خطاب السيد حسن نصرالله يوم عاشوراء - كاملاً

السيد حسن نصرالله
السيد حسن نصرالله


ظهوره المفاجئ بين الحشود المؤلفة التي تحي مراسم اليوم العاشر من محرم، زاد من حماسها وإعلاء صوتها هتافا بحياته وباسمه

سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله شارك في مسيرة اليوم العاشر من محرم بين ألوف مؤلفة اجتمعت من كل المناطق اللبنانية لتحي هذا اليوم العظيم في أرجاء الضاحية الجنوبية التي تهيأت منذ يوم أمس لهذا الاحتفال المهيب. فلقد اجتمعوا في مجمع سيد الشهداء في منطقة الرويس ومحيطها منذ الصباح الباكر لقراءة المصرع الحسيني، الذي انتهى عن قرابة التاسعة صباحا حيث بوشر من بعده بالمسيرة الحسينية المليونية.

ولم يطل الأمر حتى أطل سماحة الأمين العام على الجماهير المحتشدة.

وحذر الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله الكيان الصهيوني من شن حرب أخرى على لبنان، لأن المقاومة الإسلامية ستواجه ذلك بكامل قوتها، وتغير مسيرها ومصير المنطقة بأكملها. كذلك أكد السيد نصر الله أن المقاومة لديها أشلاء لعدد كبير من الجنود الإسرائيليين بينها جثة شبه مكتملة، محملا الحكومة الإسرائيلية المسؤولية. كما حذر الاحتلال الإسرائيلي من الاستمرار في الاعتداء على المدنيين اللبنانيين. و خلال كلمته، تطرق الأمين العام لحزب الله إلى الشأن الداخلي اللبناني، فطالب بوساطة عربية جدية لإنجاز تسوية حقيقية على أساس الشراكة وليس الضغط على فريق دون آخر. كما أكد السيد نصر الله أن المعارضة لن تختبئ وراء المطالب المعيشية وستواجِه بالشعار والمطلب السياسي.

النص الكامل:

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين السلام عليك يا ابا عبدا له الحسين ...في هذا اليوم نتقدم بالعزاء الى صاحب العزاء الى حفيد الرسول وحفيد الحسين بقية الله في الارضين الإمام المنتظر المهدي والى مراجعنا الكبار العظام وفي مقدمهم سماحة اية الله العظمى سماحة السيد على الخامنئي دام ظله الشريف والى كل المسلمين والمحبين والمصابين له في ذريته وعترته واهل بيته في يوم العاشر من محرم سنة 61 للهجرة .

ايها الإخوة والأخوات في مثل هذا اليوم كانت واقعة كربلاء كانت درسا وموقفا خالدا في التاريخ وللتاريخ عندما وقف ابن رسول الله "ص" ليواجه الطاغوت ويعمل لإحقاق الحق وإزهاق الباطل وإصلاح الأمة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووضع بين خيارين في كل يوم من عاشوراء من كل عام نستذكر هذا الموقف الخالد عندما وضعنا بين خيارين بين الذلة بين الاستسلام المهين والخضوع لإرادة الطاغوت والمتجبرين والقبول بفسادهم وظلمهم ومنكرهم وانحرافهم وبين والمواجهة والقتال التي كان مالها بشكل طبيعي في ذلك الزمان الى الشهادة والى القتل اختار الحسين " ع" والمواجهة بملء ارادته ووعيه ومعرفته اختارها من موقع العارفين ومن موقع العاشقين والمشتاقين الى لقاء الله عز اختارها من موقع المعرفة بان احقاق الحق بات بحاجة الى هذا الدم الزكي على الاستسلام , الا ترون قال الحسين ع الى الحق لا يعمل به والى الباطل لا يتناهى عنه فليرغب المؤمن في لقاء الله محقا فاني لا أرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما عندما وضعوه بين الخيارين كان عليه ان يختار اختار لنفسه واختار لدينه ولامته ولكل الأجيال آلاتية في المستقبل رسم لها طريق الخيار الصحيح عندما قال الامام الحسين ع يوم العاشر الا ان الدعية ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة ( يعني القتال والحرب ) والذلة وهيهات منا الذلة. يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت ونفوس ابية وانوف حمية من ان نأسر طاعة اللئام على مصارع الكرام " وكان الخيار هو الشهادة التي كانت نتيجة الصمود ونتيجة المقاومة ونتيجة الوقوف اليوم ايها الإخوة والأخوات امتنا تواجه هذا العدو المتجذر المتغطرس الذي يضعها بين خيارين بين السلة والذلة . وفي زيارة جورج بوش الاخيرة راس هذا النظام الطاغي والمستبد والمتجبر وضع الأمة امام خيارين اما ان تتخلى عن ارضها ومقدساتها وتعترف بقيام دولة يهودية عنصرية في ارض فلسطين المحتلة وتتخلى عن مقدساتها وتقبل بالتهجير النهائي لنصف شعب فلسطين خارج أرضه وحقه ودياره , وان نقبل بهيمنته على بلادنا وثرواتنا وخيراتنا وان نقبل باحتلاله للعراق ارض المقدسات بعشرات السنين وان نقبل بتمزيقه لبلادنا وشعوبنا وافتتان هذا الشعوب لتتقاتل فيما بينها تحت عناوين وهمية وعداوت مصطنعة يريد بوش ان يقنع بها حكامنا وحكوماتنا وشعوبنا ليحمي هيمنته ومصالحه وكيانه السرطاني المزروع في قلب الامة في فلسطين .

واضاف : اما ان نقبل بهذا الاستسلام المذل وام ان نرفض ونواجه ونقاوم ونتهم بالإرهاب ونلاحق في كل مكان في لبنان في قطاع غزة في الضفة الغربية في العراق ويهدد كل موقع للممانعة في ايران في سوريا في أي مكان فيه مقاوم ممانع لنقتل ونشرد ونهجر وتهدم بيوتنا وتمارس على كل حركات المقاومة وشعوب المقاومة ابشع صور الحرب النفسية والإعلامية والأمنية والعسكرية .

وقال : وضعنا يبين خيارين وهذا ليس امر جديدا ومنذ عقود من الزمن والأمة بين خيارين وكان عليها ان تختار نحن في لبنان منذ عام 1982 عندما كان الاجتياح الإسرائيلي لبلادنا اخترنا بملء وعينا وإرادتنا ومعرفتنا طريق ابي عبدالله الحسين ع فقلنا للجيوش الغزاة الصهاينة المحتلين الذين دخلوا العاصمة بيروت وتمددوا الى الجبل والبقاع بعد الجنوب لقد دخلتم الى الأرض الخطأ في المكان الخطأ وفي الزمان الخطأ لأننا امامكم سنواجه بشعار واحد هيهات منا الذلة وقامت المقاومة في لبنان تحمل فكر كربلاء وروح كربلاء ووعي كربلاء وعزم كربلاء وارادة الاستشهاد في كربلاء ورفض الذل ونفسية اباء الضيم فكانت المقاومة في كل عملياتها الاستشهادية والجهادية واقتحامها للمواقع في كل كمائنها في كل واد وفي كل جبل تستلهم الحسين وتستحضر الحسين وبكل كيانها ولسانها ورصاصها وقبضاتها كانت تجدد نداء النصرة للحسين لبيك يا حسين ..

وتابع : باسمه اقتحمنا المواقع وبروحه فجر استشهاد يون اجسادهم لترتفع الى الله بدمه انتصرنا على السيف أي سيف اعتى سيف في هذه المنطقة وأقوى قوة في هذه المنطقة وعلى مدى 18 عاما استمرت المقاومة صنع الله لها انتصارها بعدما أثبتت إخلاصها ووفاءها وثباتها وفي عام 2006 عندما جاء العالم كله يقف خلف إسرائيل ليقضي على هذه المقاومة على رجالها ونسائها على شعبها على الحضن الذي يحتضنها ويحفظها ويحميها جاء سلاح الجو الإسرائيلي ومعه مخازنه التكتيكية والاستراتيجية ومن خلفه مخازن أمريكا وجاء الدعم الدولي .

وكانت حرب الابادة على المقاومة وشعب المقاومة لم نترك السلاح ولم نتخلى عن السلاح ولم نغادر ولم نهرب ولم نستسلم ولم نقبل بالشروط المذلة . ورفضنا الذل والهوان وقاتلنا ايام واسابيع و33 يوما دون ان ترتجف لنا قدم او يد او قلب ، وختم الله لنا بالنصر فكنا في كل يوم نقاتل فيه مع كل شهيد يسقط لنا مع كل بيت يهدم لنا مع كل جرح ينزف لنا كنا نستحضر الحسين ونقول له يا ابا عبدالله كنا نبايعك في كل عام في ايام محرم في يوم عاشوراء ها هنا اليوم في حرب تموز واب نفي لك بالبيعة ونقاتل عدوك وعدونا وعدو الأنبياء والشعوب والإنسانية قاتلنا بروحه وبدمه وبإرادته وبفكره وعزمه نعم كان شعارنا في حرب تموز هيهات منا الذلة .

وتابع سماحته قائلا : في مواجهة كل الاخطار وكل التحديات يبقى الشعار هو الشعار لن نغير موقفنا ولم نبدل موقعنا ولن نخلع جلدنا ولن نتخلى عن تاريخنا ولن نسقط أمالنا ولا ثقتنا بالله سبحانه وتعالى ولا بالأفق البعيد الذي ننتظره وينتظرنا، نعم نحن نواصل من هذا الموقع ولذلك فيما نواجهه من قضايا اليوم بوضوح كامل .

اولا: في مواجهة جولة بوش واملائاته وشروطه ورؤاه الشيطانية الذي يريد فرضها على فلسطين والمنطقة نقول الأمة كلها مدعو للرد على هذه الجولة من خلال التمسك بخيار المقاومة وفعل المقاومة ودعم حركات المقاومة في كل ارض فيها مقاومة دعمها سياسيا وإعلاميا ومعنويا وماديا وعسكريا وفي كل مجال ان يقدم فيه دعم لحركات المقاومة .

ثانيا : ان يكون رد الأمة المزيد من التمسك بالأرض ورفض التهجير وبالتالي رفض التوطين والتمسك بالمقدسات فمقدساتنا ليست للبيع ولا للشراء ولا للتنازل .

ثالثا : الرد بالتأكيد على هوية العدو الحقيقي ومعرفة الصديق فلا يشتبه علينا أمر يريد بوش ان يقنع حكامنا وشعوبنا ان ايران هي العدو وان ايران هي الخطر وان ايران هي التهديد واما إسرائيل فهي الاخ الصديق الحبيب المطمئن والجار الذي يجب ان نمد له يد السلام هل هناك تزوير وتضليل ونفاق أعظم من هذا النفاق.

التأكيد على هوية العدو والتأكيد على هوية الصديق وبالتالي ان ترفض حكوماتنا وشعوبنا الانجرار مع بوش في حروبه التي لن تخدم الا مصالحه والى كيانه السرطاني في فلسطين والتي سوف تؤدي الى دمار بلادنا قتل شعبنا من خلال هذه الحروب العبثية التي لا تعني امتنا وقضايانا شيئا على الإطلاق .

المسالة الثانية :ان اخطر ما نواجهه هذه الأيام وبالأخص بعد زيارة بوش وما يتعرض له اهلنا وإخواننا في فلسطين المحتلة وخصوصا قطاع غزة في كل يوم غارات وبالا مس استخدم الطيران الحربي هذا تطور خطير وبالأمس سدت كل المعابر وكل الطرق واحكم الحصار على قطاع غزة وهو في المواجهة الدامية يقدم الشهداء والتضحيات ويصبر على الجوع والظلمة والحصار ولكن ما هي مسؤولية الحكام ؟ وما هي مسؤولية شعوب هذه الأمة ؟ هل بترك قطاع غزة لمصيره ؟ ما هو جواب الأمة في حرب تموز واب خرجت في اكثر من مناسبة وقلت للعرب وللمسلمين نحن لا نريد منكم شيئا ولا نطلب منكم شيئا نحن هنا فبي لبنان سنقاتل وسنواجه في الامكانات المتاحة لدينا. ولكنني اليوم في عاشوراء الحسين ع أقف لأطالب العرب واطالب المسلمين من حكومات وشعوب بان يقفوا الى جانب قطاع غزة المحاصر من كل الجهات والذي يتعرض للمذبحة وللابادة الجماعية ان ابسط الأمور هو ان يفك الحصار عن قطاع غزة وان استمر الحال كما هو في قطاع غزة كما هو دون ان يحرك احد في هذه الأمة ساكنا فهذه الامة تشهد على نفسها بالذل والهوان والسكينة والتخلي عن إنسانيتها وعن دينها وعن عروبتها لأنه لا يجوز بان يترك هؤلاء الناس لهذا المصير يتحكم بهم طاغية يريد ان يحتفظ بكرسيه ويريد ان يدافع عن احتلاله واغتصابه للأرض من خلال أشلاء النساء والأطفال والرجال والأبرياء في قطاع غزة الأمة كلها مدعوا الى موقف حقيقي وجدي لابجوز الصمت لا يجوز السكوت ولا يختبئنا احد خلف اصبعه .

المسالة الثالثة : الخروقات الإسرائيلية للبنان والتي كادت تتحول الى امر عادي غير الخروقات الجوية فيما يتعلق بالاعتداء على المدنيين وخطف المدنيين واعتقال مدنيين وينتهي الأمر في ان يطلق سراحهم بعد ساعات انا أريد ان اسأل اللبنانيين والعالم لو قام بعض أللبنانين لا أتحدث عن حزب الله والمقاومة من أهل القرى الأمامية بخطف راع او فلاح او مزارع إسرائيلي على الحدود ماذا يمكن ان يحصل سيجتمع مجلس الأمن الدولي ستقوم الدنيا ولا تقعد سيعطى لإسرائيل حق بان تشن حربا على لبنان أما ام يبقى المزارعون والرعاة والفلاحون والصيادون في معرض الخطر وتحت أعين الأمم المتحدة والعالم هذا لا يمكننا ان نسكت عليه طويلا وانا احذرهم وانا جاد في هذا الأمر فهم يعرفون جديتنا في هذا النوع من المسائل اننا نشعر ان الاعتداء على المدنيين على الحدود اللبنانية هو إذلال لوطن ولشعب وليس لهذا الفلاح او المزارع وهذا الأمر لا يجب السكوت عليه ويجب ان يواجه في يوم من الايام .اما التهديد بين الحين والأخر بان الإسرائيليين يريدون الاعتداء على لبنان او بشن حرب جديدة على لبنان

انا لا اعتقد في الوقت الحاضر ان الاسرائليين يملكون القيادة السياسية والقيادة العسكرية والجيش المؤهل لقيام حرب من هذا النوع ولكن لا يجوز ان نفاجىء في المقابل كما في كل مناسبة وهذه المناسبة هي الأحق والأولى ان أؤكد فيها التزامنا بالمقاومة واعلاننا جهوزية المقاومة الحقيقية وما قلته لكم في 14 اب من العام الماضي في احتفال ذكرى الانتصار لم يكن لا للحظة غضب ولا انفعالة حماس ولا لايثارة عواطفكم او ثقتكم وانا اعرف عاطفتكم وثقتكم قلت في ذلك اليوم واليوم اعيد في ذلك اليوم فيبين يدي شهداء الوعد الصادق واليوم بين يدي شهداء كربلاء لو شنت إسرائيل على لبنان بحرب جديدة فإننا نعدهم بحرب ستغير مسار المعركة ومصير المنطقة بأكملها , في كل يوم هم يتأكدون من صدقية ما أقوله لهم وما أتهددهم به نحن لا نريد حربا ولكن نرفض ان يشن احد حربا على بلادنا وعلى مدننا وعلى قرانا .

المسالة الرابعة : وهي تتبع المسألة الثالثة قضية الأسرى التي في كل يوم عاشر أؤكد التزامنا بها وباستعادة كل الأسرى الى أهلهم وديارهم هذا الإسرائيلي يماطل لأنه ضعيف لانه هزيل لانه لا يستطيع ان يقدم ألاثمان الطبيعية والإنسانية الطبيعية , اليوم لا أريد ان ادخل في مفاوضات مع العدو من خلال وسائل الإعلام وانما أريد ان أقول لكم ولمجتمع هذا العدو ان جيشه الذي كان يعرف في السابق لدى شعبه بالصدقية وبالدقة كشفت حرب تموز عن تضليله وعن كذبه وعن عدم نقله للوقائع الحقيقية والصحيحة . واليوم اود ان اؤكد على ما اشرت اليه في اخر مقابلة تلفزيونية لاقول: أيها الصهاينة ان جيشكم يكذب عليكم جيشكم هذا الذي كان يفاخر دائما في انه عندما يدخل ساحة ينتصر وعندما يخرج منها لا يترك اجساد قتلاه ولا جرحاه في الأرض وهذا جزء من ثقافته وبنيته أقول لهم ولكم لقد ترك جيشكم أشلاء جنوده في قرانا وحقولنا وكان مجاهدونا يقاتلون ويواجهون هؤلاء الصهاينة يقتلونهم ويجمعون أشلائهم انا لا أتحدث عن أشلاء عادية انا أقول للإسرائيليين لدينا رؤوس من جنودكم ولدينا ايدي وأرجل هناك أيضا جثة شبه مكتملة او ثلاث أرباع جثة من رأس الى صدر الى وسط الى قدم . ماذا قال الجيش لعائلة هذا الجندي ؟ وماذا قدموا لهم من أشلاء او من أعضاء ؟ الجيش الإسرائيلي الذي أعلن نفيا سريعا عندما تحدثت عن وجود أشلاء لجنود الصهاينة في ارض الجنوب . ولكنه سرعان ما تراجع لأنه يعرف أننا لا نكذب وأننا لا ندعي وأننا لا نقول الا الحقيقة ، أنا لا أريد هنا ان أثير هذا الموضوع للتفاوض وإنما لأشير ان هذا الجيش الصهيوني فقد حتى صدقيته التي كان يدعي انه يتمتع بها وكان ضعيفا وهزيلا في الميدان الى الحد الذي ترك أشلاء لعدد " وليس لواحد او اثنين او ثلاثة " بل لعدد كبير من جنوده الذين قتلوا بأيدي واقدام مجاهديكم وإخوانكم في المقاومة الإسلامية . في هذا السياق لا بد ان اذكر بقضية الامام السيد موسى الصدر مؤسس المقاومة وقائد المقاومة وامام المقاومة ورفيقيه لا لأنال من احد وإنما لأجدد المناشدة في يوم الانتصار للمظلوم ويوم الانتصار للأسير ان أجدد المناشدة للجميع العمل على اعادته الى ساحة جهاده وعطائه وعمله .

خامسا : في الوضع اللبناني الداخلي نحن نطالب بالعدالة ونطالب بالإنصاف نرفض ان نستأثر نحن او ان يستأثر احد . هذا البلد قيامته بوحدته الوطنية ، انا استغرب كيف يتحدث وينظر الينا بعض المسؤولين العرب ويحدثوننا عن الأكثرية والأقلية وعن الديمقراطية وما هو مقبول في الديمقراطية ومرفوض فيها وأنظمتهم هي أنظمتهم التي تعرفونها . لا أكثرية ولا أقلية ولا ديمقراطي ولا ولا ولا . في لبنان تركيبة خاصة في هذا المجتمع اليوم اذا كنتم تريدون الأغلبية والأكثرية الشعبية فمكانها واضح ومحدد لكن نحن نتحدث هنا عن بلد لا يقوم بالاستئثار لا يقوم بالإلغاء لا يقوم بشطب أي فئة من فئاته الصغيرة او الكبيرة عن بلد خصوصيته انه لا يقوم الا بالتعاون وبالتكامل وبالتكاتف اليوم هناك من يضيع الوقت وهذا الوقت يضيع من الوطن ومن اللبنانيين من الشعب اللبناني . ما هي فائدة ان تتهم المولاة المعارضة بالتعطيل ؟ تعطيل المبادرة العربية مثلا ؟ او ان تتهم المعارضة المولاة بتعطيل المبادرة العربية ؟ نحن الطرفين نعمل على إضاعة الوقت . الجد هو ان تسعى الوساطة العربية في الليل وفي النهار لإنجاز تسوية داخلية حقيقية تقوم على أساس الشراكة وليس على أساس الضغط على فريق من اجل ان يستسلم وان يعترف باستئثار فريق اخر بإدارة البلاد . نحن رحبنا بالمبادرة العربية والوساطة العربية وانا اليوم اجدد الترحيب بها واحيي اللقاءات التي يمكن ان تحصل بين ممثلي الطرفين ونحن نؤكد ثقتنا الكبيرة والكاملة بمن يمثلنا في هذه المفاوضات وفي هذا الحوار ونأمل ان تصل هذه المساعي الى النتيجة المطلوبة .

في كل الأحوال أقول لكل من يضيع الوقت اذا كنتم تراهنون على ضعف المعارضة او تراجع المعارضة او تخلي المعارضة عن حقها واهدافها فانتم واهمون ، ومن يريد ان يدفع بالأزمة اللبنانية للتدويل لن يجديه نفعا . وذكر هنا بالقرار 1559 وكم سنة مضى على صدوره من العام 2004 ولم ينفذ وقال : لا يستطيع العالم كله ان يفرض قرارا على شعب او على حركة شعبية استقلالية وطنية حقيقية اذا كانت ترفض واذا كانت مستعدة للصبر والمواجهة .

وأضاف : لكل الذين يذهبون الى التدويل أقول لهم اذا كنتم تضنون ان بامكانكم إخضاعنا او إذلالنا فأسمعوا نداء هؤلاء الناس الذين اجتمعوا تحت عنوان واحد هيهات منا الذلة .

وكما قلت سابقا اذا فشلت الوساطات والمبادرات لن نقف عند الحائط المسدود ، المعارضة ستتحمل مسؤوليتها واقول لكم بصراحة لن نختبئ خلف المطالب المعيشية والاجتماعية كما يضنون ، لم نختبئ لا خلف رغيف الخبز الذي بات يشبه رغيف الخبز ولن نختبئ خلف انقطاع الكهرباء والتمييز الكهربائي بين المناطق وهم يضنون ان بعض التحركات التي تحصل هنا وهناك هي بخلفية سياسية . كلا هي بخلفية شعبية حقيقية سوف نترك هذه الأمور للاتحادات العمالية والنقابات هي تتحمل مسؤولية . المعارضة تملك شجاعة ان تتحرك تحت العنوان السياسي الواضح والهدف السياسي الواضح ولن نختبئ لا خلف جوع الناس ولا خلف عطشهم . ونحن نعرف ان معالجة الجوع والعطش والفقر والمديونية والبطالة والحرمان والإهمال يبدأ من تكوين السلطة العادلة وسلطة الشراكة وسلطة وطنية تتحمل مسؤولية كل الطوائف وكل المناطق . المدخل لمعالجة كل هذه الأزمات هو في تكوين سلطة من هذا النوع السلطة المستأثرة السلطة التي تنظر الى شعبها بعين وليس بعينين ، السلطة التي تفكر بالوطن على شاكلة الشركة الخاصة او البنك الخاص لا يمكن ان تعالج أي أزمة من أزماته الداخلية . فضلا عن ان تتمكن من ان تحفظ هذا البلد في مواجهة الأعاصير والأنواء التي تهب بمنطقتنا وعالمنا لذلك لان مطلبنا السياسي في المعارضة هو مطلب حق وعدالة وانصاف ونحن لا نخجل به ولن نختبئ خلف شعارات اجتماعية . بل سنواجه بالشعار السياسي بالحق السياسي وبالمطلب السياسي . ولن نترك لبنان لا للمشروع الأمريكي ولا للإدارة الأمريكية ولا ليستأثر به احد على حساب احد .

وتابع سماحته : كما في ختام كل عاشوراء من كل عام نقف مع الحسين لنجدد بيعتنا ، ونجدد تأييدنا لكل المظلومين والمضطهدين والمعذبين في هذا العالم نقف من ارض المقاومة من ارض الضاحية الجنوبية التي شاهدها العالم على مدى 33 يوما تقصف وتدمر ولكن لم تدمر أرادتها ولم يدمر رجالها ولا نساؤها من ارض الضاحية الجنوبية نؤكد التزامنا بالمقاومة في لبنان ونؤكد دعمنا للمقاومة في فلسطين ، نؤكد تأييدنا للمقاومة في العراق ، ونؤكد دعمنا لكل مقاوم في بلد يتعرض للاحتلال .

ونقول للحسين "ع" كما قلنا له بالأمس نحن في هذا العاشر يا سيدنا نتوجه اليك ونقول لك الحقيقة التي تعرفها عن إيماننا والتزامنا ووعينا وإرادتنا لن نقول لك ولن نعدك ونقول لك لو هدموا بيوتنا سنبقى معك بل نقول لك لقد هدموا بيوتنا وكنا معك وسنبقى معك .

لن نقول لك لو قتلوا اطفالنا ونساءنا وشيوخنا سنبقى معك بل نقول لك على مدى 25 عاما وخصوصا في حرب تموز لقد ذبحوا اطفالنا وقتلوا نسائنا وشيوخنا ورجالنا وكنا معك وسنبقى معك والى الابد سنبقى معك .

في يوم عاشوراء نعدك رجالا ونساء شيبا وشبانا وصبية وصغارا نعدك باننا سوف نبقى في خطك وطريقك ونلبي ندائك نحن في الموقع الذي وضعنا فيه المتجبر المتغطرس بين خيارين بين السلة والذلة وليس أمامنا خيار اخر نحن يا ابى عبد الله كلنا سنردد كلمتك آلا إن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين " الدعي ابن الدعي اليوم هو جورج بوش واولمرت الذي يدعي الانتساب الى أنبياء الله من بني إسرائيل " هؤلاء ركزوا بين اثنتين بين السلة والذلة ماذا تقولون للحسين في يوم الحسين " هيهات منا الذلة " .

يأبى الله لنا ذالك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وحجورنا طابت ونفوس ابية ونفوسنا ابية وانوف حمية وانوفنا حمية من ان نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام فكان مصرع السيد عباس وام ياسر وطفلهما وكان مصرع الشيخ راغب وشهدائنا في الحروب والمعارك والمواجهات ولم نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام في يومك يا ابا عبد الله نقول لك ونؤكد لك ونعاهدك ونقسم لك قسم الصادقين الأوفياء سنواجه كل طغيان وكل طاغوت وكل ظلم وكل ظالم لن يكون بيننا ذليل ولن يكون بيننا وضيع ولن نقبل بالهوان ولن نتراجع الى الخلف ولن نتطلع الى الخلف سوف تبقى عيوننا مشدودة الى الإمام نلبي ندائك عبر التاريخ لنصله بحفيدك صاحب الزمان واليك منا كما في نهاية كل محرم وعاشوراء من اعماق قلوبنا وجوارحنا والى الابد لبيك يا حسين.

تعليقات: