صيام يوم «عاشوراء» حرام (الجزء الثالث)


اتفق اهل السير أن النبي ورد المدينة في شهر ربيع الأول فَلَو صام فإنه صام العاشر من هذا الشهر ، وكان العاشر من شهر ( تشري ) الذي تصوم فيه اليهود لا في عاشر محرم الحرام ، ويؤكد الفلكيون وعلى رأسهم ابو ريحان البيروني ، حين تنبهوا للخطأ الذي وقع فيه المسلمون والرائج على السنة العوام ، والمعني الفلكي الذائع الصيت ابو ريحان البيروني ( 362- 440 هـ ) حيث قال إن عاشوراء هو عبراني معرّب يعني " عاشور " وهو العاشر من " تشري " عند اليهود ، الذي صومه صوم " الكِبّور" وقد اعتبر في شهور العرب ، فجعل في اليوم العاشر في أول شهورهم كما هو في اليوم العاشر من أول الشهور عند اليهود .

ثم نقل الرواية من أن النبي لما قدم المدينة ... الخ وقال : هذه الرواية غير صحيحة لأن وإقع الحال يشهد عليها ، حيث أن أول المحرم كان سنة الهجرة يوم الجمعة ، يصادف السادس عشر من تموز سنة 933 للإسكندر ، فإذا حسبنا اول سنة اليهود في تلك السنة كان يوم الأحد 12 من أيلول ويوافقه اليوم 29 من صفر ، ويكون صوم العاشر يوم الثلاثاء ال 9 من شهر ربيع الأول ، وقد كانت هجرة النبي في النصف الأول من ربيع الأول ، إلى أن قال :

فيكون قدوم النبي المدينة قبل العاشور بيوم واحد ، وليس يتفق وقوعه في المحرم إلا قبل تلك السنة ببضع سنين أو بعدها بنيّف وعشرين سنة ، فكيف ينسب الحديث عن النبي بأنه صام يوم عاشوراء لإتفاقه مع العاشور في تلك السنة اليهودية ، ومن المؤكد أنه لا علاقة بيوم العاشر من محرم ، السنة الثانية من الهجرة كان يوم عاشوراء السبت من أيلول والتاسع من ربيع الأول .

ومن المعلوم أن السنة ( العبرية ) اليهودية تبدأ في الخريف بدلاً من منتصف فصل الشتاء كما في التقويم الميلادي ، والسنة العبرية تعتمد على القمر ، وتتكون من 12 شهراً وهي :

تشري ، مرسومان ، كيلو ، طبت ، شباط ، آدار ، نيسان ، أيار ، سيوازن ، تموز ، آب ، أيلول .

وتتكون أشهرها من 30 و29 يوماً بالتبادل خلال ( 19 ) عاماً ، يضاف شهر إضافي قوامه 29 يوماً سبع مرات بين شهري ( آدار ونيسان ) ويسمى هذا الشهر ( فيادار ) وفي الوقت نفسه يصبح آدار 30 يوماً .

اذاً لا توافق ولا تطابق لليوم العاشر بين السنة العبرية والسنة الهجرية كما ورد بالدليل العلمي لأحد الفلكيين ، وفي الجزء التالي سنورد لفلكي آخر ما زال على قيد الحياة .

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت

الجزء الأول من مقالة الحاج صبحي القاعوري: صيام يوم «عاشوراء» حرام

الجزء الثاني من مقالة الحاج صبحي القاعوري: صيام يوم «عاشوراء» حرام

تعليقات: