لبنان يصنّع مارلبورو: وداعاً للمهربين؟

الأسعار ستنافس أسعار الدخان المهرب
الأسعار ستنافس أسعار الدخان المهرب


تعمد إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية (الريجي) إلى توسيع دائرة إنتاجها، ليس عبر الإنتاج الوطني فحسب بل عبر استقطاب عدد من الشركات متعددة الجنسية لتصنيع منتجاتها بشكل كامل أو جزئي في منشآت "الريجي" في لبنان أيضاً.

وبعدما نجحت تجربة الريجي منذ مطلع العام 2017 بتصنيع غولواز (GAULOISE) وجيتان (GITANES) في لبنان وإدخال المنتجَين في منافسة قوية مع بقية المنتجات الأجنبية، شكّلت حافزاً لعلامات تجارية أخرى لدخول لبنان عبر مصانع الريجي. وهو ما نجحت به فعلاً فقد وقّعت عقداً مع شركة فيليب موريس انترناشونال يخوّلها تصنيع 4 أصناف من سجائر مارلبورو التي تنتجها الشركة الأم. ومن المرتقب أن توقع الريجي اتفاقيتين مطلع العام 2018 مع شركة JTI (جابان توباكو انترناشونال) لتصنيع وينستون، ومع شركة BAT (بريتيش أميركان توباكو) لتصنيع كانت وفايسروي.

وباعتماد الريجي مركزاً لتصنيع عدد من منتجات الشركات الأجنبية، بحسب ما أفاد مصدر من الريجي لـ"المدن"، فإنها تكون قد زادت إيراداتها المالية بشكل كبير وقطعت الطريق على خطوط تهريب الدخان عبر الحدود. والأهم من ذلك أنها تسعى إلى اعتمادها مركزاً إقليمياً لتغذية أسواق دول المنطقة.

المارلبورو والتهريب

يكاد يكون مارلبورو من أكثر الأصناف تهريباً في الفترة الراهنة، يقول المصدر، إذ إن الأرباح جراء بيعه بالطرق الشرعية متدنية جداً، ولا يتجاوز سقف الربح من صندوق مارلبورو أكثر من 3 دولارات. فالريجي تستلم صندوق مارلبورو المستورد بنحو 270 دولاراً، وتسلمه إلى التجار بـ1078 دولاراً ثم يعاد بيعه بـ1082 دولاراً، أي أن ارباحه ضعيفة جداً بالنسبة إلى التاجر. أما الارباح الكبرى فيجنيها التجار المهربون الذين يدخلون مارلبورو بسعر أقل ويبيعونه بأسعار تنافسية في السوق اللبنانية، ومن الطبيعي أن يكون هامش الربح من التهريب أكبر من البضائع القانونية غير المهربة.

لكن بدء تصنيع مارلبورو في لبنان رسمياً مطلع العام 2018 سيغيّر المعادلة، لأن سعر العلبة سينخفض ما لا يقل عن 1000 ليرة. ما يعني أن سعر "الكروز" سينخفض نحو 10 آلاف ليرة بالنسبة إلى المستهلك. ما يجعل تهريب مارلبورو دون جدوى، إذ إن الأسعار الجديدة ستصبح منافسة جداً لتلك المهربة. ما يعني أن التصنيع في لبنان قد ينجح بتعطيل خط تهريب مارلبورو.

كذلك معظم الأصناف الأجنبية، كانت تدخل كميات منها عبر التهريب إلى لبنان، أما بعد بدء تصنيع 3 أصناف من غولواز و5 أصناف أجنبية أخرى من بينها جيتان في لبنان، فإن التهريب تراجع كثيراً وفي طريقه إلى التوقف بعد إطلاق عجلة تصنيع 4 أصناف من مارلبورو مطلع 2018، وبيعه بأسعار تضاهي أسعار التبغ المهرب.

يذكر أن غولواز وجيتان لم تكن أرباح الكروز منهما تتجاوز 2000 ليرة. أما بعدما بدأت الريجي تصنيعهما في لبنان مطلع 2017، فارتفعت الأرباح إلى 3000 ليرة لمصلحة التاجر رغم انخفاض سعر العلبة على المستهلك.

مارلبورو الألماني والتركي

يوجد اليوم في الأسواق اللبنانية مارلبورو صنع ألمانيا وآخر صنع تركيا. ويبدو واضحا تهافت المدخنين على الصنف المصنع في تركيا، رغم ارتفاع سعره عن ذلك المصنع في ألمانيا. فما الفارق بين مواصفات الصنفين؟ وماذا عن مواصفات مارلبورو المرتقب تصنيعه في لبنان مطلع 2018؟

بالبداية كان مارلبورو في لبنان من تصنيع الولايات المتحدة الأميركية قبل أن تنتقل مصانعه الى تركيا منذ سنتين (عام 2015)، ومنذ قرابة 6 أشهر انتقل تصنيعه إلى ألمانيا، يؤكد مصدر من شركة مارلبورو في حديث لـ"المدن". بالتالي، فإن الكميات الموجودة في السوق اللبنانية ذات التصنيع التركي أشرفت على النفاذ، لكن المدخنين ما زالوا يبحثون عنها اعتقاداً منهم بأنها أفضل جودة من الصنف الجديد، أي الألماني. والحقيقة أن لا فرق إطلاقاً بين مواصفات الصنفين باستثناء فارق واحد يتعلق بشكل العلبة (مارلبورو الألماني أضيف إلى علبته غطاء ورقياً فوق السجائر)، إنما نكهة السيجارة القديمة (التركية) أقوى بسبب مرور الزمن وأصبحت معتّقة. أما نكهة التبغ الجديد فتكون أخف وتزيد حدتها مع مرور الوقت.

وبما أن البضائع التركية ما زال الطلب عليها مرتفعاً من قبل المدخنين، فإن سعرها فاق تلك المصنعة في ألمانيا. والأمر نفسه حصل مع الصنف الاميركي، فقبل أن ينفذ من الأسواق ارتفع سعر العلبة منه إلى نحو 5 آلاف ليرة.

أما بالنسبة إلى مواصفات مارلبورو (التبغية والتصنيعية) المرتقب تصنيعها في لبنان، فإنها لن تتغير، لاسيما أن الريجي فرضت على الشركة الأجنبية منذ 6 أشهر تركيب ماكينات جديدة وحديثة على حسابها وإرسال خبراء من قبلها للإشراف على تصنيع مارلبورو اللبناني، الذي سيتم تصنيعه على إيدي عمال الريجي.

تعليقات: