الحريري: عودتان لا واحدة و«الازمة عبرت»


حدث ما لم يكن متوقعا، لكن عبارة رئيس الجمهورية ميشال عون في رسالة الاستقلال ان «الازمة عبرت لكن الاستقالة لم تكن عابرة» وجدت تفسيرها اليوم مع «تريث» الرئيس سعد الحريري في استقالته وحكومته. وبذلك تكون المساعي الديبلوماسية التي دخلت اكثر من دولة على خطها، حمت لبنان من ازمة مفتوحة، وجنبت المنطقة خضة جديدة. ولعل الولايات المتحدة الاميركية، وفق مصادر صحافية في واشنطن، عبرت عن رغبتها في المحافظة على الاستقرار في لبنان، وايدها الامين العام للامم المتحدة الذي ابدى قلقا كبيرا من التقارير التي رفعت اليه من ممثله في بيروت.

و"التريث" يشبه العودة عن الاستقالة، ولو موقتة الى حين، في انتظار استكمال المساعي العربية والدولية، واعطاء فرصة اضافية للداخل، وخصوصا للرئيس ميشال عون الذي كثف اتصالاته ومشاوراته الداخلية والتي اثمرت مواقف متقدمة نوعا ما من "حزب الله" تجاه الحرب اليمنية، والعراقية، ولاحقا السورية.

وقد تحققت للحريري عودتان في يوم واحد، اذ عاد الى بيروت بعد غياب مشوب بالغموض استمر نحو ثلاثة اسابيع، وعاد عن استقالة اعتبرها البعض نهائية ولا عودة عنها، بعدما فسرها كثيرون خارجة عن ارادته، وتمثل ارادة سعودية، لا يمكن معها التفاوض، او ابداء اي ليونة.

وقد فاجأ الرئيس الحريري الرأي العام المحلي والدولي باعلانه التريث في الاستقالة، بعد خلوة عقدها مع الرئيسين ميشال عون ونبيه بري في بعبدا، ويمكن اعتبار النتيجة نجاحا للديبلوماسية التي انتهجها لبنان، وخصوصا لرفضها من رئيس الجمهورية وفتح المجال لدراسة اسبابها ومحاولة معالجتها.

وبعد الخلوة وقبيل حفل الاستقبال صرح الحريري: "في هذا اليوم الذي نجتمع فيه على الولاء للبنان واستقلاله كانت مناسبة لشكر الرئيس على عاطفته النبيلة وعلى حرصه الشديد على الوحدة الوطنية ورفضه الخروج عنها تحت اي ظرف من الظروف. واتوجه من رئاسة الجمهورية بتحية تقدير وامتنان الى جميع اللبنانيين الذين غمروني بمحبتهم وصدق عاطفتهم، واؤكد التزامي التام التعاون مع فخامة الرئيس لمواصلة مسيرة النهوص بلبنان وحمايته من الحروب والحرائق وتداعياتها على كل الصعد واخص بالشكر الرئيس نبيه بري الذي اظهر حكمة وتمسكا بالدستور والاستقرار في لبنان وعاطفة صادقة تجاهي شخصيا. عرضت استقالتي على فخامة الرئيس الذي تمنى علي التريث في تقديمها لمزيد من التشاور في اسبابها وخلفياتها فابديت تجاوبا مع هذا التمني، املا في ان يشكل حوارا فيعالج المسائل الخلافية وانعكاساتها على علاقات لبنان مع الاشقاء العرب. ان وطننا يحتاج في هذه المرحلة من حياتنا الى جهود استثنائية من الجميع لتحصينه في مواجهة المخاصر، لذلك علينا الالتزام بسياسة الناي بالنفس عن النزاعات الاقليمية وعن كل ما يسيء الى العلاقات مع الاشقاء العرب".

تعليقات: