صبحي القاعوري: مؤتمر باريس لمساعدة لبنان


المؤتمرات ما هي إلا تقييد للدولة ،، وقد سبق في عهد المرحوم رفيق الحريري عقد مؤتمرات ،، باريس واحد واثنان وثلاثة ، وكلها مظاهر إعلامية ،، لقد جمعت هذه المؤتمرات مبالغ ما يقارب 14 مليار دولار منها حوالي 7 مليارات قروض ميسرة ، ولكن الشعب لم ير من هذه المليارات شيئاً سوى السمع فيها ، حيث ذهبت جيوب السياسيين ، والقليل منها مساعدة الجيش المقيدة ، علماً نرفض وقد رفضنا من دول أخرى التسلح من الخرطوشة الى الطائرة المقاتلة بدون مقابل لأن العم سام لا يوافق .

مؤتمر باريس وما سيتبعه من مؤتمرات أخرى حسب ما ورد في البيان الختامي لرئيس جمهورية فرنسا ورئيس الوزراء اللبناني ، وكل هذه المؤتمرات كما عودتنا مشروطة بعدم استعمالها ضد الكيان الإسرائيلي ، خاصة الأسلحة الخفيفة ولا تستعمل إلا لقمع الشعب .

ومثل هذه المؤتمرات ومظاهرها البراقة التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، تحول انظارنا عما نحن فيه من المعيشة المذلة الذي اوصلنا اليها هذا الطقم السياسي ،، فضلاً عن الهاؤنا والإبتعاد بنا عن متطلباتنا الحياتية اليومية ، من كهرباء وماء وخبز لأطفالنا ،، ( قدمت لنا احدى الدول محطات كهربائية 24/24) لإنارة لبنان من اقصاه الى اقصاه ، وبدلاً من دراسة الموضوع والموافقة لإراحة الشعب في هذا الجزء البسيط من المطالَب ، يدفعوا بنا للمطالبة بالسلاح الشرعي فقط على الأراضي اللبنانية ؟ والسلاح الذي يقصدونه سلاح المقاومة ، وهذا السلاح لم يقاومنا بل قاوم العدو ؟ ووجود هذا السلاح من عدمه ،، ليس من المطالَب الأساسية بالنسبة لنا ،، اعطونا حقوقنا بالحد الأدنى للعيش دون مد اليد او قبول الرشوة اووو وما اكثر او ، ولا تشغلونا بأشياء آخرى كالسلاح والطائفية والمذهبية .

المؤتمرات اليوم هي ملهاة وتلميع صورة السياسيين أمام الناخب لأن الإنتخابات على الأبواب ، وغداً نساق كالنعاج الى صناديق الإقتراع ، لننتخب مصاصي دماؤنا وقاتلي اطفالنا ، وهم وأطفالهم في حياة ترف ورغد .

لنصحوا وننبذ الطائفية والمذهبية ولننادي جميعاً بدولة القانون دون تدخل السياسة في القضاء ولننادي بالدولة العلمانية فيما يخص حياة المواطن ، وترك الأحوال الشخصية لكل طائفة او مذهب .

ولنصر جميعاً على تطبيق الطائف من ساعة صدوره الى الآن فنجد أنفسنا خارج الطائفة كما نص عليه اتفاق الطائف .

حقوقنا المشروعة في الدستور ومجموعة القوانين المنبثقة عنه نتجاوزها ولا نطالب بها اكراماً لسواد عيون هذا الزعيم او ذاك ونفديهم بأنفسنا ( الزعماء ) ، ثم نعود ونضع اللوم عليهم لعدم تحقيق المطالَب من كهرباء وماء وعلاج وتعليم وضمان الشيخوخة .

اثنى عشر سنة وهم يضحكون علينا في سلسلة الرتب والرواتب وكلما أثاروها تزداد أسعار السلع وخاصة الإستهلاكية حتى تضاعفت اضعافاً مضاعفة ، علماً بأن الزيادة لهم لا تأخذ 5 ثوان .

نحن تنقصنا الصحوة من الغفوة التي نحن فيها ، وإلا سنبقى منقسمين انقساماً حاداً كما هو الحال ، وهذا ما يريده المفسدون وشاغلينا بالمؤتمرات التي تعود بالفائدة عليهم هم لا نحن .

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت

الكاتب  الحاج صبحي القاعوري - الكويت
الكاتب الحاج صبحي القاعوري - الكويت


تعليقات: