جوان رحلت.. و\"قلبها دليلها\"


ج

وكأنّه مكتوب على لبنان، ألّا يستيقظ من مسلسل حوادث السّير، فالطّرقات لا تكفّ عن اقتحام حياة الشباب سارقةً منهم فرحة العيش والأمل.

يصحو اللبنانيون يوميًّا على أخبار الحوادث المروّعة، اذ سقط خلال العام 2017، 472 قتيلاً، كثيرون منهم فارقوا الحياة على أوتوستراد الموت في كسروان، الممتد من يسوع الملك وصولاً إلى فاريا.

اقتحم اوتوستراد الموت هذا، قطار حياة الكثيرين، على الرّغم من وضع فاصل لم يقف يومًا عائقًا أمام مهمّة شبح الموت.

وآخر ضحايا هذا الاوتوستراد هي جوان صفير، ابنة الـ23 عامًا، التي رحلت مساء أمس جرّاء حادث سير مروّع على طريق عام عجلتون، فقد اصطدمت سيارتها، من نوع مارسيدس، بالفاصل الوسطي.

جوان المرحة، المفعمة بالحياة، "أهضم انسانة"، "يلي بتحب الكلّ وبتمزح مع الكلّ"، بحسب ما وصفها أصدقاؤها، غادرت أحبّاءها أمس فغرست في قلوبهم الحزن وذرفت الدموع من أعينهم.

لم تتمكن جوان من مقاومة جروحها البليغة، ففارقت الحياة ورحلت إلى جوار الله والملائكة. هناك، حيث ترقد روح صديقها رامي الحاج الّذي أودى أيضًا هذا الفاصل بحياته. و"قلبها كان دليلها"، فقد تركت قبل رحيلها رسالة إلى رامي من خلال صورة نشرتها على حسابها الخاص عبر فايسبوك قائلةً: "بكرا بالسما منشوف بعضنا ومنلتقي عطول".

"وضع الفاصل الاسمنتي على اوتوستراد كسروان لم يكن الخيار المناسب لحلّ مشكلة الحوادث على طريق الموت"، هذا ما أكّده الخبير في إدارة السلامة المروريّة كامل ابراهيم لـ"ليبانون ديبايت"، لافتًا إلى أنّ "البلوكات الاسمنتية لا تتطابق مع المواصفات المطلوبة للفواصل، وتشكّل خطرًا كبيرًا على حياة السائقين، والمطلوب هو إجراء تشخيص للمشكلة من قبل خبراء ومسؤولين لوضع الحلّ المناسب".

عشرات الشباب، بل مئات وقعوا ضحايا اوتوستراد الموت، ضحايا طريق غير آمنة ذرفت الدّماء وأطفأت شعلة الفرح في حياة الكثيرين. فإلى متى ستبقى هذه الطريق وكأنها مخصصة للموت، وهل سيستيقظ لبنان يومًا من كابوس حوادث السير؟





تعليقات: