أكرم حمّود.. فعل الخير ذخيرة باقية


إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات أولئك هم خير البرية

من يعمل مثقال ذرة خيرا يرى

السابقون السابقون أولئك المقربون

لأن الحياة تسمو بقدر ما نعطي و بقدر ما نبذل , و لأن السعادة التي يحملها بداخلهم أصحاب الأيادي البيضاء تفوق السعادة التي يتلقاها الآخرون و المرء يعرف في الأنام بفعله و خصائل المرء الكريم تأصله

نفتتح قاعة البلدية اليوم برعاية كريمة لمعالي وزير المال الحاج علي حسن خليل والتي وضع حجر أساسها الرئيس السابق الحاج عباس عواضة والتي شيدها على نفقته و بشكل كامل الحاج الفاضل أكرم حمود و هو المعروف بأخلاقه الدمثة و تواضعه المتسامح وسخائه الكريم , لا يسعنا إلا أن نقول له ما قاله أمير البلغاء الإمام علي (ع) "فعل الخير ذخيرة باقية وثمرة زاكية".

أيها الاخوة و الأخوات

يصادف هذا التاريخ توسطة لمجموعة من المناسبات العظيمة وكأن الصدفة أو حسن إختيار التوقيت أرادا لهذا الافتتاح أن يسبقه بأيام قليلة ولادة وأن يلحقه بأيام قليلة بداية وأن يتوسطها ذكرى مجيدة.

منذ أيام خلت كانت ذكرى ال15 من شعبان "ولادة الإمام المهدي (عج) "وما يحمله هذا اليوم من أمل ورجاء و يوم موعود و في القادم من الأيام بداية وحلول شهر رمضان المبارك , و ما يحمله هذا الشهر من معاني التوبة و المغفرة و التقوى وما بين الولادة و البداية ذكرى و عيد المقاومة و التحرير و ما يحمله هذا اليوم من معاني الصمود و الفداء و الصبر والانتصار, كما وفقنا الله في الافتتاح نسأله أن يوفقنا في حسن الإستفادة والاستخدام لهذه القاعة بحيث تؤدي الغاية التي من أجلها أنشئت.

الفكرة بدأت فكرة شخصية لكنها ببعد واهتمام عام و بعد أن أنجز البناء أصبحت ملكاً ومسؤولية عامة.

كيف يمكن أن نعالج مسألة تقبل العزاء بشكل أفضل و أيسر و أنسب واليَق من هذا الذي يجري في أغلب الأحيان :

* أغلب البيوت لا تتسع لجموع المعزين و في حالات البرد القارس يضطر أهل العزاء لنصب خيم خارج منازلهم مع وسائل تدفئة غير كافية مما يشكل احراجا للجميع إضافة إلى اضطرارهم لتقبل العزاء من الصباح الباكر لآخر الليل مما يسبب ارهاقا كبيرا لأهل العزاء و بالتالي كان لا بد من التفكير في حل ما فكان المشروع .

إن نجاح التجربة هو مصلحة وإفادة للجميع

* يحدد وقت معين وأيام محددة للتعزية بذلك يرتاح أهل العزاء

* صاحب المشروع يشعر بالسعادة وربما يتحمس لفكرة أخرى

* بعض المتمولون قد تعجبهم هذه التجربة فيبادروا إلى بناء مشاريع هادفة تخدم أهل البلدة.

* البعض لديه نية بالأساس ولكن ينتابه التردد والخوف من نتيجة الإقدام على عمل غير واضح مستقبله .

* الزائر أو الضيف عندما يرى هذه التجربة وهذه القاعة يأخذ صورة حضارية عن الخيام و بالتالي تصبح القاعة نوع من البروباغاندا .

نجاح التجربة يحفز الرأي العام على الاهتمام بالشأن العام, ليس بالضرورة من خلال المال , إنما بالوقت وأحيانا بالجهد و أحيانا بالكلمة أو بالمبادرة أو بأي شيء آخر .

نحن معنيون بنجاح هذه التجربة, لكن النجاح بحاجة للتعاون والتعاون لا يكون الا بتحمل المسؤولية والمسؤولية هنا ملقاة على الجميع ولكل من موقعه.

نحن كبلدية سنتحمل المسؤولية فور اجتماع المجلس البلدي , حيث ستطرح إدارة هذه القاعة للنقاش وسوف نأخذ القرار

المناسب والمسؤول حتماً. كما وسنشكل لجنة للاهتمام بكل تفاصيل نجاح هذه التجربة من الإتصال بأهل العزاء للاهتمام بصيانة الصالة من مياه وكهرباء...

علماء الدين نتمنى أن يساعدوا و هم قادرون على لعب دور كبير في توجيه الأهل لهذا النمط من تقبل العزاء و شرح إيجابياته و على الناس أن يساعدونا لإنجاح التجربة من عدة زوايا:

أولا : الإشغال لهذه القاعة

ثانيا : المحافظة عليها بكل تفاصيلها و أن يعتبرها كل واحد منا أنها له و أنه يوما ما سيتم استخدامها لصالحه بشكل أو بآخر .

أيها الأخوة

نحن نبني و الفرحة العارمة تغمرنا و منذ أقل من شهر , مواطن لبناني ظل الطريق وقطع مسافة 10 كلم داخل أراضي فلسطين المحتلة فاجتمع الكنيست و اتخذوا قرار ببناء جدار على طول الحدود مع لبنان .

نحن نبني و على وجوهنا البسمة و هم يبنون و على وجوههم القلق , هل تعلمون السبب ؟ السبب هو المعادلة الذهبية "الجيش والشعب والمقاومة " بكل بساطة .

إن بناء هذه القاعة او أي مشروع آخر شكل من أشكال المقاومة لأنها تحضّن وتحصّن المجتمع. فمنا من يدفع دمه من

اجل عزة أهله ووطنه و منا من يدفع من ماله ومما يملك من أجل أهله و مجتمعه .

يقول غبريال غارسيا مركيز " لا ينتسب الإنسان إلى أرض لا موت له تحت ترابها "

هنا ولدنا و هنا ترعرعنا و هنا سنبقى .

هنا موتانا هنا سندفن والأهم هنا سنحيا بعزّة وكرامة.

شكراً لكم والسلام عليكم


* كلمة بلدية الخيام خلال حفل تدشين قاعة البلدية، التي بناها المحسن الحاج أكرم حمّود لأبناء بلدته، والتي أقيمت في 21 أيّأر 2017 برعاية وزير المالية









تعليقات: