الجنوب 3: المستقبل والقوات يسعيان لتوحيد لائحة المعارضة

رست الترشيحات في دائرة الجنوب الثالثة على 58 مرشحاً (علي علوش)
رست الترشيحات في دائرة الجنوب الثالثة على 58 مرشحاً (علي علوش)


رست الترشيحات في دائرة الجنوب الثالثة (النبطية- مرجعيون وحاصبيا- بنت جبيل) على 58 مرشحاً بينهم 3 نساء فقط. ويبدو أنّ هذه الدائرة ستشهد تشكيل أكثر من ثلاث لوائح للانتخابات النيابية المقبلة. وإذا كان من الثابت إلى حد الساعة خوض الثنائي الشيعي هذه الانتخابات بلائحة موحّدة، فالقوى المعارضة للثنائي ما زالت تُراوح مكانها بين الإنقسامات وزحمة المرشحين، رغم أنّ ضراوة المعركة تفرض على تلك القوى توحيد الصف والانطلاق في الحملة الانتخابية. لكن الواقع يشي بعكس ذلك، إذ يبدو من الصعب توحيد جميع القوى المعارضة للثنائي الشيعي. فعدا عن الإنقسامات التي تشهدها قوى اليسار، هناك شبه استحالة في التوافق مع قوى مثل تيار المستقبل أو القوات اللبنانية، رغم أن ظروف المعركة تقتضي توحّد الجميع لإحداث خرق.

جديد هذه الدائرة قيام المستقبل والقوات والمرشح المستقل الياس أبو رزق بمساعٍ لتوحيد قوى المعارضة. فوفق ما يقول عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل زياد ضاهر، لـ"المدن"، ما زالت التحالفات على غرار جميع المناطق غير مبلورة، لكن المستقبل ينسّق مع جميع القوى التي تعمل على بلورة موقف ضد حالة الهيمنة الموجودة في المنطقة. بالتالي، التحالفات مفتوحة على الجميع باستثناء الثنائي الشيعي. وحول إمكانية تشكيل لائحة موحدة لجميع قوى المعارضة، يشير ضاهر إلى أنّ الأمر خارج قدرة المستقبل في دائرة تعتبر من أكبر الدوائر في لبنان. لكن هناك مساعي لتشكيل لائحة واحدة والمسؤولية مشتركة عند الجميع في هذا الشأن، لاسيما أن لهم مصلحة في التوحد طالما أن العنوان الأساسي للمعركة، بالإضافة إلى تنمية هذه المناطق المحرومة وتحسين مستوى الخدمات فيها، هو كسر حالة الهيمنة الموجودة منذ توقيع اتفاق الطائف.

على الخط نفسه تعمل القوات، التي تعتبر مصادرها أنّ دوائر الجنوب قد تكون من الدوائر الوحيدة التي ستشهد تحالفاً بين القوات والمستقبل، إلى جانب جميع القوى السياسية الموجودة في المنطقة. فتحالف القوات والمستقبل من شأنه رفع نسبة التصويت المسيحي وإيصال شخص مسيحي له حيثية مسيحية. بالتالي، ما لم تستطع تحصيله تلك القوى عبر القانون تستطيع تأمينه من خلال التحالفات. وصحيح أنّ عناصر التحالف لم تكتمل بعد، لكن هناك مساعي لحلحلة العقد. وعن إمكانية خوض المعارضة الانتخابات بلائحتين، اعتبرت المصادر أن الأمور رهن التوافقات، والجهد متجه لتشكيل لائحة واحدة لكون تشتت المعارضة يُضعف إمكانيات الخرق.

أما أبو رزق فيعتبر أنّ ترشّحه جاء لاستكمال ما قام به في جميع الدورات الانتخابية السابقة، حيث نال في العام 1996 عندما كان الجنوب دائرة واحدة 96 ألف صوت، بينما حل أول الخاسرين بنسبة 20% من الأصوات في دائرة مرجعيون- حاصبيا في العام 2009. وهو يشير إلى أن وجهة الأمور ما زالت غير واضحة في ما يتعلّق بالتحالفات الانتخابية، وهناك مساعٍ لتوحيد جميع قوى المعارضة، بما فيها المستقبل والقوات، لجمع أكبر قدر ممكن من القوى السياسية المعارضة كي يتحقق التغيير المطلوب.

على مقلب اليسار، يعتبر منسّق اليسار الديمقراطي حسن قانصو أن لا قرار جدياً لدى البعض بتجميع كل قوى الاعتراض الحقيقية في وجه السلطة. وفي شأن التعاون مع المستقبل والقوات، يقول قانصو إنه منذ البداية اتفق الجميع على خوض معركة سياسية نظيفة، أي عدم التحالف مع قوى السلطة بكل اتجاهاتها. و"ما زلنا حتى الساعة نتمنى ونسعى إلى أن تتوحد جميع القوى المعترضة الحقيقية، لكن هناك عرقلة من البعض والمسؤولية تقع على عاتق القوى الكبيرة في حال فشلت المساعي".

أما مرشح "الجنوب يستطيع" فارس الحلبي فيعتقد أنّ هناك كثرة ترشيحات وليس عرقلة. لكن هذه الترشيحات ستوضع على طاولة البحث للبت بها وصولاً إلى تشكيل لائحة واحدة. وعن التحالف مع المستقبل والقوات، يشدد الحلبي على أن المعركة الحالية هي بين المستقلين وقوى السلطة. بالتالي، الانفتاح هو للتحالف على قوى المعارضة وليس مع المستقبل أو القوات أو غيرهما.

من ناحيته، يشدّد عضو المكتب السياسي في الحزب الشيوعي عمران فوعاني على أن قوى المعارضة اتفقت على السقف السياسي الذي على أساسه ستخوض الانتخابات في وجه قوى السلطة. بالتالي، لا تحالف مع المستقبل والقوات. وعن تعثر مساعي توحيد قوى المعارضة اليسارية والمستقلين، يشير فوعاني إلى أن اللقاء الذي ضم جميع القوى المعترضة في 25 شباط 2018 أعلن فيه الجميع وضع ترشيحاتهم بتصرف "لجنة المتابعة" التي شُكّلت. وجميع الحاضرين أبدوا استعدادهم للانسحاب أو البقاء بحسب ما تتطلب ظروف المعركة. بالتالي، لجنة المتابعة ستعمل على البت بالترشيحات، وصولاً إلى تشكيل لائحة موحّدة تضم الجميع. فإذا اقتضت المعركة عدم تمثيل طرف على مستوى المرشحين فهذا لا يعني استثناء هذا الطرف، طالما أن الجميع ارتضوا بالسقف السياسي الذي يجمعهم.


---------- ---------- -----------

موقع خيام دوت كوم يرحب بكافة الكتابات والآراء والإعلانات ليبقى، على مسافة واحدة من كل الأطراف، منبراً حراً للجميع وجسر تواصل بين أبناء المنطقة..

يمكن التواصل مع فريق عمل الموقع، عبر البريد الألكتروني: info@khiyam.com أو الهاتف/واتس 03/107980.


تعليقات: