دائماً الحق على الطليان

الحاج صبحي القاعوري - الكويت
الحاج صبحي القاعوري - الكويت


كثير من رؤوساء الغرب السابقين والحاليين ينعتون العرب وخاصة المسلمين بصفات قد تكون اقرب للواقع، وهم من خطط للتقاتل بين (شيعي وسني)، ولكن نحن نقف مكتوفي الأيدي لما قيل ويقال وبدون أن نعمل على تصحيح الخطأ - هذا اذا اعترفنا بالخطأ - وهذا دليل إما على الغباء او الجهل بإمورنا .

ومن الرؤوساء "اوباما" في احدى خطبه الأخيرة من ولايته قال:

"إن الشرق الأوسط سيعاني من الصراعات لأجيال بسبب الرواسب التاريخية"، وقد لامه الكثير من العرب والمسلمين على ما جاء في هذا الخطاب.

الحقيقة دائماً في مجتمعاتنا مؤلمة وغير مرحب فيها ، سؤال دائماً يحيرني ، لماذا نرمي المسؤولية على غيرنا ، ولماذا نلوم رؤوساء العالم لأنهم لم يقفوا معنا في محنتنا ، ولماذا نلومهم على عدم الإهتمام بحل مشاكلنا ؟...

سأتطرق الى وضعنا الحالي ب " أولاً " بدلاً من الفقرات المتعارف عليها عادة في المقالات .

اولاً : اذا كنت انا احترم نفسي ، فهذا الإحترام يفرض نفسه على الآخرين .

ثانياً : مشكلتي مع من حولي هو احترامي الى من يعمل لشعبه حتى ولو كان هذا العمل ضد شعبي .

ثالثاً : نحن أمة أصبحنا عالة على المجتمع الدولي ، كسالى ، بليدين ، اغبياء ، ونطالب الغير بأن يقدم لنا موجبات الحياة للعيش ، وإلا كان خائناً وفي افضل الأوضاع عدم الإكتراث .

رابعاً : نتنياهو العدو هو ومن يمثل ، اصبح قبلة المسلمين لتحقيق اهدافهم وإنشاء دولة فلسطينية لهم !! الى هنا وصل الحال بنا .

خامساً : الحروب ليست سنية شيعية كما قيل ويقال وكما مُهد لها وخُطط ، وأشعلوها العرب والمتأسلمين إعلامياً قبل الغرب ، الحرب قبل هذه التسمية بدأ التهيئة لها في عهد الخليفة الثالث بتسلل الأمويين الى السلطة وقد تغلغلوا في الدوائر وتمكنوا من السلطة ، قاموا بحركة انقلابية على الخليفة الثالث كانت نتيجتها قتله ، وحمل قميصه .

سادساً : ولتثبيت مشروعهم بدأ الأمويون الحرب بينهم ، وهم يمثلون الباطل وبين الحق الرسالة السماوية ، بمعنى اصبح المسلمين مدرستين ، مدرسة الأمويين بقيادة معاوية ومدرسة الرساليين بقيادة الإمام علي بن ابي طالب ( ع ) .

سابعاً : ابتدأ عهد معاوية بتصفية وقتل كل من يخالفه ، ومن لا يسير على خطى أفكاره ، ومحمد بن ابو بكر ، لم يشفع له اسم والده ، فأمر معاوية بحرقه ، والأموي الذي كان يتجه نحو الحق كانت مدرسة معاوية تقتله ، ومنهم معاوية بن يزيد والخليفة " عمر بن عبدالعزيز " .

ثامناً : القتل والتدمير وقطع الرؤوس ابتدأ في العهد الأموي وكل الروايات من التاريخ تؤكد هذا بقطع رأس الحسين ابن بنت رسول الله ، والذي قال الرسول فيه " حسينٌ مني وانا من حسين " ولم يشفع هذا القول للحسين من الرسول عند يزيد الأموي ، وأهل بيت الرسول واصحاب الحسين قُطعَت رؤوسهم وارسلت الى يزيد في الشام ،وقد قال لقد ثأرت لأجدادي ،وقال قصيدته المشهورة ومنها : لعبت هاشم في الملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل .

ولم يقف القتل وقطع الرؤوس عند هذا الحد بل امتد الى العهد العباسي .

تاسعاً : العهد العباسي ابتدأ عهده بالقتل والدمار وحتى بين العمومة وأولادها وبين الأخوة ، ولم يتركوا أحداً من اهل بيت الرسول ذو شأن من علم ومعرفة إلا وقتلوه .

عاشراً : استولى العثمانيون على الحكم بإنقلاب على العباسيين كما فعلوا هؤلاء بالأمويين ولم يكن حكمهم اقل نحراً للبشرية ودماراً وقطع رؤوس حتى الأخوة وأحياناً الأبناء ، واستمر هذا القتل والإستبداد الى ان انتهى حكمهم بمؤامرة صهيونية كان بطلها اتاتورك .

احدى عشر: السنة والشيعة ابتدأت في العهد العباسي كمذاهب ، ولم يطلق عليها يومها سني وشيعي ، بل اطلق عليها مذهب " الحنفية " نسبة الى ابو حنيفة ، وكان ذلك بأمر الخليفة العباسي لمحاربة المذهب " الجعفري " نسبة الى الإمام جعفر الصادق ( ع ) ، وكذلك انشأت المذاهب الأخرى " المالكية ، الشافعية والحنبلية " في عهد العباسيين ، وكان هدفها العلني ديني ، ولكن ما يدور في نفس العباسيين كان سياسي .

اثنى عشر : استغلت الصهيونية المدرسة الأموية وركزت على تلاميذ ومعلمين ومراجع ليغرسوا الحقد في نفوس الطلاب منذ الصغر ضد شيعة اهل البيت ، وأحياناً يطلق عليهم شيعة علي، بمعنى جماعة علي ( ع ) .

ثالث عشر : نجحت الصهيونية في تقليب الغرب على الإسلام للضعف الحاصل في عقول المسلمين والى حبهم حياة الدنيا والمال واشتغل الجميع على هذا الأساس لتدمير المسلمين والإسلام ، وتاتشر ، وقفت امام مبنى الوزراء عندما كانت رئيسة وزراء بريطانيا عندما انهار الإتحاد السوفياتي وقالت : لم يبق أمامنا إلا الإسلام .

رابع عشر : لقد نجحت الصهيونية ومن وراءها الغرب بتأجيج الخلاف بين السنة والشيعة والتي أصبحت هذه التسمية سياسية بغلاف ديني ، وركزت على فئة قطع الرؤوس من المتأسلمين ، وأصبح شعارهم قتل الشيعة الروافض ، وقتل كل مسلم سني اذا لم يجاريهم او يكون معهم ، وقد حدث هذا في الموصل وفي الأنبار وفي سوريا .

خامس عشر : حب المسلمين للمال وللنساء ، هذين العنصرين لعبوا دوراً كبيراً في التفريق والتقتيل بين المسلمين ، والدليل على حب النساء " تاريخ العرب المشهور في الأندلس " وفي الوقت الماضي القريب " ليفني " عندما أعلنت بأنها مارست الجنس مع مسؤولين فلسطينين لمصلحة اسرائيل ، ولم تخجل وذكرت الأسماء ، وقالت انها ما زالت على أتم الإستعداد اذا طلب منها ذلك لمصلحة شعبها ، وكثيرٌ من امثالها لم يعلنوا عن أنفسهم اخترقوا صفوف المتأسلمين لصالح العدو .

سادس عشر : لقد نجح الصهاينة في إصدار فتاوى عن اشخاصُ معممين دخلاء على الدين ضد الإسلام ، ومنه نكاح الجهاد .

سابع عشر : كل هذا حدث في قصورٍ وتقصيرٍ من علماء الدين المسلمين من جميع المذاهب ، وأقول المذاهب ، لأني لا اعترف بتسمية سني ، شيعي ،والعلماء تقاعسوا عن اداء دورهم لفضح هؤلاء المتأسلمين ، وما يقوم به الصهاينة .

ثامن عشر : من يحب الدنيا لا همّٓ له غير الملذات ، وهو بعيد عن الإسلام والمتأسلمين ، وماذا يفعل الأغنياء منهم غير إقامة الحفلات الراقصة ، وانفاق الملايين على الملذات والشهوات .

تاسع عشر : وبالمقابل ، نقرأ الملياردير الفلاني الأمريكي او الأوروبي ، قد تبرع الى الجمعيات الخيرية بكذا مليار .. هل يوجد مقارنة ؟

لا نرمي اللوم على الآخرين ، بل يجب ان نلوم أنفسنا اولاً ، ونوقف الريموت الذي ندار به ، ومن ثم علينا تطهير أنفسنا والعودة الى الله وَرُسُلِه ، وعندها سنعمل وسيرى الله عملنا والرسول والمؤمنين .

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت

تعليقات: