أول سعودية تعمل في محطة بنزين


تأكيداً لما نشرته عكاظ في الـ8 من يناير 2018، تحدت مرفت بخاري المنقبة القوية البنية والشخصية، الإهانات والسخرية لتصبح أول سعودية تعمل في محطة بنزين، وهو أمر لم يكن ليخطر في بال أحد قبل وقت قصير. وتشهد المملكة حملة إصلاحات تشكل أكبر تطور ثقافي عرفته السعودية في تاريخها المعاصر.

وتشمل هذه الإصلاحات التي باشرها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، القرار التاريخي بالسماح للمرأة بقيادة السيارة اعتبارا من يونيو بأمر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إضافةً إلى حضور مباريات كرة القدم وتولي وظائف كانت في السابق خارج نطاق دورها النسائي الضيق.

غير أن ردود الفعل العكسية التي تواجهها النساء أمثال بخاري تظهر كيف أن تمكين المرأة الذي لا يزال في بداياته قد يثير الشجب في بلد غير معتاد على رؤية المرأة في الواجهة.

حين تمت ترقية بخاري (43 عاما) الأم لأربعة أولاد في أكتوبر لتصبح مشرفة على محطة بنزين في مدينة الخبر في شرق المملكة، اضطرت إلى الدفاع عن نفسها، موضحة أنها في منصب إداري ولا تتولى شخصيا تزويد السيارات بالبنزين.

وقالت مُجادلة منتقديها بالمنطق «أنا مشرفة، ولا أقوم بنفسي بملء خزانات السيارات بالوقود»، محاولة كسب حد أدنى من الاحترام في وظيفة يزدريها الذكور أنفسهم في السعودية. وأكدت أن “النساء اليوم لديهن الحق في القيام بأي عمل”.

* المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية «أ.ف.ب»

وبعد عودة مرفت بخاري إلى منزلها في مدينة الدمام، تعانق ابنها الأصغر محمد الذي دعمها بوجه أشقائه الذين اعتبروا أن وظيفتها في محطة بنزين خروجاً صادماً عن التقاليد. غير أن الفتى البالغ من العمر 16 عاما يفضل التكتم على وظيفة والدته أمام رفاقه، حرصا منه على تجنيبها المزيد من الإساءات. ويقول وهو يقبل يد والدته “ربما بعد خمس سنوات، حين يصبح من الطبيعي رؤية امرأة في محطات البنزين”.


تعليقات: