ميكائيل عواضة.. غادرت الحياة بعد جرح الخيانة

50 حبة مسكن أنهت حكاية ميكائيل عواضة
50 حبة مسكن أنهت حكاية ميكائيل عواضة


من الحب ما قتل، مقولة أثبتت صحّتها ميكائيل عواضة، التي فضّلت الانتحار على الابتعاد عن حبيبها. تجرّعت خمسين حبة دواء مسكّن، تلوّت وجعاً لأيام قبل أن تغمض عينيها وتفارق الحياة.

يوم الأحد الماضي اتخذت ابنة الثانية والعشرين ربيعاً قرارها، بعد خلاف مع خطيبها الذي كما قال والدها طلال إنه "سرق بطاقة الائتمان من محفظتها، سحب راتبها من دون أن يعلمها، وعندما اكتشفت الأمر حصل نقاش بينهما. ولكي يداري فعلته، أحضر شاباً مكسورة يده، قال لها إنه ضربه بسيارته. دفع راتبه وراتبها لعلاجه وكان لا يزال بحاجة إلى مليون ليرة إضافية". وأضاف: "عندما علمتُ بما حصل أطلعتها أن لا مكان له في حياتها بعد الآن، فإذا سرقها اليوم فماذا سيفعل بها عندما يتزوّجها".

بين نار الحب والرفض

بين نار حبيب اشتعل في قلبها قبل أربع سنوات، ونار عائلة اتخذت قرارها برفضه بعدما ارتضت به خطيباً قبل سنة ونصف السنة. تلوّت ميكائيل ابنة بعلبك التي تسكن في الضاحية قبل أن تحسم أمرها، فابتلعت ما تيسّر لها من حبوب المسكّن. بدأ الألم بالسيطرة عليها، وعندما لم تعد تقوى على الاحتمال قصدت مع والدها إحدى الصيدليات من دون أن تبلغ أحداً بأسباب وجعها. وُصف لها مصل ودواء للتقيؤ، وشرح والدها "عند الساعة الثالثة فجراً قصدنا الصيدلية. صباح الإثنين ذهبت إلى عملها في المستشفى العسكري. أخبرت زملاءها أنها لم تعد تستطيع المقاومة. أجريت لها فحوص وتبيّن أن وضعها خطير. اتصل طبيب طالباً إليّ أن أنقلها إلى مستشفى الحياة، لكونه لا يحقُ لها الاستشفاء في المستشفى العسكري، فهي ممرضة متعاقدة لا جندية في الجيش كما أشيع".

"سرق قلبها ومالها وحياتها"

أطباء من كل الاختصاصات حاولوا إنقاذ حياة ميكائيل، لكن عشية الثلاثاء سلمت روحها بعد توقف كبدها عن العمل. والدها المفجوع اختصر وجعه بعبارة "سرق قلبها ومالها وحياتها". وقال "دم ابنتي في رقبته؛ إنسان بلا أخلاق، دخل منزلنا، أكل من خبزنا وملحنا، بعدها طعننا في ظهرنا. باع فتاة تحبه، اعتبرته محور كونه، حاربت عائلتها من أجله. كل ذلك من أجل المال". وأشار إلى أنه إنسان كاذب لم أرتح له منذ البداية. هو جندي يبلغ من العمر نحو 25 سنة، يسكن في منزل شقيقته في الضاحية، أما عائلته ففي صيدا. وأضاف، أنه مذ دخل منزلهم شعر بأن نفسيتهم لم تكن جميلة ومع ذلك ارتضى به بداية كي لا يكسر خاطرها، لكن بعدما ظهر "كذبه الدائم من ثم سرقته أراد أن يحافظ عليها وعلى مستقبلها، فهي فتاة بريئة وطاهرة إلى أبعد الحدود. ولو لم تكن كذلك لما دفعت حياتها ثمناً لحب إنسان لا يستحق حتى نظرة من عينيها".

ملاك الأرض والسماء

صديقها على مقاعد الدراسة في معهد بئر حسن، مصطفى شحرور، تحدث بحرقة عن إنسانه لا تفارق الضحكة وجهها، فقد كانت تشجعه على الدراسة والنجاح. قبل فترة شاهدها في المعهد، جلسا معاً، تحدثا عن تحضيرهما للامتحانات، ليفاجأ يوم الإثنين بدخولها مستشفى الحياة حيث يعمل ممرضاً. استقبلها، كانت متعبة شاحبة، لا ترى جيداً بعينيها. بدأ يعطيها أملاً بالحياة، طالباً إليها المقاومة كي تحقق أحلامها وأهدافها وعلى رأسها تقديم الامتحانات النهائية المقررة يوم الإثنين القادم. رغم وجعها ابتسمت قائلة "أتمنى ذلك، كما تمنيت أن أحيا حياة جميلة مع أناس منحتهم روحي لكنهم بادلوني بقلة الوفاء، وإن مدّ الله بعمري فسأبتعد عن جميع من خذلني وأبدأ من جديدة بقرب من يحبّني بصدق". وختم إنه سيشتاق إليها كما زملاؤها، فقد كانت ملاكاً على الأرض وهي كذلك الآن في السماء.

تعليقات: