم بطلب سجلات الشقيقين اسطفان من وزارة الداخلية.

إلى ذلك، تم أرسل لائحة جوابية أولى لرئيس دائرة التنفيذ في جب جنين في تاريخ 15/2/2018 ، تشرح ملابسات القضية وإشارات الاستفهام التي تحوم حولها، إلا أن باقي الأفرقاء لم يتبلغوا بهذه اللائحة حتى أن الموظف المعني لم يبلغهم بها.

علماً أن الوقت يمرّ والمزاد العلني الذي ستُسرق فيه أملاك الشقيقَين اسطفان سيتم إجراءه في الـ20 من آذار الجاري، والخطورة تكمن وفق المصادر في أن إشارة البيع بموجب وكالات مزورة موجودة على عقارات أخرى للشقيقين اسطفان أبرزها العقار 704 المجاور للعقار 703. ما يعني أن المزورين لديهم النية لسحب عملية البيع المشبوهة نفسها على باقي عقارات يوسف وجرجس اسطفان.

يضع "ليبانون ديبايت" هذه القضية برسم المعنيين من القضاء اللبناني، ويطالبهم بالتحرك الفوري، وتأجيل المزاد العلني المنوي إجراءه الثلاثاء المقبل، أقلها لفترةٍ زمنية قصيرة يتم التأكّد فيها من صحّة الوكالات وعقود البيع المتعلقة بالعقار 704 – جب جنين بالطرق القانونية المرعية الإجراء.

* المصدر: ليبانون ديبايت

تعليقات: