قائد اليونيفيل الجنرال بيري يعقد لقاء مع فعاليات قضاء حاصبيا


عقد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب انور الخليل ممثلا رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، لقاء موسعا اليوم في دار حاصبيا، التقى خلاله قائد بعثة اليونيفيل اللواء مايكل بيري مع فاعليات قضاء حاصبيا.

حضر اللقاء : اكرم ابو شقرا ممثلا وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة، المفتي الشيخ اسماعيل دلة ممثلا مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان، الشيخ سليمان شجاع ممثلا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز القاضي نعيم حسن، النائب قاسم هاشم، وكيل داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي في حاصبيا ومرجعيون شفيق علوان ممثلا النائب وائل ابو فاعور، النائب اسعد حردان ممثلا بمنفذ العام في الحزب القومي السوري لبيب سليقا، النائب سامي الجميل ممثلا بكلود سمعان، قاضي المذهب الدرزي الشيخ سليم العيسمي، رئيس دائرة اوقاف حاصبيا ومرجعيون الشيخ جهاد حمد، المطران الياس كفوري ممثلا بالاب يوحنا العازار، المطران نبيل شكرالله ممثلا بالاب بيار الراعي، اللواء عباس ابراهيم ممثلاً بالرائد علي حلاوي ، رئيسي اتحاد بلديات الحاصباني والعرقوب ، رؤساء بلديات ومخاتير قضاء حاصبيا، قائد القطاع الشرقي في اليونيفيل وقائد الكتيبة الهندية وحشد من ممثلي الاحزاب والفعاليات الدينية والتربوية والاجتماعية .

بداية كلمةترحيبية للسيدة نادين سعسوع عماشة ثم القى بيري كلمة جاء فيها: "يسعدني ان اكون هنا اليوم في حاصبيا، بداية أشكر النائب أنور الخليل على هذه الدعوة وعلى هذا الاستقبال الحار. وانه لمن دواعي سروري أن اتشاطر الخبز والملح معكم كما زملائي من اليونيفيل. ان هذه اللقاءات مهمة حيث أنها تتيح لنا التعارف بشكل أفضل وبالتالي تعزز تفاهمنا المشترك. أود ان انتهز الفرصة لأشكركم على دعمكم المتواصل لليونيفيل وخاصة الكتيبة الإسبانية والهندية المنتشرتين في قضاء حاصبيا. دعوني أؤكد لكم إن قائد القطاع الشرقي واللواء الذي يقوده سيقومون بخدمتكم ليل نهار من أجل تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701. إن قائد القطاع العميد خافيير روميرو كما قادة وحداته وموظفي قسم الشؤون المدنية يضعون في الدرجة الأولى لسلم أولوياتهم اللقاء بكم كي يحرصوا على إيصال متطلباتكم او مشاكلكم الى قيادة اليونيفيل".

اضاف: "لا بد أنكم تعلمون ان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جدد ولاية اليونيفيل، بالإجماع، حتى الواحد والثلاثين من آب من العام 2018. وبموجب القرارين 2373 و 1701 ستواصل اليونيفيل العمل مع جميع الأطراف من أجل الحفاظ على وقف الأعمال العدائية والإستقرار على طول الخط الأزرق وعبره والحد من تصاعد التوترات أو سوء التفاهم. وهدف اليونيفيل سيبقى كما كان دائما الحفاظ على الإستقرار غير المسبوق الذي دام لمدة أحد عشر عاما في منطقة عملياتها في جنوب لبنان".

وتابع: "ان اليونيفيل لا تعمل بمعزل بل بالتنسيق الوثيق مع شريكنا الاستراتيجي وجيشكم الوطني الجيش اللبناني. ونتطلع الى زيادة العمليات المشتركة مع الجيش اللبناني بعد انتشار فوج التدخل الخامس من اجل مساعدتهم على بسط سلطة الدولة في الجنوب. وكرئيس للبعثة وقائد عام لليونيفيل أعي ان الهدوء والاستقرار في منطقة عملياتنا تساهم في استقرار لبنان والمنطقة. ان الشراكة القائمة بين الجيش اللبناني واليونيفيل تتعدى التنسيق العسكري. ان اليونيفيل بالتعاون مع الكتيبة الاسبانية وبلدية جديدة مرجعيون تعمل من اجل انشاء مركز اقليمي للتعاون العسكري المدني في الجيش اللبناني هنا في جنوب لبنان. وكلي ثقة ان انشاء هكذا مركز فعال سيكون دعما كبيرا لتطلعاتنا ومهمتنا المشتركة في تهيئة البيئة في الجنوب الى سلام واستقرار دائمين، واؤكد أننا سنواصل بذل الجهود لدعمكم من خلال المشاريع ذات الأثر السريع أو مشاريع مكتب التعاون المدني العسكري التي تنفذها الدول المساهمة في اليونيفيل. على الرغم من صغر هذه المشاريع فإنها تهدف الى تعزيز السلام والإستقرار للسكان. وكما تعلمون فإن بعثة اليونيفيل تركز على الجوانب الأمنية وهذا الأمر قد يعيق في بعض الأحيان ما يمكن تحقيقه من خلال هذه المشاريع. ومن المهم التأكيد على الدور الذي تلعبه المجالس البلدية في هذا الإطار فهي صلة الوصل لأي مشروع أو نشاط ينفذ في بلداتكم".

وختم: "اود أن اشكركم مرة اخرى على دعوتكم واتطلع الى تمضية الوقت معكم. وأعلم ان هذه الذكريات عن الشعب اللبناني وكرم ضيافته هي ما سأتطلع اليه في المستقبل وستكون ذكرى عزيزة على قلبي".

ثم القى النائب الخليل كلمة جاء فيها : "شرفني دولة رئيس مجلس النواب وكلفني بأن أمثله في هذه المناسبة الكريمة وذلك دلالة على إهتمامه الشخصي بالتعبير عن تقديره ودعمه اللامحدود لإقامة أفضل العلاقات بين أهلنا في الجنوب وقوات اليونيفيل، وتعبيرا أيضا عن تقديره لما يقومون به من دور فاعل على الصعيدين الأمني والإنمائي".

اضاف: " نستضيف اليوم، قائد قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان اللواء مايكل بيري، في مبادرة منه تهدف إلى تعزيز علاقات التعاون بين قوات اليونيفيل وبين المجتمع الحاضن لها.لقد مضى على وجود قوات الطوارىء الدولية في لبنان نحو 39 عاما، منذ العام 1978، إنفاذا للقرارين الدوليين 425 و 426. والقرار اللاحق رقم 1701 الذي صدر عن مجلس الأمن على أثر العدوان الإسرائيلي في العام 2006. ومنذ ذلك التاريخ، تقوم القوات الدولية بواجباتها وفقا لما هو منصوص في القرارت ذات الصلة، وقد كانت هذه القوات شاهدا على شريط طويل من الإعتداءات والأعمال العدوانية التي يقوم بها العدو الإسرائيلي والمجازر التي إرتكبها في إطار عمليات عسكرية واسعة شنتها إسرائيل ومنها عملية الليطاني 1978، وعدوان تموز 1981 والإجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982 وحرب الأيام السبعة في العام 1993 وعملية عناقيد الغضب 1996، وعدوان العام 2006، فضلا عن الإعتداءات والإنتهاكات اليومية لسيادة لبنان، جوا وبرا وبحرا.إنني إذ أنوه بدور القوات الدولية، أدعوها لتنفيذ ولايتها كاملة وعدم الوقوف على الحياد بين معتد ومعتدى عليه، والإكتفاء بتسجيل الخروقات اليومية، إذ أن وجودها كان مرتبطا ليس فقط بعمل المراقبة ولكن أساسا لتنفيذ كامل القرارات التي نصت على مساعدة لبنان في إستعادة أرضه المحتلة".

وتابع: "لبنان الذي عانى من الإحتلال الإسرائيلي منذ العام 1948، تاريخ إرتكاب أول مجزرة بحق أهلنا أبناء بلدة صلحا الجنوبية، لم يتوقف عن إشهار حقه بالمقاومة والدفاع عن النفس، وهذا حق كفله ميثاق الأمم المتحدة في مادته 51 والتي جاء فيها " ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء "الأمم المتحدة" وذلك إلى أن يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدولي، والتدابير التي اتخذها الأعضاء استعمالا لحق الدفاع عن النفس وتبلغ إلى المجلس فورا. ولا تؤثر تلك التدابير بأي حال فيما للمجلس - بمقتضى سلطته ومسؤولياته المستمرة من أحكام هذا الميثاق - من الحق في أن يتخذ في أي وقت ما يرى ضرورة لاتخاذه من الأعمال لحفظ السلم والأمن الدولي أو إعادته إلى نصابه".

واردف: "لأن إسرائيل تغلب منطق القوة على قوة ومنطق الحق، واعتبرت منذ أوج وجودها إن الحق دائما في فوهة المدفع، بقي لبنان يعاني منذ العام 1948 حتى بزوغ فجر المقاومة المشروعة بموجب ميثاق الأمم المتحدة. طوال تلك الحقبة، لم تتمكن الأمم المتحدة من إلزام إسرائيل تنفيذ أي من قراراتها ذات الصلة. وحدها مقاومة الشعب اللبناني تمكنت من ذلك، وتمكنت من طرد العدو الإسرائيلي من أكثر الأراضي اللبنانية المحتلة منه. ونتساءل ما الذي، كان ولا يزال، يمنع الأمم المتحدة من إلزام إسرائيل من تنفيذ كامل القرار الدولي 425، والقرارات ذات الصلة، فتنسحب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر، بالإضافة الى نقاط عديدة تحفظ لبنان بشأنها عند ترسيم الخط الأزرق؟. لأن بغير ذلك يبقى إستقلال لبنان منقوصا وكذلك تبقى قرارات مجلس الأمن وهو أعلى سلطة دولية مجتزأة وغير منفذة بكاملها، وبذلك يكون المجتمع الدولي يعطي إشارة واضحة عن عجز في تطبيق قراراته المتصلة بلبنان على أرض الواقع، بينما نعتقد أنه قادر على ذلك كما تبين في بلدان أخرى عديدة. لقد شهدت القوات الدولية على همجية العدوان المتواصل، وسقط من صفوفها شهداء وجرحى، ولم تسلم هذه القوات من الإعتداءات التي طاولت الشعب اللبناني، فلا زال صدى أصوات الأطفال والنساء والعجز يتردد إلى الآن منذ العام 1996 حيث إرتكبت إسرائيل مجزرة قانا مستهدفة مركزا للقوة الفيدجيه، وسقط فيها نحو 106 شهداء إحتموا بموقع القوة الدولية، ليتأكد العالم، مرة أخرى، أن إسرائيل لا تقيم وزنا للقوانين الدولية، ولا للقيم الإنسانية على الإطلاق".

وقال: "لا شك بأن القوات الدولية تدرك أن المجتمع الجنوبي بمختلف قواه السياسية والإجتماعية، يتعامل بإيجابية مع وحداتها، ويتعاون إلى أقصى الحدود، وهنا ندعو الى المزيد من التعاون والترحيب بهذه القوى وقيام أفضل الصلات معها والتعاون في إقامة المشاريع الإنمائية التي تفيد الأهل وتخفف من الحرمان في مناطقنا، علما بأننا نثمن عاليا الدور الإنمائي للقوات الدولية في القرى والبلدات الجنوبية الواقعة ضمن منطقة عملها. وحبذا لو أن عملها يمتد إلى توسيع رقعة إهتمام اليونيفيل إلى القرى المتصلة بالقرى المستهدفة، وهذا مطلب شعبي هام حتى تؤتي الخدمات الإنمائية ثمارها بصورة أفضل، وذلك ربما من خلال مشاريع مشتركة بين مجموع القرى".

اضاف: "نلتقي اليوم في هذا اللقاء التكريمي، بعد إجتماع عمل جمع، الى اللواء مايكل بيري وفريق عمله، مختلف فاعليات المجتمع الحاصباني، لنؤكد على موقف كتلة التنمية والتحرير برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري، الحريص دائما على أفضل العلاقات مع القوات الدولية، وقد أوردت في مطلع هذه الكلمة النص الحرفي لموقفه الإيجابي جدا من هذه "القوات". ولا شك بأن الإجتماع سيشكل بداية مرحلة جديدة من التعاون المثمر الذي سيأخذ بعين الإعتبار خلاصة اللقاء الهام الذي عقد قبل ظهر اليوم في دار حاصبيا، والذي أترك الحديث عنه للسيد اللواء بيري".

وتابع: "أهلا بكم في قضاء حاصبيا الذي يتميز مع توأمه قضاء مرجعيون، بأنه وطوال حقبة الإحتلال وبعد التحرير، حافظ على علاقات الأخوة والعيش الواحد، بين مختلف أطيافه وأفشل المحاولة تلو المحاولة لإحداث فتنة تؤسس لتأبيد الإحتلال. هذه الوحدة نحن اليوم أكثر ما نكون بأمس الحاجة لتكريسها على مستوى كل لبنان، نظرا للتحديات الكبيرة التي تشهدها المنطقة. وما زلنا والحمدلله بعيدين عن النيران الملتهبة التي تحيط بنا وذلك بفضل الوحدة الوطنية التي جمعت كل اللبنانيين في مسار واضح المعالم، أي الحفاظ على الإستقرار الأمني والسياسي وأقفلوا بوحدتهم الوطنية أبواب الإنقسامات الطائفية والمذهبية وحتى السياسية. وفي هذا المجال يمكنني أن أشير بإرتياح من خلال المعلومات المتوفرة لدي بأن لبنان سيشهد حركة تصاعدية بإتجاه التوافق والتكامل بالقرارات التي ستظهر تباعا لتأمين إستقرار أمني وسياسي مريح ومستدام وحركة متواصلة لتحسين الأوضاع الإقتصادية وتأكيد مستديم لثبات العملة الوطنية".

وختم: "أقول هذا الكلام رغم أسفنا لما صرح به وزير خارجية السعودية عادل الجبير حول القطاع المصرفي اللبناني، واتهامه المصارف اللبنانية بالقيام بتبييض الاموال، وهو امر ليس مغايرا للحقيقة فحسب، بل يؤشر الى نية سيئة لضرب أهم دعائم الإستقرار المالي والنقدي في لبنان بعد أن فشلت المؤامرة لضرب أمنه من خلال إحداث فتنة طائفية. ويزداد استغرابنا بأن وزير الخارجية السعودي لم يكذب هذا الخبر حتى الآن، ولأنه يصدر عن دولة طالما عهدناها داعمة لإستقرار لبنان الأمني والإقتصادي والمالي".

ثم فتح باب الحوار لفعاليات المنطقة واختتم الحفل بغداء تكريمي دعا اليه النائب الخليل على شرف بيري والوفد المرافق، وجرى خلاله تبادل الدروع التذكارية.





























































































































































تعليقات: