بوادر أزمة بين عون وبري وصعوبات في نقل المقاعد


لا يقدم رئيس مجلس النواب على عقد مؤتمر صحافي الا عند الضرورة. ودرج على هذا النوع من الاطلالات على اللبنانيين في توقيت المفاصل السياسية والدستورية والحساسة وهو يعتمد عادة على الصحافة المكتوبة في التعبير عن مواقفه والرسائل التي يطلقها. ولذلك عمد الى هذه الخطوة في هذا التوقيت بعد دعوته الى جلسة في 5 حزيران المقبل واستباقه دعوة توقيع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري فتح دورة استثائية،ولا سيما ان العقد العادي الاول ينتهي بعد غد الاربعاء في 31 الجاري وقبل 20 يوما من انتهاء ولاية المجلس. وحصل هذا التطور بعد الحركة الاخيرة التي يقوم بها النائب جورج عدون وتلقيه اشارات ايجابية من مختلف الافرقاء على السير بمشروع الـ 15 دائرة على اساس النسبية ومن دون الحسم في مصير الصوت التفضيلي اذا كان مقيداً بضوابط طائفية او مفتوحا امام الناخبين.

وبالعودة الى فتح الدورة الاستثنائية فثمة بوادر معركة بدأت بين عون وبري، ولا سيما ان " التيار الوطني الحر" اخذ على رئيس المجلس تسرعه في تحديد موعد الجلسة. وكان لبري رد في هذا الخصوص بعد تشاوره مع عون والحريري في موضوع الدورة الاستئنائية ولم يحصل منهما على الجواب المطلوب. واوضح أنه اتصل بـ "رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وبالنائب جورج عدوان ووافقت على قانون النسبية على اساس الـ 15 دائرة بعدما كنت رافضا له".

وقال:"هذا الحديث هو لتوضيح ما قيل عن تعييني جلسة في 5 حزيران وأنني خالفت الدستور. أضاف:"لم يتم توقيع المرسوم حتى الان. وما فهمته من الرئيسين عون والحريري ان المرسوم على الطريق".

ورأت مصادر نيابية في كلام بري بانه" الكلام الرئيس وهو في مقدم من يحترم الاصول والقواعد الدستورية "، الا ان جهات نيابية اخرى كانت تأمل منه ان يقدم على تعيين موعد الجلسة المقبلة بعد اطلاقة عجلة الدورة الاستثنائية " وعدم التشاطر على رئيس الجمهورية وصلاحياته". وكان اللافت في كلام بري تأكيده على الرفض القاطع لنقل مقاعد نيابية من دوائر الى اخرى ويستند في ذلك الى معارضة جهات عدة لهذه الخطوة.

وردا على نقل المقعد يقول ممثل المقعد الماروني في دائرة بعلبك-الهرمل النائب اميل رحمة لـ"النهار" ان " الكلام عن نقل المقعد الماروني في بعلبك امر معيب. وثمة 22 و23 الف ناخب ماروني في هذه الدائرة وهم ينتشرون في البقاعين الشرقي والغربي . وهذا المقعد اضافة الى المقعد الكاثيوليكي يوجدان قبل الطائف. ومن اجل روابط التاريخ والجغرافيا من غير المنطقي تشلحهما من بعلبك ".

واستغرب طرح نقل المقاعد الامر الذي لا يصب في رأيه في مصلحة المسيحيين، ولا سيما الذين يقيمون في الاطراف وهذا الامر بالنسبة لنا امر مرفوض. واذ سألت العدد الاكبر من المسيحيين في بعلبك فهم يرفضون بالتأكيد التخلي عن هذا المقعد. ونقول للذين يعملون على هذا الطرح غير الصائب ان المقعد الماروني في باق باق ".

بعد اطلالة بري والرسائل المتبادلة بينه وبين رئيس الجمهورية ينتظر الجميع ما سينتهي اليه عدوان في عملية تسويق مشروع الـ 15 دائرة والذي لا يقر الا عند فتح الدورة الاستثائية واي تأخير في توقيع مرسومها سينعكس سلبا على مصير المشروع المطروح وستتعقد الامور اكثر كلما اقترب موعد انتهاء ولاية المجلس في 20 حزيران.

تعليقات: