ربيعة العاملة البنغلادشية: مختارة وتاجرة في الضاحية

افتتحت محلاً صغيراً يحتوي على بضائع من بنغلادش وأثيوبيا (خليل حسن)
افتتحت محلاً صغيراً يحتوي على بضائع من بنغلادش وأثيوبيا (خليل حسن)


ربيعة العاملة البنغلادشية: "مختارة" وتاجرة في الضاحية افتتحت محلاً صغيراً يحتوي على بضائع من بنغلادش وأثيوبيا (خليل حسن)

حققت ربيعة، وهي بنغلادشية تعمل في لبنان، حلمها بتأسيس عمل خاص بها. فافتتحت منذ أقل من سنة محلاً صغيراً يحتوي على بضائع من بنغلادش وأثيوبيا، في حي المصري- حارة حريك، مستقدمةً بنغلادش إلى الضاحية مع بضائعها التي شكلت ملجأ خاصاً للعمال والعاملات البنغلادشيين والأثيوبيين في المنطقة.

يحتوي محل ربيعة على جميع أنواع الحبوب والبهارات والأرز البنغلادشي والزيت والصابون وأدوات العناية التجميلية بالوجه واليدين، وحتى السجائر البنغلادشية، وبأسعار زهيدة. بعض المنتجات تؤمنها ربيعة من الدورة وبرج حمود، وبعضها الآخر عند سفرها إلى بلدها أو سفر زوجها، الذي يعمل في أحد مصانع البلاط في لبنان، بعدما تركا ابنهما (8 سنوات) مع جدته في بنغلادش.

تعمل ربيعة طيلة أيام الأسبوع في أحد البيوت، وتكرس يوم الأحد لمحلها وبيع منتجاتها للعاملات في المنطقة. فتحول المحل إلى محطة أسبوعية لعاملات المنازل والعمال. فمنهم من يأتي للتبضع، وكثيرون منهم يأتون للقاء مواطنيهم للتخفيف من مشقة الغربة، وربما من الاضطهاد والمعاملة السيئة التي يعانون منها خلال عملهم. وآخرون اختاروا المحل مساحة للترفيه، وربما للوقوع في الحبّ. زينة، وهي إحدى العاملات، التي التقتها "المدن" أمام محل ربيعة، تقول: "منجي لهون لننبسط ونرتاح. هون كلنا متل بعض".

تنهمك ربيعة خلال جلوسها في المحل بترتيب البضائع في الرفوف، وتسجيل طلبات زبائنها لتأمينها، وسماع قصص زملائها أو من تعرفت إليهم من خلال المحل. وفي وقت آخر، تجدها تحمل صنارة الحياكة لتصنع منها بعض الكروشيه لبيعها. وبعدما تمكنت من جذب زبائن دائمين، بدأت منذ فترة وجيزة فتح محلها يومياً من الساعة الرابعة حتى السابعة مساءً، والأحد طوال اليوم.

لكن زبائن ربيعة ليسوا من البنغلادشيين أو الأثيوبيين فحسب، بل استطاعت استقطاب العديد من سكان الشارع، الذين يشترون منها بعض الحاجيات، خصوصاً الأرز والبهارات التي تضفي نكهة مميزة على الأكل. ولا تخلو يومياتها من عنصرية المارة والعديد من المضايقات، لاسيما من الأولاد الذين يلعبون بالكرة أمام محلها.

لا تغفل ربيعة دور مختار منطقة الغبيري أحمد جابر، الذي تعمل في منزله، في مساعدتها في فتح المحل. "فهم لا يريدون مني إلا أن أشتغل في البيت 3 ساعات في اليوم". ويقول جابر إن "ربيعة ذكية، وهي فرد من أفراد البيت، وإنسانة لها كيانها. ولم نأت بها من أجل حبسها في منزلنا أو استعبادها".

"ربيعة جابر"، كما تحب أن تسمّي نفسها، طموحها لن يتوقف عند هذا المحل، بل ستسعى إلى إيجاد محل آخر يكون قبالة أحد الشوارع العامة في الضاحية

الجنوبية ليكون مقصداً لأكبر فئة من عمال بلدها.

* المصدر: المدن

تعليقات: