الشعبية تحتفي بيوبيلها الذهبي بصيانة مقبرة الشهداء في عين الحلوة


لمناسبة اليوبيل الذهبي لانطلاقتها الخمسين، أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذكرى بمسيرة إلى مقبرة شهداء فلسطين في درب السيم، لوضع أكاليل من الزهر على النصب التذكاري للجندي المجهول، وافتتاح مقبرة الشهداء بعد إعادة ترميم و صيانة أضرحة الشهداء. سار في مقدمة المسيرة مسؤول الجبهة الشعبية في لبنان مروان عبدالعال، وأمين سر حركة فتح و فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان اللواء فتحي أبو العردات، و مسؤولوي فصائل العمل الوطني والإسلامي الفلسطيني في منطقة صيدا، والحزب الديمقراطي الشعبي، وقائد الأمن الوطني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، و قائد الأمن الوطني في منطقة صيدا العميد أبو أشرف العرموشي، وضباط القوة الفلسطينية المشتركة واللجان الشعبية، ولجان الأحياء و القواطع والمؤسسات، وعدد من قادة الجبهة وقيادة الشعبية وكوادرها وأعضاؤها، وحشد جماهيري. تقدم المسيرة فرقة الطنابير التابعة لمنظمة الشبيبة الفلسطينية والفرق الكشفية، و حملة أعلام فلسطين ورايات الجبهة ، حيث سارت المسيرة على أنغام الأناشيد الثورية وأغاني الجبهة الشعبية الحماسية .

ومن ثم استهل حفل افتتاح المقبرة بكلمة ترحيبية بالحضور قدمها مسؤول اللجان العمالية الشعبية الفلسطينية خالد غنامي، كما قدم التحية لكل من ساهم و عمل لساعات وأسابيع تطوّعًا تطوعي ترميم و تزيين مقبرة الشهداء.

ثم قال: لقد احتل فعل الشهادة لدى شعبنا الفلسطيني مكانة مميزة، فمن خلالها كان يعبر شباب فلسطين عن انتمائهم الوطني، واستعدادهم لتقديم النفيس قبل الرخيص، من أجل الدفاع عن الوطن الذي كان يسلب منهم، لذلك فإن الشهادة التي تؤكد انتماءنا إلى تلك الأرض التي تستحق أن تروى بالدماء الزكية.

منذ أكثر من قرن وشباب فلسطين لا يتوانى عن تقديم دمائه الزكية قرابينا للوطن، فشهداء هبة البراق الأبطال الثلاث (جمجوم والزير وحجازي) كانوا القرابين الأولى، والقسام كان شيخ شهداء فلسطين، وعبد القادرالحسيني كان فارسهم، وكلما كانت تشتد التحديات كان شعبنا يُقدم على فعل الشهادة من دون تردد أو تمييز، وتابع: نلتقي اليوم في مقبرة شهداء ثورتنا التي تحتضن رجالًا استعجلوا الاستشهاد لنحيا، قاتلوا تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية وفصائل المقاومة واستشهدوا وقلوبهم مليئة بإيمان حتمية النصر، نلتقي لنجدد لهم العهد بأننا على طريقهم سائرون، وراية المقاومة والتحرير رافعون.

وعن فكرة الترميم قال: لقد دعونا أعضاءنا وأصدقاءنا إلى المساهمة في العمل التطوعي لترميم وتجديد وتنظيف وتزيين مقبرة شهداء فلسطين، تعبيرًا عن امتناننا لكل من سبقنا في الشهادة، ولم نكتف بذلك بل طلبنا من المقتدرين التبرع لتغطية بعض النفقات المترافقة لهذا المشروع، وهنا لم ننس الأخوة في مؤسسة شؤون أسر الشهداء والجرحى في منظمة التحرير الفلسطينية وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان التي قدمت مشكورة الدعم المالي المطلوب، وبفضل من قدم من وقته وجهده وعرقه وماله، وبعد حوالي أكثر من 500 ساعة عمل تطوعي نقف في مقبرة شهداء فلسطين مرممة مشجرة مزينة، لتكون مزارًا لنا ولأبنائنا وأحفادنا من بعدنا، نجدد على أرضها عهد الوطن والثورة.

كلمة منظمة التحرير الفلسطينية، ألقاها أمين سر حركة فتح و فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، في لبنان الأخ اللواء فتحي أبو العردات، حيث قال: جئت للمشاركة في احتفال افتتاح مقبرة الشهداء ولم أتردد للحظة، لأهمية هذه المناسبة وهذه المبادرة المشكورة، وهذا العمل التطوعي الذي رافق هذه الانطلاقة المجيدة لأخوتنا في الجبهة الشعبية.

ليست مصادفة أن تتزامن مناسبات عديدة مع بعضها البعض، ذكرى المولد النبوي الشريف، و ذكرى الميلاد المجيد، و ذكرى انطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ويوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، وذكرى انطلاقة حركة فتح. كل هذه المناسبات نحييها كي تبقى فلسطين في الذاكرة وفي القلب وفي الوجدان، ثم توجه للرفيق مروان و لكل الرفاق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، للأمين العام والأسرى في المعتقلات الصهيونية الذين ضحوا بحريتهم من أجل فلسطين، الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن تبقى فلسطين، الشهداء جميعا الشهيد الدكتورجورج حبش والكنفاني وأبو عمار، ولكل شهداء المقاومة الوطنية والإسلامية الذين ضحوا من أجل فلسطين، مؤكدًا استمرارالعمل الفلسطيني المشترك الذي لابد أن يستمر، و يتعزز ولا بد للوحدة الوطنية الفلسطينية أن تستمر وتتعزز، ولابد لهذه الوحدة أن تصل إلى مبتغاها في إنهاء الانقسام على الرغم من كل العقبات والصعاب التي تعترضها، و لا بد أن تبقى أولوياتنا هنا في لبنان حماية الوجود الفلسطيني من النزف المستمر، و نحن نعرف أن امامنا تحديات و صعاب، وأن مرحلة القلق لم تنته، وهومشروع المحاك على مخيماتنا وعلى وجودنا، كي لا تتكرر نكبات أخرى ، نكبة البارد و نكبة اليرموك و النكبة الكبرى في عام 1948 . وتابع: لتتوحد جهودنا جميعا، وبتضحيات الشهداء، وبحفاظنا على وحدتنا، و بتعاوننا مع الأشقاء في لبنان نتغلب على محاولات التحريض على المخيمات، كذلك أشار إلى ضرورة عدم التدخل بالشأن الداخلي للبنان،كما أكد على أن الفلسطينيين في لبنان ليسوا صندوق بريد، و ليسوا كما مهملا وهم ليسوا برسم الاستخدام . كما وجه التحية إلى اللجان العمالية الشعبية صاحبة المبادرة التطوعية، وللمتطوعين وللشؤون الاجتماعية، وللجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وللسفارة الفلسطينية في لبنان، ولمنظمة التحرير الذين قاموا بهذا الجهد المميز و التحية للجبهة الشعبية في ذكرى انطلاقتها الخمسين والتحية للشهداء و الأسرى .

كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ألقاها مسؤولها في لبنان مروان عبد العال، استهلها بقوله:

اخترنا أن نكون هنا وأن نطلق من "عين الحلوة" احتفالاتنا في مخيمات لبنان باليوبيل الذهبي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، من مخيم الوجدان الفلسطيني، وفي حضرة أرواح طاهرة، و أنصاب وأضرحة ترمز إلى التضحية الصامتة والناطقة. الشهداء رمز الشرف الوطني، ولهذا الشرف الوطني ننتمي.

وتابع: نصف قرن في مدرسة الحكيم، هو يوم الانتماء للدرس والمبدأ، مدرسة الأخلاق التي لا تنحني أمام أحابيل ولعب السياسة، الفكر الذي تترجمه الممارسة بشكل خلاق، وبصدق وبلا تزييف أو مواربة، مدرسة الوحدة الوطنية ومدرسة منظمة التحرير الفلسطينية التي تضع فلسطين فوق كل اعتبار ذاتي، أو تنظيمي، أو فئوي، أو شخصي، مدرسة المقاومة الشاملة الشامخة بإبداعها وابتكارها من الطلقة إلى الكلمة، ومن وديع إلى غسان، فاليوم نستذكر العظماء من قادة وجيش النضال الوطني العظيم، ومن فرسان القافلة الطويلة من الشهداء، و تحضر معهم أحلامهم العظيمة، لأن عمر المسيرة النضالية لا يقاس بتعداد السنوات، بل بالمسؤولية التاريخية التي تحملتها، ونحتفل لنستعيد الذكرى والذاكرة والدرس، بل لتأكيد المسؤولية بمزيد من المسؤولية .

أولًا: عام جديد وتحديات جديدة أمام القضية الفلسطينية التي يعد لها طبخة القرن الفاسدة بسموم تفتك بالحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني، ستقتل من يتذوقها، أو أن يحضر وليمة فاسدة لأنها من دون أرضه وحريته وقدسه وعودته، فكيف إن كان الطباخ هو الأمريكي المنحاز للعدو الذي يريد نقل سفارته للقدس، ليؤكد ضلوعه في ضرب الحقوق الفلسطينية، الذي يستند إلى وضع عربي رسمي مهترئ ومفتت.

ثانياً: اليوم القضية في خطر، يساهم في هذه الصفقة بالمقدمات يغذي الحروب الهمجية لتدمير الدولة الوطنية أو بخلق عدو وهمي بدل العدو الحقيقي، أو بالتطبيع مع هذا الكيان المزعوم والخبيث، هو احتيال على حقيقة الصراع، وكل تغذية لاستمرار حالة الانقسام والمراوحة في المصالحة هو إسهام في إضعاف القوة الفلسطينية ومقاومة شعبنا، وإفشال المصالحة هو شراكة غير مباشرة في جريمة الذبح السياسي للقضية الفلسطينية .

أما في ما يختص بموضوع المخيمات، وأنا من قلب وعين المخيمات مخيم عين الحلوة أؤكد أن الأفعال السلبية، والسياسات الخاطئة، والتعصب والإنغلاق، والأفعال الشنيعة التي أودت بحيوات أناس، وأعصاب وسمعة هي تهدف إلى تغيير هوية المخيم، وتحويله إلى فزاعة. كل هذا يجري ليس بمعزل عن مؤامرة تصفية قضية اللاجئين، مشيرًا إلى أنه نحن أنصار البيئة الإيجابية التي تصنعها سياسية إيجابية، وعلاقات إيجابية وتفكيرإيجابي، وفعل إيجابي. المخيم يرمز إلى المناضل وليس القاتل، القتلة لاهوية لهم وهم ليسوا منا، المخيم الذي يرمز للشهيد والتضحية وليس الضحية المتكررة، والإنسان الفلسطيني صاحب حق وليس صاحب سوابق.

من قال إن الشتات شعب زائد عن حاجة الدول، ليوزع كالبضاعة على الصحارى والمنافي البعيدة، و هل هو شعب منكر ومستثنى من معادلات القيم الإنسانية والعدالة الاجتماعية والحقوق غير القابلة للمبادلة. شعب فلسطين له وطن تاريخي واحد اسمه فلسطين، احذروا الأفكار السلبية والإعلام السلبي الذي يهدف إلى زرع الشك واليأس وروح الاستسلام.

نحن اخترنا السياسة الإيجابية يوم قلنا إننا الوجود الفلسطيني مؤقت، وهو يلتزم الحياد الإيجابي الذي لا ينحاز فيه الفلسطيني إلا إلى السلم والاستقرار وضد عدو الأمة كلها، ووجود إيجابي لمنع ما يؤذي لبنان والهوية والقضية .

دائما كنا نتطلع إلى السند الشعبي إلى صوت الناس ضد السياسات الخاطئة، لكن بسياسة إيجابية. هذا الذي يخلق البيئة الإيجابية ويعزز الروح الوطنية الأصيلة.

كما قدم التحية للمنظمات التي تنطلق من قدرة الجماهير، وعطاء الناس، وللمبادرات التطوعية، منظمة لجان العمال الشعبية الفلسطينية، وكما المنظمات الجماهيرية الأخرى منظمة الشبيبة الفلسطينية، مدعوة لتحقيق هذه السياسة.

اللحظة الحصرية في الذكرى، كم هي معبرة وجميلة فكرة إحياء وترميم الذاكرة، هم الشهداء الأبرار الذين لهم انتماء واحد لقضية واحدة، فإنّنا، أيضًا، نكرّم آل الشهداء وذويهم على صبرهم وتمسّكهم بحبّ الإنسان والوطن، على تحمّلهم مرارة الغياب والفراق و المصاعب والشدائد، للأسرى وفي مقدمتهم القائد أحمد سعدات، وكل أسرى الحرية، فإنّنا من هذا المكان نؤكد عهدنا ووعدنا: من أجل فلسطين كل فلسطين سنستمر ونقاوم وننتصر.















تعليقات: