بالفيديو - الحكم على قتلة بشير الجميّل.. في عهد عون


في 20 تشرين الاول سيصدر الحكم النهائي في قضية اغتيال الرئيس الاسبق بشير الجميل. هي لحظة انتظرتها عائلته ومناصروه وحزب الكتائب منذ 35 عاما. في الجلسة الرابعة والاخيرة التي خصصت لمرافعات وكلاء الادعاء، التأم المجلس العدلي لحوالى الثلاث ساعات حيث اكد محامو ال 24 شهيدا وال 63 جريحا ان ما حصل عام 1982 هو اغتيال لحلم لبنان. كما اعتبر ممثل النيابة العامة القاضي عماد قبلان في مطالعته ان الجريمة هي عمل ارهابي.

لكن المفارقة كانت ان على بعد امتار قليلة، كان اصدقاء حبيب الشرتوني يطالبون في ذكرى اعدام انطون سعادة، بتكريم الشرتوني لقتل من يعتبرونه عميلا. لكل فريق بطله ولكل فريق عقيدته لكن الثابتة الوحيدة هي ان التاريخ سيسجل للمجلس العدلي اعادة احياء ملف سياسي ظن اللبنانيون ان سيموت مع مرور الزمن. لكن السؤال الذي يطرح، اين سيكون الحزب السوري القومي من كل هذه القضية القضائية؟

(شاهد الفيديو المرفق)

OTV

من هو حبيب الشرتوني ؟

اسمه الكامل حبيب طنوس الشرتوني من مواليد 1958 حائز على شهادة تخصص صناعي من غرفة الصناعة و التجارة في فرنسا كان مقيماً في منزل جده الكائن في الطابق العلوي لمبنى كتائب الأشرفية. ترعرع في منزل حالته المادية جيدة له شقيق يدعى جورج و شقيقة تدعى نوال معروف بأنه اجتماعي منفتح حساس و صاحب مبدأ و عقيدة.

انتمى إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي أواخر صيف 1977 أثناء وجوده في فرنسا ثم عاد بعد فترة إلى لبنان و سكن في منطقة الأشرفية في بيت جده فوق بيت الكتائب.


الحقيقة الأولى: لماذا أعدم بشير الجميل؟

إن الاجتياح الإسرائيلي للبنان صيف 1982 لم يكن فقط لضرب منظمة التحرير الفلسطينية و الحركة الوطنية اللبنانية فحسب بل كان يحمل في طياته مشروعاً سياسياً لإقامة حكم موال لإسرائيل و هذا ما صدر عن شارون في الأيام الماضية في اعترافاته عن الاجتياح الإسرائيلي للبنان.

لقد أتت الدبابات الإسرائيلية ببشير الجميل إلى سدة الرئاسة لتحقيق الشق السياسي في المشروع الإسرائيلي لما يمثله من قوة داخل القوى الانعزالية. و لقد ارتبط المشروع الإسرائيلي بشخص بشير الجميل إلى حد ذوبانه فيه و كان لا بد من ضرب هذا المشروع لما يمثله من خطر على لبنان و على الأمة بشكل عام. وقد ظهر هذا المخطط بوضوح عندما صعدت ميليشيا "القوات اللبنانية" إلى الجبل و بدأت تمارس كافة أنواع القهر مزهوة بنشوة النصر اليهودي و لتصفية الحسابات مع القوى الوطنية التي وقفت في وجه الانعزال منذ بداية أحداث لبنان.

وبعد أن تكشف هذا المخطط الذي يهدد الأمة بسرطان أخطر من السرطان اليهودي تنفذه أدوات محلية عميلة كان لا بد من إعدام المشروع الذي ذاب ببشير الجميل. لقد كان من المستحيل في تلك الفترة ضرب الآلة العسكرية الإسرائيلية لإبعاد المشروع عن التنفيذ فكان لا بد من تنفيذ حكم الإعدام برأس حربة ذلك المخطط المتمثل ببشير الجميل.

أنتهز هنا الفرصة لأقول أن الاغتيال ليس من أساليب الحزب السوري القومي الاجتماعي و لا تدعو عقيدته إلى قتل الآخرين الذين يختلفون معه في أية حالة من الحالات و لكن عقيدة الحزب بمحتواها النضالي و تصادميتها مع المشروع اليهودي لاحتلال أراضي الأمة السورية تجعل أي إنسان يرتبط بهذا المخطط هو عدو لأنه يساعد هذا المخطط. و بشير الجميل أعدم لأنه باع نفسه لليهود و أراد أن يكون لبنان كوكباً صغيراً في السياسة اليهودية للدخول من الباب الواسع إلى أراضي أمتنا السورية.

إن حبيب الشرتوني لم يكن دافعه القتل لأجل القتل بل قتل المخطط الآتي مع الحراب الإسرائيلية.


الحقيقة الثانية: هل الإعدام هو حكم الشعب؟

بما أن بشير الجميل مارس الخيانة و تعامل مع العدو اليهودي فقانون العقوبات اللبناني يحكم عليه بالإعدام.

وإن ما قام به حبيب الشرتوني إنما هو تنفيذ حكم الشعب ببشير الجميل كون الأحكام تصدر باسم الشعب اللبناني. فقد جاء في النبذة الأولى من باب الخيانة و حسب قانون العقوبات اللبناني الآتي :

المادة 273 : كل لبناني حمل السلاح على لبناني في صفوف العدو عوقب بالإعدام.

فبشير الجميل تدرب و درب قواته لدى العدو الإسرائيلي و قاتل في صفوفه في أكثر من موقع كذلك قاتلت قواته التي كان مسؤولاً عنها و ذلك حسب اعترافات عديدة ووثائق بذلك متوفرة.

المادة 274 : كل لبناني دس الدسائس لدى دولة أجنبية أو اتصل بها ليدفعها إلى مباشرة العدوان على لبنان أو ليوفر لها وسائل إلى ذلك عوقب بالأشغال الشاقة المؤبدة . و إذا قضى فعله إلى نتيجة عوقب بالإعدام.

إن بشير الجميل و معه قيادات في الكتائب قد سهلوا للعدو الإسرائيلي العدوان لا بل أن هناك اتفاقاً أذاعه شارون كان يقضي بأن تشترك ميليشيا "القوات اللبنانية" بغزو غربي بيروت حسب ما اتفق عليه قبل حصول الاجتياح بين بشير الجميل و قيادات العدو الصهيوني.

المادة 275 : كل لبناني دس الدسائس لدى العدو أو اتصل به ليعاونه بأي وجه كان على فوز قواته عوقب بالإعدام.

بعد وصول الجميل إلى السلطة فقد اتصل مع العدو و اجتمع مع بيغن و شارون في كريات شمونة و قد أذيع الخبر في حينه.

لذلك فإن ما أقدم عليه الشرتوني هو أنه نفذ حكم الشعب ببشير الجميل عندما رأى أن الحكم و كل السلطات معطلة و خاصة عندما شاهد كيف تمت عملية الانتخاب بقوة الاحتلال الإسرائيلي.

لذلك اعترف بأنه اتخذ قرار إعدام بشير الجميل باسم الشعب اللبناني.

واليوم ما احوجنا الى امثال حبيب الشرتوني ليكون سيفا في وجه الخيانه


تعليقات: