وحشٌ أجهزَ على حياة ملاك المقداد.. شهود يروون تفاصيل المأساة


بوكس على عينها وطعنة سكين على خصرها انهت حياتها، رحلت تاركة ولدين اكبرهما لا يبلغ السنتين، هي ملاك المقداد التي ضج لبنان بخبر وفاتها في جريمة اتهم زوجها ديب الغاشي بارتكابها.

بين الانكار والاتهام

في حي الباشا في صبرا لفظت ملاك في الامس آخر انفاسها على فرشة في "شبه" منزل مؤلف من غرفة واحدة وحمام وما يطلق عليه مطبخ. أطبقت ابنة الثالثة والعشرين عاماً عينيها بعد ان كتب الفصل الأخير من حياتها بآخر مأساتها، قد لا يصدق عقل ان انسانا يمكن ان يسكن في هكذا "خرابة" حيث الفقر ينهش كل زاوياها، لا خزانة لتضع "العروس" ثيابها، لا سرير لترقد وطفلها، لا ثلاجة ولا غسالة ومع هذا سميّ عليها انها تعيش في بيت يأويها وعائلتها. فبعد الدهشة التي أصابتنا من زواريب الحي الضيقة كانت الصدمة عندما فُتح باب المنزل لتصوير ما بداخله بناء على طلب والدة ديب التي اكدت ان" الجريمة حصلت خارج البيت، ولا علاقة لابني بها وما يثبت ذلك عدم وجود قطرة دم واحدة في المكان"، في حين اكد علي والد ملاك لـ"النهار" انه يتهم زوجها بقتلها وقد ادعى عليه شخصياً، مضيفاً" من يرى الكدمات على وجه ابنتي بعد غسلها يصدم من هولها، انا مع ما ورد في تقرير الطبيب الشرعي وما سيثبته القضاء".

لحظات فاصلة

"لحقني بسرعة، قتلت حالها، بلتني فيها"، هذا ما قاله ديب لشقيقه بحسب ما شرحه الاخير لـ"النهار" مضيفا "سارعت الى المنزل، أمسكت يد ملاك لم يكن فيها نبض، كانت تضع قطعة قماش على بطنها، نزعناها تبيّن انها مطعونة، كما وجدنا اثار دم جاف على رجليها، اتصلنا بالاسعاف، نقلناها الى مستشفى المقاصد، ليسلم بعدها ديب نفسه الى القوى الامنية للتحقيق معه"، قاطعته والدته قائلة " خرجت ملاك من المنزل في الامس، وعندما عادت بعد الظهر مرّت على دكان ام ماهر لشراء ماء، ولم تكن على طبيعتها". وهذا ما اكدته الاخيرة لـ"النهار" حيث شرحت "كانت تحمل ابنها وتشده الى بطنها، لاحظت زراقا حول عينها، سألتها ما بها اجابتني انها تشعر بدوار، لم تتمكن من حمل الغالون، لذلك طلبت من ولد ايصاله لها". وأضافت والدة ديب"كما قالت ابنة اخي انها قصدت ملاك وجدتها جالسة على الفرشة قبل قدوم زوجها ولم تكن على طبيعتها، ما نخشاه ان يكون اشكالاً حصل معها في الخارج طعنت وضربت قبل عودتها، كل ما نريده الآن معرفة الحقيقة وان يأخذ القانون مجراه".

حب وضرب

"حضرت القوى الأمنية والادلة الجنائية الى منزل غاشي، اخذت السكين المتواجد في الغرفة وعبوة فودكا وقد فتح مخفر بئر حسن تحقيقا بالقضية" قالت الوالدة شارحة " قصة حب جمعت ملاك بديب، توجت بعقد قرانهما قبل نحو عام، على الرغم من انها لا تملك هوية فلم يسجلها والدها في دوائر الدولة الرسمية، كما ان عائلتها لا تسأل عنها، وقد رزقت منذ خمسة اشهر بطفل يدعى محمد من ابني لتصبح اما لولدين اذ سبق ورزقت بمولود يدعى هادي من زواج سابق يبلغ من العمر سنتين يعيش في منزل جده، ومن اجل تأمين مصروف العائلة، عمل ابني موظف امن، كان يسكن في منزلي قبل ان يستأجر بيتا مجاورا منذ نحو عشرين يوما". واضافت " انا لا انكر ان ديب كان يضرب زوجته بين الحين والآخر، واكثر خلافتهما بسبب شربها للكحول، ومع هذا لم يكن ضربا مبرحا".

في حين قالت ساره شقيقه ملاك لـ"النهار" : "قبل يومين وقع اشكال بين ديب وملاك، ضربها ضرباً مبرحاً، لا بل لم يكتف بذلك اذ اعتدى بالضرب على شقيقتي الاخرى، وفي الامس وعلى الرغم من مقتل ملاك عند الساعة السابعة والثلث مساء الا ان زوجها لم يخبرنا الا عند الساعة التاسعة والنصف حيث قال انها توفيت بسكتة قلبية ثم ادعى انها انتحرت لكن تقرير الطبيب الشرعي اثبت انها قتلت".

وعن عدم تسجيل ملاك في دائرة النفوس نفت ذلك، مشيرة " كانت علاقتنا بها طبيعية كما كانت تزورنا دائماً في منزل العائلة في الضاحية الجنوبية".

الاكيد الى الآن ان ملاك قتلت بطريقه وحشية والجميع بانتظار ان تكشف القوى الامنية عن الوحش المتخفي بقناع على شكل انسان!





تعليقات: