طلبت منه والدته أن يضع سلاحه جانباً قبل الحادث.. هكذا أصابت الرصاصة رأس ربيع


شاهدته والدته جالساً في المطبخ ينظّف مسدّسه، طلبت إليه وضع سلاحه جانباً محذّرة إياه من عواقبه قبل أن تخرج من الغرفة. لكن ما هي إلا دقائق حتى سمعت أزيز رصاصه. سارعت لتطمئن إليه، فوجدته ممدّداً أرضاً مصاباً في رأسه. هو ربيع مخول، الذي خجل الموت من أن يسرق روحه في ربيع عمره. قاوم، نقل إلى مستشفى الحياة حيث يصارع للبقاء.

رصاصة "خائنة"

وحيد والدته على شقيقتين، أمضى يوم السبت مع أصدقائه على البحر. وعندما عاد إلى المنزل، خطر في باله تنظيف مسدّسه، من دون أن يتوقّع أن تخونه رصاصة وتطلق منه، لتصيبه في الجهة اليمنى من رأسه. وضعه الآن كما قال عمّه كمال لـ"النهار" "مستقر، لكن ننتظر الصورة التي ستجرى له غداً لمعرفة الخطوات التالية لعلاجه. الرصاصة لا تزال في رأسه، وكلّنا أمل أن يشفى من مصابه". وأضاف: "قبل ستّ سنوات قدم ربيع ابن الـ39 سنة من أميركا إلى لبنان بعدما اتخذَ قراره بالاستقرار في بلده، وُظِّف في شركة للنفط في الناقورة، وأكمل حياته".

لطف القدر

لطالما أحبّ ابن بلدة عين إبل الحياة بكل تفاصيلها، بحسب ما قاله أحد أصدقائه لـ"النهار" قبل أن يضيف: "كل من عرفه يعلم إلى أيّ درجة يهوى التنزّه والخروج مع أصدقائه. لم يرتبط بفتاة، على الرغم من اقتراب عمره من عتبة الأربعين، ربما لأنه أراد أن يستمتع بكل لحظة يعيشها، وربما لذلك السبب خجلت الرصاصة من أن تخطف روحه وتبعده من حضن والدته التي أصرّت عليه كي يضع السلاح جانباً، لكن هو القدر الذي نحمد الله أنه لطف به". وأشار: "أنا على يقين أنه سيقوم من سريره عما قريب، فشابٌ مثله مفعمٌ بالحياة لن يستسلم بسهولة للموت".

التحقيق في بدايته

مخفر عين إبل فتحَ تحقيقاً بالحادث، وبحسب ما قال مصدرٌ أمنيٌ لـ"النهار": "إلى الآن لم نستمع إلى أي إفادة رسمية، ننتظر أن يتحسن وضع ربيع، كي نتمكن من الحديث مع أهله، إذ إنّ وضعهم اليوم لا يسمح بذلك، فالجميع ينتظر للاطمئنان إلى صحّته، فهو لا يزال في العناية الفائقة". وأضاف: "كما بات معلوماً فإن الحادث قضاء وقدر، أطلقت رصاصة عن طريق الخطأ من مسدّسه أصابت رأسه من دون أن تصلَ إلى دماغه".

راقص ربيع الموت عندما أمسك بمسدّسه، أعطى الأمان له، وبطيب قلب بدأ بتلميع صورته، لكن عبثاً فعل، نسيَ أنه قطعة سلاح لا تنطق سوى الموت. وعندما حانت الفرصة انقضّت عليه، محاولة قتله، تماماً كما حصل مع مئات لا بل آلاف الأشخاص قبله، ممن استهانوا بمخاطره، فكانت النتيجة مأساة رهيبة تصيب الضحيّة وأفراد عائلته الذين يتألمون سواء على فراقه أو وجعه، يبكونه دماً إن رحل عنهم أو ينتظرون على نار كي تتحسّن صحّته!

تعليقات: