أخجل من نفسي أمام تواضعهم


رجال تصحو الشمس على وقع خطواتهم، يشرّعون حبهم وصدق عملهم من أجل خيام أجمل وأنظف، يسابقون خيوط الفجر، ينسلّون بين البيوت والآدوميات والحواكير للملمة النفايات ورش المبيدات، وفي الوقت الذي يكون فيه الناس يحتفلون بالأعياد والمناسبات، تجدهم على الطرقات وفي السهول يعملون ما في وسعهم من غرس للأشجار والشتول، ومن تنظيف للطرقات والأقنية ومصارف المياه، وتنظيم السير في الساحات، وحراسة البيوت والمحافظة على الأمن والأمان.

لا يسألون عن عدالة إنصافهم وإعطائهم حقوقهم، فهم يستمرون في تنفيذ أعمالهم دون تذمر، فلا ضمان صحي لهم، ولا بدلات أو منح مدرسية وعائليّة، ولا تعويض نهاية خدمة يجنبهم عوز الكبر والحاجة.

في كل مرّة ألتقي بهم، أخجل من نفسي أمام تواضعهم وعظيم تقديماتهم، فهم وإن كانوا أبناء بلدي البسطاء، إلا أنهم في قاماتهم العالية يشرّفون هذه الأرض بأعمالهم، ويعطون الأمثولة الحقيقية عن حب والأرض والصمود فيها.

شكراً لكم أهلنا عمال بلدية الخيام، وإذا كان هناك من يستحق التكريم فهم أنتم، وأفضل تكريم لكم هو أن يجري الإعتراف بحقوقكم وإعطائها لكم، ولا أعتقد أن رئيس وأعضاء مجلس بلديتنا يقصرون في ذلك، إنما المشكلة الحقيقية هي مع القوانين والأنظمة التي ترعى حقوقهم وتحرمهم من التقديمات التي يحصل عليها غيرهم من موظفي ومستخدمي الإدارات والمؤسسات العامة.

وإذا كان هناك من تمني، نرجو من رئيس وأعضاء بلديتنا أن يبحثوا عن أفضل الوسائل التي تنصف هؤلاء الكرماء، خاصة ما يتصف به رئيس بلديتنا من إنسانيّة راقية، مع بعض من عرفتهم عن قرب من أعضاء المجلس البلدي، وما يقومون به من جهود مميزة في تنفيذ المشاريع وتنظيم الأنشطة الحضاريّة المختلفة، كفيل بأن يعطي لهؤلاء العمال، أفضل ما يمكن تقديمه، وتأمين متطلباتهم ووسائل عملهم لتطوير تقديماتهم...

الشكر كل الشكر لبلديتنا، برئيسها وأعضائها وعمالها، وإذا كان هناك من شكوى أو تقصير في عمل البلدية، فإن الحوار والنقاش والتعاون يبقى أسهل الطرق للوصول إلى خيام أفضل، فالخيام تستحق ذلك، لعظيم تضحياتها وتضحيات أهلها...




تعليقات: