الحكومة اللبنانية والقرارات الخاطئة


وثيقة الوثاق الوطني - اتفاق الطائف

رابعاً : العلاقات اللبنانية السورية

إن لبنان، الذي هو عربي الإنتماء والهوية، تربطه علاقات أخوية صادقة بجميع الدول العربية، وتقوم بينه وبين سوريا علاقات مميزة تستمد قوتها من جذور القربى والتاريخ والمصالح الاخوية المشتركة، وهو مفهوم يرتكز عليه التنسيق والتعاون بين البلدين وسوف تجسده اتفاقات بينهما، في شتى المجالات، بما يحقق مصلحة البلدين الشقيقين في إطار سيادة واستقلال كل منهما. استناداً إلى ذلك، و ن تثبيت قواعد ا من يوفر المناخ المطلوب لتنمية هذه الروابط المتميزة، فإنه يقتضي عدم جعل لبنان مصدر تهديد من سوًرياوسوريا من لبنان في أي حال من الأحوال. وعليه فإن لبنان لا يسمح بأن يكون ممرا أو مستقراً لأي قوة أو دولة أو تنظيم يستهدف المساس بأمنه أو أمن سوريا. وإن سوريا الحريصة على أمن لبنان واستقلاله ووحدته ووفاق أبنائه لا تسمح بأي عمل يهدد أمنه وإستقلاله وسيادته .

يدور اليوم الجدل داخل الحكومة اللبنانية لتمثيل لبنان في معرض دمشق الدولي ونتيجة هذا الخلاف بين أعضاء الحكومة ، أصدرت الحكومة اللبنانية قراراً :

قالت الحكومة اللبنانية إن زيارة أي وزير إلى سوريا لن تكون بقرار رسمي، وجددت التزامها بسياسة النأي بالنفس، جاء ذلك في أعقاب الجدل بشأن قرار وزيري الصناعة والزراعة اللبنانييْن المشاركة في معرض دمشق الدولي لإعادة إعمار سوريا، بصفتهما الرسمية.

طالما أن التعاون بين الحكومتين السورية واللبنانية يحكمه الدستور اللبناني ، حسب اتفاق الطائف ، وحسب الإتفاقات التربوية والإقتصادية وغيرها ، ومجلس دفاع اعلى وتمثيل دبلوماسي،

فإن قرار الحكومة مخالف للدستور ولإتفاق الطائف ، واذا كان ولا بد من تكريس هذا الموقف " النأي بالنفس "وغيره من الحكومة السورية ، على الحكومة اللبنانية الطلب من مجلس النواب وبصفة استثنائية فتح دورة للنظر في اتفاق الطائف والعمل على إلغاءه منذ تاريخ صدوره خاصة وأنهم لم ينفذوا منه سوى تكريس الطائفية السياسية ، وهي مصدر البلاء .

أما ان نبقى كالنعامة نطمر رؤوسنا في الرمال ونترك التاريخ يسجل الكشف عن عوراتنا ، كما النعامة ، فهذا لعب اولاد وليس عمل رجال دولة ( كما خاطب الله نبيه نوح : { قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ۖ}.

الأكثرية الصامتة من الشعب اللبناني متضررة من اتفاق الطائف ، وكلها تريد إلغاء هذا الإتفاق ، وعندها نؤيد ما ذهبت اليه الحكومة " النأي بالنفس " ليس في هذا فقط بل في كل ما يسئ الى لبنان ، خاصة تهديد أمن الجيران وجعل لبنان ممراً للتنظيمات الإرهابية بل وأحياناً استيراد عناصر هذه التنظيمات .

ندعوا الله الهداية للمسؤولين في لبنان خاصة السياسيين بإتخاذ القرارات السليمة لصالح لبنان " الوطن والمواطن "

* الحاج صبحي القاعوري - الخيام

تعليقات: