قصة عائلة سورية عالقة في لبنان

قصة عائلة سورية عالقة في لبنان.. العودة إلى سوريا ليست أمراً سهلاً على السوريين
قصة عائلة سورية عالقة في لبنان.. العودة إلى سوريا ليست أمراً سهلاً على السوريين


تحكي هدى، وهو إسم مستعار لسيدة سوريّة، عن عودتها إلى سوريا بشيء من الأمل، بسبب انعدام الحيلة. هدى، وهي أم لأربعة أولاد يعمل زوجها في البناء، مضى على وجودها مع عائلتها في جنوب لبنان نحو 3 سنوات. بعد سنتين من تأسيس أولادها في إحدى المدارس الرسمية، حرموا اليوم من مقاعد الدراسة لعدم استقبال إدارة المدرسة التلاميذ السوريين، بحجة وجود أمر من وزارة التربية والتعليم، على حد قول هدى.

يخبرنا الأب أدهم، (اسم مستعار)، عن يأسه في إيجاد حل لمشكلة أولاده. "حكينا كتير بس المديرة رافضة تسجلّهم". وقد باءت محاولاته لتسجيلهم في أي مدرسة رسميّة أخرى بالفشل، لأنهم تأسّسوا في مدرسة أخرى، وليسوا نازحين جدداً. هكذا، بدت عودتهم إلى سوريا حلاً وحيداً.

لكن، المدرسة ليست الدافع الوحيد لرغبة هذه العائلة بالعودة إلى سوريا، على حد قول الأم. فارتفاع ايجارات المنازل هي المشكلة الأعظم. إذ بات الإيجار عبئاً هائلاً على عامل في البناء، قلّت فرصه في السوق، خصوصاً بعدما صار العامل اللبناني يتقاضى دولاراً ونصف دولار في الساعة الواحدة، مقابل تقاضي السوري دولارين ونصف الدولار، وفق أدهم.

"بضّل الوضع هونيك أرحم من هون". هكذا، تجيب هدى عن الغلاء المعيشي في سوريا. فبينما إيجار المنزل في لبنان هو العبء الأعظم، لديها منزل في سوريا لم يطله أي ضرر. ما سيعفيها من دفع الايجار. وتفكر العائلة في أن يبقى أدهم في لبنان، بسبب غياب فرص العمل في سوريا، واقتصارها بشكل أساسي على الزراعة، وخوفاً من طلبه إلى خدمة الاحتياط في الجيش. وهو السبب نفسه الذي يمنع قريبة هدى من العودة إلى حلب مع زوجها.

جنوب درعا هي المنطقة التي ستعود إليها هدى مع أولادها، وهي منطقة خاضعة لسيطرة الجيش الحر. تخبرنا نقلاً عن أهلها هناك أنّ المنطقة آمنة، إلا أن "المادة ضيقة شوي"، وأنّ الحياة طبيعيّة، لكن بشرط "ما نتدخل بحدن".

تعوّل الأم على المساعدات التي ستتّلقاها من النظام، بالإضافة إلى مجانية المدارس والقرطاسية. "بقدر اطلع سجّل بالكنيسة، وآخد مساعدات من النظام والصليب الأحمر. ما عاد عم يحكوا معنا متل قبل".

لكن العودة إلى سوريا ليست أمراً سهلاً على السوريين. إذ يتوجّب على من عليه رسوم الإقامة في لبنان أن يسددّها قبل العودة. ومن كان مسجّلاً في مفوضية شؤون اللاجئين، ستكلفه العودة إلى الأراضي السوريّة الحرمان من المساعدات. وبالنسبة إلى الداخلين إلى الأراضي اللبنانيّة بطريقة غير شرعيّة، فهم مجبرون على العودة بالطريقة نفسها، كما هي حال هدى. وهذا ما سيكلفها عبء تأمين المبلغ المتّرتب عليها للمهرّب، الذي قد يصل إلى نحو 1300 دولار، كما يقول أدهم.

تنتظر هدى تأمين ما تبقى من المبلغ كي تعود إلى سوريا. وهي تسأل عن سبب عرقلة الطريق أمام السوريين الراغبين بالعودة، متمنيّة من الدولة اللبنانيّة السماح لأي سوري يرغب بالعودة إلى بلده. لكن، "افتحولنا الطريق".

* المصدر: المدن

تعليقات: