صادقي: 50 مليون دولار للضاحية ومشاريع تنموية

محمد صادقي (وائل اللادقي)
محمد صادقي (وائل اللادقي)


الصندوق الكويتي يقرر إعمار 25 قرية في الجنوب مع بنيتها التحتية

كشف الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية لـ «الأخبار» عن توليه إعادة إعمار 25 قرية وبلدة مدمرة في الجنوب وتأهيل بنيتها التحتية. وسيباشر في وقت قريب إعادة إعمار 200 وحدة سكنية ومحل تجاري وبناء ثانويتين في الضاحية الجنوبية. إضافة الى شق جادات جديدة، وتأهيل البنية التحتية وإقامة مبنى للطوارئ. ستمول المشاريع المذكورة من الهبة الكويتية للبنان ومقدارها 300 مليون دولار أميركي. وكلفّت الحكومة الكويتية الصندوق بالإشراف على مشاريعها.

الممثل المقيم للصندوق الكويتي في لبنان الدكتور محمد صادقي قال لـ «الأخبار» انه جرى تقسيم المنحة الى جزءين تبعاً لحاجات الدولة اللبنانية: تعويضات للإعمار، ومشاريع بنية تحتية يتولى الصندوق تلزيم أعمالها للتنفيذ.

وأوضح أنه رصد مبلغ 100 مليون دولار أميركي تعويضات لـ 25 قرية في الجنوب هي: في قضاء صور: منصوري، مجدل زون، جبال البطم، يارين، علما الشعب، زلوطية، أم التوت، طير حرفا، عين بعال وشيحين.

في قضاء بنت جبيل: برعشيت، كونين، جميجمة، حداثا، حانين، رشاف والطيري.

في أقضية مرجعيون والتبطية وجزين: مجدل سلم، حولا، جديدة مرجعيون، طلوسة، عين عرب، حاروف، كفرجوز وسجد. ويبلغ مجموع الوحدات السكنية التي سيعاد إعمارها 479 وحدة. من بينها 403 دمرت كلياً و76 دمرت جزئياً.

ولفت صادقي الى انه جرى أيضاً رصد 35 مليون دولار أميركي للبنية التحتية والطرقات في هذه القرى. والهدف من وراء الجمع بين التعويضات وتأهيل البنية التحتية أن تكون للمشاريع ديمومة وأبعاد تنموية.

الضاحية الجنوبية

صادقي أشار الى أن الصندوق يبحث مع الحكومة واتحاد بلديات الضاحية الجنوبية في منهجية المشاركة في إعادة إعمار المنطقة. وإذ أكد أنه رصد مبلغ 50 مليون دولار أميركي للضاحية الجنوبية، أوضح أن الصندوق اتفق مع المعنيين عل آلية إعادة إعمار نحو 200 شقة سكنية ومحل تجاري في 12 بناء مدمراً. وتم تحديد العقارات التي سينفذ الصندوق أعمالاً فيها ويشرف عليها. وتشمل الآلية بحسب صادقي، الجمع بين التعويضات وقيام الصندوق بالتنفيذ مباشرة للإساع في إنجاز الأشغال.

ولفت الى أن الصندوق سيبني مدرستين ثانويتين جديدتين في الضاحية، تستوعب الواحدة نحو 1500 تلميذ. وسيتولى تجهيزهما كاملتين. وتوقع مباشرة العمل بهما في وقت قريب لإنجازهما في 2009. وأوضح أن إسهام الصندوق في إعمار الضاحية لا يقتصر على مجمعات الأبنية، بل وتنفيذ أعمال جادات سريعة مقررة ضمن البرنامج التنموي للحكومة، ودراسات هذه المشاريع التي لم تنفذ سابقاً جاهزة. وفي آلية عمل الصندوق في الضاحية، لفت صادقي الى أنه سيجري استحداث طرقات داخلية جديدة وتأهيل أخرى، خصوصاً في المناطق التي سيشيد فيها مجمعات سكنية ومدارس جديدة. وتتضمن مكونات المشروع الكويتي انشاء مجمع طوارئ ضخم للمنطقة يكون مركزاً للدفاع المدني والإسعاف وللخدمات الاجتماعية، خصوصاً أن الضاحية لا يتوافر فيها مبنى من هذا النوع، اضافة الى تحسين وضع الطرقات في مداخل الضاحية ومخارجها.

الممثل المقيم للصندوق الكويتي، أوضح أن المبالغ المتبقية من هبة الـ 300 مليون دولار أميركي، وهي في حدود 100 مليون، مخصصة للبقاع والشمال، وتشمل كل جغرافية البقاع وأقضيته، ومناطق محددة في الشمال. وقال إن الصندوق سيمول مشاريع للمياه والطرقات ويشرف على تنفيذها. اضافة الى مشاريع ثقافية في بعلبك، وباشر بتجهيز عدد من المستشفيات والمراكز الصحية في البقاع بالمعدات والأجهزة التي تساعد على رفع كفاءة العمل الطبي.

الأهداف

صادقي أوضح أن الصندوق الكويتي للتنمية يتولى إدارة هبة الحكومة الكويتية والإشراف على التنفيذ من خلال آليات تضمن بأن يكون مبلغ الـ 300 مليون دولار أميركي كافياً لهذا النوع من المشاريع والتعويضات وإعادة الإعمار، بحيث لا يحتاج الى زيادة المنحة أو تعديلها. وأوضح أن منهجية تنفيذ المشاريع تأخذ في الحساب، الجمع في البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية، بين إعمار الحجر والعمران البشري. مشيراً الى أن إعمار المرافق والمجمعات يواكبه جانب بشري في تقاطع بين أعمال التنفيذ والأعمال المحلية. وأشار الى أن الصندوق سيجهز مراكز اجتماعية تختص بالتدريب، وخصوصاً المراكز المهنية. وينسحب الأمر على تجهيز المراكز الصحية، وتوفير مراكز تعليمية، خصوصاً أن المؤسسات تركز على المعالم العمرانية من دون أن تتنبه الى العنصر الإنساني. ولفت الى أن كل المشاريع التي ينفذها الصندوق من هبة الكويت لا تحتاج الى تصديق من المؤسسات الدستورية اللبنانية، موضحاً أن غالبية المشاريع تنموية. وأضاف أن الجانب القانوني للهبة التي قدمتها الحكومة الكويتية لا يحتاج الى موافقة.

وختم صادقي قائلاً إن لدى جميع الأطراف التي يتعامل معها الصندوق في لبنان رغبة في انجاز الإعمار، مشيراً الى أن اعادة الإعمار تحتاج الى جهود الجميع، اذ لا يستطيع الصندوق والجهات المانحة إنجاز العملية وتنفيذ المشاريع من دون تعاون الجهات اللبنانية كلها. ودعا المواطنين في الضاحية الجنوبية والجنوب الى التحلي بالصبر والتعاون لإنجاز المشاريع والانتهاء منها في أسرع وقت، خصوصاً انها قد تأخذ بين سنتين وثلاث سنوات.

تعليقات: