جريمة الشويفات.. أراد الزواج فحصل على طعنة قاتلة


اعتقد ان الحظ حالفه وعثر على العروس من دون أن يتوقع أن نهايته ستكون على يدها. داخل منزله الذي زارته فيه للمرة الأولى وضعت حداً لحياته. هو محمد صالح، الذي أُفسدت فرحته قبل أن تبدأ، بطعنة سكين غرستها في صدره نيروز.ش.

أراد محمد (79 عاماً) أن يكمل ما تبقى له من أيام مع زوجة تكسر ضجر الوحدة الذي نخر جدران منزله، على الرغم من أنه متزوج سابقا مرتين وله عشرة أولاد معظهم في الغربة. بالأمس زار ابن بلدة ياطر دكان صديقه في حي السلم، وبحسب ما قاله الاخير لـ"النهار": كنا نتحدث عن رغبته في الزواج حين دخلت والدة نيروز، سمعت ما يدور بيننا، فتدخلت قائلة ان لديها ابنة مطلقة هي ام لولد يبلغ من العمر سنتين، يمكنه ان يراها، لربما كانت من نصيبه، كما أطلعته على انها لا تجيد الطبخ وترتيب المنزل، فلم يمانع، عندها سارعت الى إخبار ابنتها، فحضرتا الى الدكان مع ولدها ابن السنتين، قبل ان يتفقا على الذهاب الى منزله في منطقة الشويفات ليريهم اياه".

وأضاف: "بسرعة البرق حصلت الامور، وقالت والدة نيروز انهم اذا اتفقوا فستتصل بشيخ لكتب كتابه على ابنتها. ودعني محمد وانطلقوا بفان لنقل الركاب، كان الوداع الاخير قبل ان يبلغني النبأ". "النهار" قصدت منزل الضحية، على سطح احد مباني مشروع الامير في منطقة التيرو. الجو هادئ الى ابعد الحدود، بابان متجاوران على الروف، احدهما لمنزل محمد، وخلفه نافذتان صغيرتان، من احداهما تظهر غرفة الجلوس، الشاهد على ما حصل قرابة الأولى والنصف بعد ظهر امس. بعض "الكركبة"، وطاولة قلبت على الارض والسجادة ازيحت من مكانها، اربعة أكواب عصير يبدو انها جلاب بقيت مكانها، لا دماء ولا شيء يوحي بان جريمة ارتكبت، للوهلة الاولى قد يظن الناظر الى الغرفة ان عراكا حصل قبل ان يتلقى محمد طعنة، لكن جارته في المنزل المجاور اكدت انها لم تسمع اي شجار او اصوات تؤشر لوجود اشكال، وان "الفوضى في المكان سببها حمل عناصر الاسعاف للضحية".

الجارة التي اصرت على عدم ذكر اسمها قالت لـ"النهار": "طرقت والدة نيروز الباب طالبة مني ان تتصل بالاسعاف التي حضرت ونقلت الضحية، قبل ان تحضر القوى الامنية والادلة الجنائية". اما جارة محمد في الطبقة السفلى فاكدت انه "كان على قيد الحياة عندما نقل الى المستشفى، وكان يشير الى صدره، قائلا طعنت بالسكين".

نهاية غير مخطط لها

قريب نيروز، ابنة البقاع (28 عاماً)، أكد ان ما حصل لم يكن مخططاً له كما تداولت وسائل الاعلام، وشرح: "رأيت والدة نيروز في مخفر الشويفات حيث فتح تحقيق في القضية، وأكدت لي أن الامور كانت تسير على ما يرام، وانها كانت تتبادل ومحمد أطراف الحديث، فجأة حمل ابن نيروز سكينا صغيرا موجودا على الطاولة، وفي تلك اللحظة قال محمد انه يريد ان يرزق ولدا منها، فما كان من نيروز الا ان اخذت السكين من ابنها وطعنت محمد، عندها سارعت والدتها وطرقت باب الجيران طالبة الاتصال باسعاف، واصرت على الذهاب مع الضحية الى مستشفى كمال جنبلاط. كان لا يزال على قيد الحياة، تعاطفت معه الى ابعد الحدود". واضاف: "تعاني نيروز منذ اشهر حالة عصبية، والمرض بادٍ على وجهها، كنا سنعرضها على طبيب نفسي، فمنذ طلاقها لم تكن على طبيعتها، رفضت ان تسكن مع والدتها، وقد استأجرت منزلاً في حي السلم. عائلتها هي من كانت تدفع بدل ايجاره بالاضافة الى مصروفها".

التحقيق في قضية محمد انتقل من مخفر الشويفات الى تحري بعبدا، وبحسب ما قاله احد معارف الضحية "لا احد يعلم ما السبب الذي دفع الفتاة الى طعنه على الرغم من ان كل من عرفه يعلم كم هو انسان خلوق، لا يحب المشاكل ولا يتدخل في ما لا يعنيه، وهمه ان يعيش مرتاح البال. والى حين اكتشاف تفاصيل ما حصل، يبقى الاكيد هو رحيل من تربى يتيما بعد وفاة والديه وهو في سن السنتين، صارع الحياة متنقلا وراء رزقه بين دول عدة، وعندما أراد ان يتذوق طعم الراحة والفرح، طعنه القدر!

المبنى حيث حصلت الجريمة
المبنى حيث حصلت الجريمة



تعليقات: