ندوة سياسية في البرج الشمالي بذكرى استشهاد غسان كنفاني


لمناسبة الذكرى الـ 45 لاستشهاد الأديب والروائي المبدع القائد غسان كنفاني، وبدعوة من مركز الشباب الفلسطيني ومركز التواصل الاجتماعي- أجيال، أقيمت ندوة سياسية حوارية تحت عنوان "مستقبل القضية الفلسطينية في ظل التحديات الراهنة".

تحدث فيها عضو المجلس الوطني الفلسطيني المناضل صلاح صلاح، وذلك في قاعة مركز الشباب الفلسطيني في مخيم برج الشمالي، وبحضورقيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في منطقة صور، ومسؤول لجنة العمل النقابي والجماهيري للجبهة في لبنان، وعدد من كوادر وأعضاء الجبهة، وحشد من ممثلي القوى والفصائل والأحزاب، والاتحادات واللجان الشعبية والمنظمات الشبابية، والجمعيات الأهلية، وفاعليات ثقافية وطنية لبنانية وفلسطينية.

افتتحت الندوة مريم أحمد، حيث رحبت بالحضور، وقالت: "إن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت، إنها قضية الباقين". ومن ثم الوقوف دقيقة صمت إجلالا وإكبارا لأرواح الشهداء.

ومن ثم استهل صلاح مداخلته بالحديث عن إبداع ورؤية غسان الأدبية والفكرية والثقافة الوطنية، والإنسانية الملتزمة بقضية الحق و الحرية والكرامة والعدالة، كما لفت إلى أن غسان كان ابنا لمرحلة نضالية للشعب الفلسطيني والأمة العربية، وما رافقها من نكبات ومآس، ومؤامرات سلبت حقوقه نتيجة التخلف وعدم وضوح الرؤية للقيادة الفلسطينية والعربية للمشروع الصهيوني الاستعماري لمنطقتنا، وأضاف: لقد شعرغسان بحسه المرهف وقراءته العميقة لخطر العدو الصهيوني، والإمبريالية العالمية، وطبيعة التحديات وموازين القوى فقرع مبكرا "جدار الخزان"، محرضا ثوريا بامتياز، وداعيا إلى قراءة الواقع بعمق، لا للاستسلتم له، بل من أجل السعي لتغييره، واستخلاص النتائج والعبر، كمقدمة للانتفاض على الواقع والتصدي لمن كان ولايزال ينظر إلى الاستسلام للواقع ولا يسعى إلى تغييره، وقد طرح غسان السؤال الذي ما زال يدوي " لماذا هزمنا ؟؟" ذلك السؤال الفكري المعرفي الذي يضعنا أمام قصورنا الذاتي وتجاه المسؤولية عن عدم انتصارنا على أعدائنا المغتصبين لوطننا وحقوقنا

على الرغم التضحيات الجسيمة التي قدمتها أمتنا وشعبنا.

وانتقل صلاح للمحور الثاني من مداخلته، متحدثا عن التحديات الجدية والخطيرة التي تواجه قضيتنا الفلسطينية، في ظل الانقسامات والمراهنات البائسة للقيادة الرسمية الفلسطينية على الحلول المطروحة دوليا، التي جربتها باتفاقيات أوسلو وغيرها، والتي لم تحقق لشعبنا سوى المزيد من الاستيطان للأرض وتهويدها، ومزيد من القتل والاعتقالات لشعبنا، ووضوح العدو الذي لايمكن أن يلتزم بالحقوق الوطنية الفلسطينية والعربية إلا بوحدة وطنية فلسطينية ومقاومة شاملة، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وتجديد المشروع الوطني على أساس ديمقراطي نضالي تحرري يحفظ الثوابت والحقوق الوطنية الفلسطينية، وإعادة الاعتبار للميثاق الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتعزيز طاقات وقدرات شعبنا وأمتنا العربية الكبيرة لمواجهة الهجمة المعادية الصهيونية والإمبريالية والرجعية، لتصفية قضيتنا ونهب ثروات أمتنا، وفرض الحلول بالترهيب والترغيب، من خلال محاولة تسويق قيادات تلبي أهدافه ومخططاته التصفوية الاستعمارية، وحرف الصراع الأساسي في المنطقة ضد المحتل الصهيوني لأرضنا وأمتنا إلى صراعات داخلية وتعميق الانقسامات والحروب الداخلية في المنطقة.

وختم صلاح بتوجيه نداء بضرورة التحرك الشعبي الضاغط لإنهاء الانقسام، وإلغاء كافة الاتفاقيات مع العدو الصهيوني، وإجراء مراجعة جدية لمسيرتنا الوطنية، واستخلاص الدروس لوضع رؤية واستراتيجية فلسطينية موحدة يشارك فيها كل قوى وأطياف شعبنا الحية عبر حوار وطني شامل، وإعادة الاعتبار للقاعدة الأساسية لمشروعنا الوطني المستند أولًا إلى عدالة قضيتنا وإيماننا بقدرة العامل الذاتي، باعتباره العنصر الحاسم لفرض معادلات نوعية جديدة كمقدمة لتحقيق الانتصار.

وفي نهاية الندوة طُرحت بعض الأسئلة، كما قُدمت بعض المداخلات.

* المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بيروت، لبنان.

الأربعاء في 12/7/2017




تعليقات: