بطلان حكم الإعدام في حق حبيب الشرتوني


حكم الإعدام الصادر عن المجلس العدلي في قضية الوطني حبيب الشرتوني " باطل " دستورياً وقانونياً .

في الدستور :

في مقدمة الدستور اللبناني ، جاء تحت " د " :

د- الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسسات الدستورية.

اذاً الشعب هو صاحب السيادة ومنحه الدستور ممارستها عبر المؤسسات

وحيث أن الشعب هو السيد المطلق وفقاً للدستور ، فينتخب ممثلين عنه ( نواب ) في مجلس النواب ( البرلمان ) وهؤلاء النواب هم وكلاء الشعب بموجب التوكيل الذي منحهم إياه الشعب ، وهم بدورهم بصفتهم الدستورية يمثلون " السلطة التشريعية " .

وبنفس الصفة ينتخبون رئيس الجمهورية ، ويوافقون على السلطة التنفيذية " مجلس الوزراء " التي تنبثق عنه السلطة القضائية .

وحيث أن جميع الأحكام التي تصدر من المحاكم على اختلاف أنواعها ، تصدر بأسم الشعب اللبناني ، وفقاً للمادة ( 20 ) من الدستور حيث جاء نصها :

المادة 20

السلطة القضائية تتولاها المحاكم على اختلاف درجاتها واختصاصاتها ضمن نظام يضعه القانون ويحفظ بموجبه للقضاة وللمتقاضين الضمانات اللازمة اما الشروط الضمانة القضائية وحدودها فيعينها القانون. والقضاة مستقلون في اجراء وظيفتهم وتصدر القرارات والاحكام من قبل كل المحاكم وتنفذ باسم الشعب اللبناني.

اذاً الشعب هو مصدر السلطات ، وجميع الأحكام تصدر بأسمه وفقاً لأحكام الدستور .

في القانون :

كل حكم صدر في قضية ما وأصبح نهائياً لا يجوز لأي سلطة قضائية اعادة النظر في الدعوى لسبق الفصل فيها :

جميع القوانين في الدول تنص فيما يطلق عليه قانون الإثبات على أنه:

(الأحكام التي حازت قوة الأمر المقضي، تكون حُجة فيما فصلت فيه من الحقوق، ولا يجوز قبول دليل يُنقض هذه الحجية، ولكن لا تكون لتلك الأحكام هذه الحجية إلا فى نزاع قام بين الخصوم أنفسهم، دون أن تتغير صفاتهم، وتتعلق بذات الحق محلاً وسبباً، وتقضى المحكمة بهذه الحجية من تلقاء نفسها).

وحيث أن الخصوم أنفسهم في دعوى الشرتوني والجميل ، كما سيرد لاحقاً ، فإنه بالتالي لا يجوز نظر الدعوى من جديد أمام القضاء .

في قوانين العالم ومنه القانون اللبناني ، يقدم للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى كل من يتصل بالعدو بأي وسيلة ،او تشجيع العدو لإحتلال ارضه .

وحيث أن بشير الجميل ، كما اثبتت الأدلة القاطعة التي لا شك فيها بأنه ارتكب الجرائم التالية على الأراضي اللبنانية :

١- قام بالإتصال بالعدو الصهيوني - كما وصفته الحكومة اللبنانية - " عدو " من أجل مصلحة خاصة .

٢- شجع وحرض وساعد العدو على احتلال ارض بلده عام 1982 حتى وصل الى العاصمة وما بعدها الى منطقة بكفيا .

٣- اجتمع مرات عديدة مع العدو الصهيوني على ارض فلسطين وأرض لبنان

٤- ارتكب مع العدو الصهيوني مجازر على الأرض اللبنانية وأفضعها مجزرة صبرا وشاتيلا ، وذهب ضحية هذه المجزرة الألاف من اللبنانيين والفلسطينيين المقيمين على الأرض اللبنانية ، وما زال الكثير من اللبنانيين مفقودين ومجهولين .

٥- عمل كل ما ذكر لمصلحته الشخصية وبالإتفاق مع العدو الصهيوني على آجبار وإرهاب النواب اللبنانيين على انتخابه رئيساً للجمهورية .

كل جريمة من هذه الجرائم التي ارتكبها بشير الجميل تؤدي الى إعدامه .

وحيث أنه كما سبق ، أن الشعب اللبناني هو مصدر السلطات والأحكام تصدر بأسمه بصفته صاحب السيادة المطلقة .

وحيث أن بشير الجميل ارتكب هذه الجرائم بحق الوطن والمواطن والمقيم على الأرض اللبنانية ، رأى الشعب اللبناني بصفته السابقة ، إصدار حكم الشعب بإعدامه ، وتم تنفيذ عقوبة الإعدام به عن يد حبيب الشرتوني .

وحيث أن الحكم الصادر من الشعب حاز قوة الأمر المقضي ، فالبتالي اصبح حجة على الناس كافة ، ولا يجوز لأي سلطة قضائية اعادة النظر في قضية سبق الفصل فيها من الشعب الذي هو اعلى سلطة في الدولة .

حكم المجلس الأعلى خالف صحيح القانون للأسباب الذي ذكرت ، وبالتالي استحق البطلان .

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت

تعليقات: